أكد الدكتور أحمد أبوزيد الباحث في إدارة الأزمات
والأمن الإقليمي في تصريحات خاصة أن الولايات المتحدة لا يمكنها تحقيق هدفها الاستراتيجي
بسحب قواتها من المنطقة سواء من سوريا أو أفغانستان دون الاعتماد على مظلة إقليمية
للاستقرار وقوة إقليمية ترعى السلام وتحافظ عليه، حتى لا تنفجر الأوضاع مجددا، معتبرا
أن جولة المبعوث الأمريكي الإقليمية دخلت أهم محطاتها بزيارة باكستان التي تقوم بدور
هام للغاية في تعزيز السلام والاستقرار في أفغانستان، ويعتبر أمنها القومي جزء من الأمن
الباكستاني، فإذا أتخذ الانسحاب الأمريكي نهجا عشوائيا، فإن تفجر الأوضاع سيؤثر على
الأوضاع الأمنية في باكستان التي تعاني بالفعل نتيجة لانفلات الأوضاع في أفغانستان
لسنوات، ودفعت ثمن باهظ كشريك للولايات المتحدة في محاربة الارهاب هناك.
ولفت أبوزيد إلى أنه في الوقت الذي تتواصل فيه محاولات
الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بعد نحو عقدين من التدخل تحت شعار الحرب على الإرهاب،
فإن الولايات المتحدة التي توترت علاقاتها بباكستان خلال بداية ولاية ترامب الرئاسية،
قد عادت مجددا من أجل طلب دعم إسلام أباد في تحقيق السلام في أفغانستان، حيث كشف فيه
رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طلب مساعدته
في عملية السلام الأفغانية، عبر إقناع حركة "طالبان" بالمشاركة في المفاوضات.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص للمصالحة الأفغانية
السفير زلماي خليل زاد، وصل اليوم الخميس، إلى العاصمة الباكستانية (إسلام آباد) من
أجل إجراء محادثات مع المسئولين هناك.
وذكرت قناة "جيو نيوز" الباكستانية أن
زاد سيقوم خلال هذه الزيارة بإجراء محادثات بشأن عملية السلام الأفغانية والمحادثات
مع حركة "طالبان" بالإضافة إلى انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان.
وكان من المقرر أن يصل زاد إلى باكستان أول أمس
الثلاثاء، إلا أنه تم تأجيل الزيارة إلى أمس الأربعاء لقيامه بإجراء اجتماعات في العاصمة
الأفغانية (كابول) ثم تم تأجيلها مجددا.
وأشارت القناة إلى أن زلماي زاد قام بزيارة الصين
والهند إلى جانب أفغانستان في إطار جولته التي تشمل أربع دول وتنتهي في الحادي والعشرين
من الشهر الجاري.
وقال مسؤولون لوكالة صينية أن المسؤول الأمريكي
جاء لعقد محادثات بهدف استكشاف طرق لحل الصراع الأفغاني بطريقة سياسية. وقال مسؤول
بوزارة الخارجية الباكستانية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن خليل زاد سوف يبدأ محادثات
مع مسؤولين باكستانيين في وقت لاحق من اليوم، بعد أن عقد مناقشات مع قادة أفغان كبار،
من بينهم الرئيس محمد أشرف غني، خلال الأيام القليلة الماضية في العاصمة الأفغانية
كابول.
وتأتي جولة المبعوث الأمريكي، وهي الثالثة منذ تعيينه
في سبتمبر، بعد وقت قصير من تصريح المسؤولين الأمريكيين في ديسمبر الماضي بأن الرئيس
دونالد ترامب يعتزم سحب ما يصل إلى نصف القوات الأمريكية المنتشرة في أفغانستان والبالغ
عددها 14 ألف جندي.
وأكد مبعوث السلام الأمريكي، خلال زيارته لأفغانستان،
إن إنهاء الصراع الذي دام 17 عاماً في أفغانستان بشكل سلمي يتطلب من طالبان الدخول
في محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية ، والتي رفضت باستمرار القيام بها.
وتابع المبعوث: "الطريق الى السلام سيتطلب
من طالبان الجلوس مع افغان اخرين بما في ذلك الحكومة."
وأضاف في بيان صحفي أصدرته السفارة الأمريكية في
كابول "هناك إجماع بين جميع الشركاء الإقليميين حول هذه النقطة".
وصرح مسؤولون بأن القوات الباكستانية احتجزت لفترة
وجيزة قياديين في حركة طالبان الأفغانية للضغط على الميليشيا من أجل العودة إلى محادثات
السلام الوليدة في الوقت الذي وصل فيه المبعوث الأمريكي للمنطقة إلى إسلام أباد اليوم
الخميس.
وكانت طالبان الأفغانية قد رفضت في البداية لقاء
مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل المصالحة الأفغانية، زلماي خليل زاد، والذي
كان من المقرر أن يصل إلى باكستان أول أمس الثلاثاء، وقال مسؤولون في الاستخبارات إنه
تم تأجيل الزيارة بعد أن داهمت القوات الباكستانية مخابئ لطالبان للضغط على الجماعة
لحضور اجتماع آخر مع خليل زاد.