الجمعة 10 مايو 2024

أحياء مصر تتجمل.. تكليفات رئاسية بتوحيد طلاء المباني.. وخبراء: النظام معمول به في كل دول العالم.. وتطبيقه في مصر يعيد القيمة الحضارية ويزيد الشعور بالهوية ويخدم السياحة

تحقيقات18-1-2019 | 19:37

تكليفات رئاسية أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوحيد ألوان جميع المباني، وهو الأمر الذي يعتبر أحد السمات الحضارية ويعيد للأحياء رونقها وجمالها، ويمحو آثار القبح والمظهر السيء غير الحضاري للطوب الأحمر، وتستعد الجهات المعنية بالدولة وعلى رأسها وزارة التنمية المحلية وجهاز التنسيق الحضاري والمحافظات لتنفيذ هذه التوجيهات على النحو المطلوب.

فيما أشاد خبراء على الاجتماع بهذه الخطوة، مؤكدين أن هذا من شأنه أن يعيد القيمة الحضارية ويزيد الشعور بالهوية والراحة النفسية لدى المواطنين لأن تعدد الألوان يعطي انطباعا بالعشوائية، موضحين أن كل دول العالم تطبقه وهناك العديد من النماذج الشهيرة كمديني الدار البيضاء وشفشاون بالمغرب.

 

يزيد الشعور بالهوية

الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الزقازيق، قالت إن تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوحيد ألوان طلاءات المباني في كل المحافظات يحمل أهمية كبرى لاسترجاع القيمة الحضارية للمباني ومظهرها الجمالي الذي يؤدي لتأثيرات نفسية على المواطنين والزوار من غير المصريين.

وأوضحت زكريا، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن العشوائية في طريقة البناء تفقد المكان قيمته لكن العيش في مكان منسق يزيد الانتماء والشعور بالهوية والقيمة، مضيفة أن دول أوروبا وآسيا تهتم بهذا الأمر حتى في المناطق العشوائية ومداخل مترو الأنفاق من أجل استكمال المظهر الحضاري للمدينة.

وأشارت إلى أن الدولة تراعي ذلك في مشروعاتها الجديدة منها العاصمة الإدارية الجديدة التي تبنى بطريقة تستفيد من قيمة وجمال الحضارة المصرية، مؤكدة أن توحيد الطلاءات والتصميمات هو أمر له خلفية تاريخية في مصر فخلال حكم الخديوي إسماعيل أثناء إنشاء مباني وسط البلد كان أحد الشروط أن يكون لها شكل معماري جميل والحفاظ عليه.

وأضافت أنه لهذا السبب تظل شوارع وسط البلد بطراز باريسي وأوروبي جميل، وكذلك الكوربة في مصر الجديدة لها قيمة معمارية وحضارية ويفخر بها الناس حتى الآن، موضحة أن ما حدث منذ مدة طويلة هو حالة تشوه عمراني بفقدان حس الجمال في البناء رغبة في سرعة الإنجاز.

وأكدت زكريا أن كل دول العالم تهتم بهذا الأمر وتعمل توأمة وتنسيق حضاري جاذب للمواطنين، مضيفة أنه آن الأوان استرداد قيمة الأماكن وأن تسترد شخصيتها.

 

القضاء على العشوائية

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد مجدي حجازي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة، إن فكرة توحيد طلاء المباني هو أمر مطبق في كل دول العالم، وهناك نماذج لذلك كالدار البيضاء في المغرب التي تمتلك مبان متقاربة في التصميم وجميعها باللون الأبيض، وكذلك مدينة شفشاون المغربية الشهيرة بلونها الأزرق.

وأوضح حجازي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هناك دولا تطبق ذلك في ألوان الأرصفة أو أشكال المباني ويكون ذلك بمثابة كود أو قواعد موحدة للمباني سواء في كل منطقة أو كل محافظة، ما يؤدي لهوية موحدة ورونق جمالي معين، لأن فكرة تعدد الألوان في نفس المنطقة تعطي انطباعا بالعشوائية.

وأكد أن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوحيد ألوان طلاءات المباني أمر هام ويجب أن يكون هناك متخصصين في الديكور لتحسين الصورة الجمالية للمحافظات لأن هذه الصورة تستمر لسنوات، مقترحا سن قانون خاص بالصيانة الدورية السنوية للمنزل وطلاءاته وخصم قيمته من ضرائب المواطنين لتشجيعهم.

وأشار إلى أن هذا النظام تعمل به ألمانيا ما يعمل على الحفاظ على المظهر الجمالي الذي هو حق للإنسان وكذلك يحافظ على العقار، مضيفا إن فكرة توحيد الطلاء لها تأثير على اقتصاديات السياحة والدولة ، وتعمل على توفير فرص عمل كالتي ساهمت مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة وحفر قناة السويس في توفيرها.

ولفت إلى أن هذا التكليف هو أمر هام للقضاء على العشوائيات التي قد تقتحم حتى المناطق الراقية، مؤكدا أن مصر عام 1926 كانت من أكثر مدن العالم جمالا وهي بلد سياحي يجب أن نحسن صورته البصرية ونقضي على العشوائيات خاصة في المناطق السياحية .

 

معمول به في كل دول العالم

واتفقت معه، الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، قائلة، إن تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بتوحيد طلاءات المباني بكافة المحافظات هو تطبيق لنظام معمول به في كل دول العالم منذ سنوات طويلة كألمانيا وفرنسا واليابان وكذلك الدول العربية منها لبنان والمغرب.

وأوضحت خضر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه لا توجد دولة تسمح بهذه الفوضى في اختيار الألوان أو ترك الواجهات بدون طلاء مما يشكل مظهرا غير حضاري، مشيرة إلى أن الدولة في بنائها للعاصمة الإدارية الجديدة تحرص على توحيد النمط والألوان بما يجعل منها مدينة ذات نسق حضاري متميز بعد اكتمالها.

وأشارت إلى أن ضاحية مصر الجديدة كانت قديما منطقة صحراوية وبناها البارون البان البلجيكي وكانت منطقة فيلات لكنها فقدت رونقها بعد هدم هذه الفيلات وتحويلها إلى أبراج سكنية شوهت التنسيق الحضاري، موضحة أن الرئيس يطالب بحفظ هذا التنسيق وتطبيقه في كل المحافظات.

وأكدت ضرورة سن قانون يجرم تخريب النسق الحضاري للمدينة أو المنطقة سواء في الألوان أو الارتفاعات أو تحويل المباني التراثية إلى أبراج.

    Dr.Radwa
    Egypt Air