قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، هذه القمة ليست موجهة لدعم الاقتصاد اللبناني، إنها قمة اقتصادية لمناقشة أمور مشتركة تخص الدول العربية.
وأضاف "باسيل"، في مؤتمر صحفي مشترك عقد مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ببيروت أن بعضهم يعتقد أن القمة العربية هي لمساعدة لبنان ولتقديم الدعم له، ولكن لها جدول أعمالها الدوري وليس هناك على برنامجها مساعدة أية دولة بشكل خاص، مشيرا إلى أن القمة هي للجامعة العربية وليس للبنان الذي يستضيف الجامعة العربية أن يتغيير دوره إلا بالمعنى الشكلي، ولا انتظار من القمة لمساعدة لبنان.
و تدخل أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية قائلا، إن القمة هي قرارات واستراتيجيات ومنهج وفكرة وأسلوب معالجة للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والبيئية للمجتمع العربي، من المغرب إلى مسقط في الشرق، مشيرا إلى أنه من يقرأ مجموعة القرارات ويطلع على الدراسات في ما يتعلق بالغذاء، وتوفيره، ومكافحة الفقر، والزراعة وتوفير الغلال للأمة العربية، ودور المرأة وتشغيل الشبان، والأطفال وعملهم والقواعد التي تتحكم في ذلك، والفلسطينيون والقدس والبعد الاقتصادي والاجتماعي، والنازحون في البعد الاقتصادي والاجتماعي وليس السياسي.
وتابع أبو الغيط، المسألة أن العرب توافقوا على منهجية معينة للربط الكهربائي ومنطقة التجارة الحرة وإزالة التعريفات الجمركية، والكثير الذي تحقق هو نتيجة لهذا التوافق اليوم بين الوزراء ثم بعد غد الأحد على مستوى القمة.
وعما تردد، أن الولايات المتحدة تتدخل مع لبنان في مسألة إعادة إعمار سوريا والمشاركة في هذه العملية، قال الوزير باسيل: أنا لم أقل سوى أن هذا الأمر هو قرار سيادي، ولكل دولة أن تمارسه، وما يمنع الازدهار عن وطنه بقرار غير ذاتي أي من الخارج يضر بوطنه وبالمجتمع المحيط فيه".
ورد أبو الغيط على سؤال يتعلق بالموقف العربي من مقاطعة سوريا وعدم تفهم الجامعة بضرورة عودتها إلى الجامعة فقال: الجامعة العربية هي محصلة كل الرؤى العربية لـ21 دولة متمثلة فيها الآن، وبالتالي إذا اختلفت هذه الدول العربية فمعنى ذلك عدم وجود توافق، مشيرا إلى أن الجامعة العربية لا تتخذ موقفها إلا من خلال النقاش، ومحصلة النقاش تكون في التوجه في هذا أو ذاك الاتجاه.
وتابع أبو الغيط، أنه حتى هذه اللحظة لم ينضج بعد الموقف فيما يتعلق بعودة الشقيقة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية، وهي نتيجة لرؤى وتصورات مختلفة، مشيرا إلى أن استمعنا بدقة لمواقف الدول العربية، فنجد أنها تقول فلنطبق قرار الأمم المتحدة رقم كذا، ودولة أخرى تقول يجب التوصل إلى تفاهمات مع الحكم في دمشق في ما يتعلق بكذا وكذا، وبالتالي نجد المحصلة النهائية هي أنه لا اتفاق على رأي واحد حتى اللحظة، ولا أقول أكثر من ذلك.
أما الوزير "باسيل" فقال: نحن سندفع داخليا وخارجيا لتكوين توافق على عودة سوريا إلى الجامعة العربية ودورنا القيام بذلك.
وحين سُئل الوزير باسيل: قلتم إن سوريا خرجت بقرار أجنبي فهل ستعود بقرار أجنبي؟ وهل يعني ذلك أنك تتهم كل الدول العربية أنها خضعت لجهة أجنبية باتخاذ هذا القرار؟
أجاب: أنا أعتقد أنه لا يوجد أحد ينكر تأثير العالم الغربي على الدول العربية والشواهد على هذا الأمر عديدة، وأنا أشجع الدول ضمن الجامعة أن تتخذ القرارات التي تعود بالمصلحة لاجتماعنا العربي، وطبعا لكل دولة الحرية في أي قرار تحدده، وما أردت قوله إن كلمة الجامعة العربية هي أن تجمع - لا تجمع على الخطأ بالطبع- إنما في النهاية النتيجة لا يجب أن تكون تفرقة وتقسيما وتخفيضا، بل يجب أن تكون تعزيزا في كل اجتماع واجتماع وفي كل مرحلة ومرحلة. فوحدتنا وتضامننا هي الأساس وأعتقد هذا هو ميثاق وروحية الجامعة العربية".