الأحد 19 مايو 2024

في ذكرى رحيله.. سليمان نجيب مثل دور الميت فمات بالفعل!

19-1-2019 | 13:24

في الخامس عشر من يناير 1955 أقامت جميعة أنصار التمثيل حفلاتها السنوية الثلاثة ، ودُعي للحفل الأول الرئيس جمال عبد الناصر والضباط الأحرار صلاح سالم وعبد الحكيم عامر وزكريا محيي الدين، وكان في استقبالهم رئيس الجمعية الفنان سليمان نجيب وعبد الرحمن صدقي، ومثلت الجمعية رواية "المشكلة الكبرى" ، واشترك في التمثيل أمينة رزق وعبد الوارث عسر وعفاف شاكر وغيرهم .. وقد التقى الرئيس عبدالناصر وصحبه مع الفنان سليمان نجيب على هامش الحفل وجلسوا يتسامرون والتقط لهم المصور عدة لقطات .. وبعد أربعة أيام كانت هناك لقطة أخرى وأخيرة .. تواجد فيها صلاح سالم وأنور السادات ولفيف من كبار رجال الدولة، وهم يشيعون جثمان سليمان نجيب إلى مثواه الأخير.

 

مثل دور الميث فمات

عن اللحظات الأخيرة في حياة سليمان بك نجيب، روى صديق عمره وخليفته في إدارة دار الأوبرا عبد الرحمن صدقي والدموع في عينيه قائلاً: لقد عرف سليمان نجيب يموت ميته يحسده الناس عليها، لو كان في الموت يجوز الحسد .. وعرف متى يموت، فأصدقاؤه المقربون كانوا يعرفون أن الموت بعيد عن خاطره كل البعد، فقد كان يضحك ويمزح ويملأ الدنيا بهجة وفرحة حتى اللحظات الأخيرة في حياته، ففي يوم وفاته كان يجلس معه صديقه القائمقام مصطفى لطفي ، وأراد سليمان نجيب أن يمزح معه ويخيفه فقام بتمثيل صورة "الميت" وهو يحتضر، وطلب منه استدعاء طبيب، فخرج صديقه من غرفة النوم إلى الغرفة الأخرى حيث التليفون، فأراد سليمان نجيب أن يتقن الدور وأخذ يردد بصوتٍ عالٍ " أشهد إلا إله إلا الله" ثلاث مرات، فرجع الصديق يخبره أن الطبيب في الطريق إليه .. فوجده جثة هامدة ! وكان ذلك في التاسع عشر من يناير 1955.

 

المظروف المدهش

 سليمان نجيب لم يتزوج وكان يعيش في منزله بمفرده، وإن كانت طريقة وفاته بها علامات تعجب وطرافة، فإن ما حدث بعد وفاته يعتبر أشد عجباً .. فقد ترك سليمان نجيب مظروفاً في دولابه الخاص، وبه مبلغ من المال وأوصى خادمه الشاذلي محمد أن يفتح هذا المظروف عند وفاته فقط، وعندما أقيمت مراسم الدفن والعزاء قام صديقه عبد الحميد الجبالي بدفع المصروفات، فقد كان حسني نجيب شقيق سليمان نجيب في العراق في ذلك الوقت، وعندما حضر حسني بدأ في جمع فواتير المأتم وخلافه مع عبد الحميد الجبالي، فوجدا أن المبلغ المنصرف 299 جنيهاً وقرش صاغ .. وهنا تذكر الشاذلي أمر المظروف في دولاب سليمان نجيب، وقام وأحضر لهما المظروف، وفتحه حسني نجيب ليجد به مبلغ 299 جنيهاً وقرشاً واحداً .. فقاموا بمراجعة الفواتير مرة أخرى بدقة ووجدوا قيمتها تعادل نفس المبلغ الذي تركه سليمان نجيب في المظروف، وكأنه قد حسب مصاريف دفنته وجنازته مع المأتم بدقة شديدة.