أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو تسعى لإنشاء تحالف دولي شامل ضد الإرهاب برعاية الأمم المتحدة.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن لافروف -في كلمته بالمؤتمر الصحفي السنوي حول (حصاد الدبلوماسية الروسية لعام 2018)، اليوم الأربعاء- قوله إن "من أولويات بلاده خلق جبهة لمكافحة الإرهاب الدولي تحت دعم ورعاية الأمم المتحدة، والتخلص من الأزمات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوكرانيا، والعمل على تسوية الأزمة في سوريا وشبه الجزيرة الكورية، فضلًا عن مكافحة تجارة المخدرات".
وأكد أن موسكو حريصة أيضًا على علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أساس المساواة والاحترام إلا أن الدول الغربية والولايات المتحدة لا تقبل بالعالم متعدد الأقطاب -بحسب تعبيره-.
وقال إن الوضع في العالم يظل صعبًا ومعقدًا للغاية، مشيرًا إلى نمو وازدياد الأزمات العام الماضي، موضحًا أن بلاده منفتحة للتعاون مع كل من يرى أن العلاقات لا يمكن استخدامها للضغوطات السياسية وإنما للتعاون وقبول الحلول الوسط ذات المنفعة المتبادلة.
ومن ناحية أخرى، أكد أن ممثلين من روسيا أجروا أمس مشاورات مع نظرائهم الأمريكيين في جنيف حول المشاكل التي ظهرت بسبب معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
وأردف قائلًا "نحن نعمل على التعاون مع الحلفاء والدول الصديقة والمنظمات المختلفة مثل منظمة التعاون ومجموعة بريكس وغيرها من المنظمات الدولية وأيضًا مجموعة الـ 20، كما ندعم مشروع (الحزام والطريق)، والمبادرة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل الشراكة الأوراسية الكبيرة وذلك لتعزيز العلاقات بين الدول في آسيا وكذلك في أوروبا".
وفي الشأن السوري، قال لافروف إن "الإرهاب الدولي يخسر الآن في سوريا، وهذا يسمح للانتقال إلى بداية إعادة بناء الاقتصاد خاصة عقب مؤتمر الحوار الوطني الذي جرى في سوتشي بمشاركة الدول الضامنة وهما روسيا وإيران وتركيا".
وحول الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية، أكد أن بلاده تدعم التحرك الإيجابي على شبه الجزيرة الكورية وفقا لخارطة الطريق وعلى أساس العمل البناء من قبل بيونج يانج.
وأعرب وزير الخارجية الروسي عن قلق بلاده من النشاط العسكري لحلف شمال الأطلسي الناتو واقترابه من الحدود الروسية، مشيرًا إلى أن موسكو وسعت من علاقاتها الإنسانية والثقافية وقدمت المساعدات في هذه المجالات لكثير من الدول، واستطاعت خلال استضافتها المتميزة لبطولة كأس العالم لكرة القدم من عرض وضعها العصري.
ونوه لافروف بأن روسيا مازالت مستعدة للعمل لإنقاذ معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة وتأمل بأن تبذل أوروبا الجهود بهذا الشأن.
وتابع قائلًا: "مستعدون للعمل على إنقاذ معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، آمل بأن تبذل الدول الأوروبية المهتمة بالأمر أيضًا الجهود لذلك، وألا ترضخ لرغبات الولايات المتحدة".
ولفت لافروف إلى أن اقتراحات روسيا خلال مفاوضات جنيف بشأن معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى أوضحت موقف موسكو ولكن واشنطن لم ترغب بالاستماع.
يشار إلى أنه في السنوات الأخيرة، تبادلت موسكو وواشنطن الاتهامات بانتهاك معاهدة الحد من الأسلحة النووية، وذكرت روسيا مرارًا وتكرارًا أنها تمتثل بصرامة لالتزاماتها بموجب العقد.