الجمعة 29 نوفمبر 2024

وزير خارجية لبنان يدعو إلى وضع رؤية اقتصادية عربية موحدة

  • 18-1-2019 | 16:07

طباعة

دعا وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، إلى وضع رؤية اقتصادية عربية موحدة، مبنية على مبدأ سياسي يقوم على عدم الاعتداء المتبادل، وعدم التدخل في الشئون الداخلية بين الدول العربية وبعضها البعض، على نحو من شأنه تأمين الاستقرار السياسي الذي هو أساس الازدهار الاقتصادي.


جاء ذلك اجتماع وزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت.


وقال باسيل إن هذه الرؤية الموحدة يجب أن تبنى أيضا على مبدأ ثقافي حضاري اجتماعي، يقوم على احترام الاختلاف وتقبل التنوع بما يحفظ الحقوق في الدين والفكر، ويؤمن الحصانة التعددية في وجه التطرف والأحادية.


وأضاف: "لا أخفي توجها لدي بخلق مساحة اقتصادية مشرقية مشتركة تضم هذا الجزء من منطقتنا العربية، نجلب الازدهار لها من خلال اعادة اعمار سوريا والعراق واعادة النهوض بلبنان، وتقدم الأردن ومصر وبناء فلسطين".


وأعرب باسيل عن تطلعه لإنشاء سكة حديد تربط البلدان العربية، وخط غاز يأخذ غاز لبنان إلى العراق ونفط العراق الى لبنان، وربط كهربائي منجز غير مقطع، ومرافئ تجعل البحر المتوسط على حدود العراق والبحر الأحمر على حدود سوريا، وبسدودٍ من لبنان تغذّي الاردن وبمعامل (محطات كهرباء) من الأردن تغذي لبنان، وباتفاقات تجارة تفاضلية تفتح المجال للتكامل العربي.


وقال الوزير اللبناني إنه يأمل بخروج خطة اعادة النازحين واللاجئين ألى أرضهم، مؤكدا تمسك الدول المستقبلة للنازحين بعودتهم الكريمة "ولا أحد يمكن أن يمنعنا من ذلك إذا جعلناها كريمة لهم ومفيدة لاقتصاد بلدانهم".


وتطرق وزير الخارجية اللبناني إلى مسألة عودة سوريا إلى عضوية جامعة الدول العربية قائلا: "تركنا فجواتٍ في داخلنا، وسوريا هي الفجوة الأكبر اليوم في مؤتمرنا، ونشعر بثقل فراغها بدل أن نشعر بخفّة وجودها.. سوريا يجب ان تعود الينا لنوقف الخسارةَ عن انفسِنا، قبل ان نوقفها عنها.. سوريا يجب ان تكون في حضننا بدل ان نرميها في احضان الارهاب، دون ان ننتظر اذناً او سماحاً بعودتها، كي لا نسجّل على انفسنا عارا تاريخيا بتعليق عضويتها بأمرٍ خارجي وباعادتها باذنٍ خارجي، وكي لا نضطر لاحقاً إلى الإذن لمحاربة إرهاب او لمواجهة عدو أو للحفاظ على استقلال وكي لا نسأل ماذا يبقى من عروبتنا إن هكذا كنّا".


واعتبر أن العالم العربي في حاجة شديدة لـ "استفاقة سياسية اقتصادية تنمويّة تنتشلنا من سُباتنا وترفعُ من قيمةِ الانسان العربي لتعيد له ثقته بذاته وترتقي بحياته لمستويات يستحقها، لأن لا هدف يعلو على الانسان، ولا شيء اغلى من حياة وعزةِ اهلنا ومواطنينا".


وقال باسيل إن العالم العربي يواجه تحديات كبيرة تبدأ من الحروب (في سوريا واليمن والعراق وليبيا) وسوء التغذية (في الصومال والسودان) والفقر في معظم بلداننا بالرغم من غناها، والجهل للحياة العصرية بالرغم من عِلمنا، اضافة إلى التعصب والتطرّف والإرهاب، ناهيك عن تعنيف المرأة وعدم منحها حقوقها الاساسية، وتعنيف الطفل الذي لا زلنا لا نفقه بكامل حقوقه.


وأضاف أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية كثيرة "ونحن مسؤولون عن تعاظمِها، لأنه بدَل تكاتُفِنا لحلّها ترانا نختلف اكثرَ لتكبرَ اكثرَ، وبدلَ التضامن لنخفِّفَ آثارها ترانا نشنّ الحروب على بعضنا ليشتدّ بؤسَها".


وأكد أنه لا مستقبلَ من دون تنمية ولا أُفقَ من دون تطوّرٍ "فالحياة تمضي بسرعة، وإن لم نلحق بقطار التطوّر والمعرفة، سنخسر ما تبقّى لدينا، وسيسهل أكثر اختراق مجتمعاتنا من قبل التطرّف والارهاب".