السبت 11 مايو 2024

مؤتمر الأوقاف يناقش في جلسته الأولى دور الخطاب الديني في بناء الشخصية الوطنية.. النجار: الوطن هو الذي يحفظ الإنسان ويبني عزته.. ومفتي فلسطين: أخطر ما تواجهه الأمة الإسلامية حاليا التطرف والإرهاب

تحقيقات19-1-2019 | 14:43

 أكد الدكتور عبد الناصر محمد أبو البصل، وزير الأوقاف الأردني ، أن مقاصد الشريعة الإسلامية تطالب بضرورة الاهتمام ببناء الشخصية الوطنية لدورها المهم في حماية الأجيال القادمة من خطر التنظيمات الإرهابية.


جاء ذلك خلال رئاسته للجلسة العلمية الأولى لمؤتمر الشؤون الإسلامية ، المنعقد بالقاهرة تحت رئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، اليوم /السبت/ ، لاستعراض دور الخطاب الديني المستنير في بناء الشخصية الوطنية وتعميق الثقافة الوطنية الصحيحة.


وأوضح الوزير الأردني ،أن المؤتمر يعقد في توقيت بالغ الأهمية في ظل التحديات الكبيرة التي تحيط بالشعوب الإسلامية وتهدد سلامتها.. معربا عن أمله في أن يخرج المؤتمر بالعديد من التوصيات التي تساهم في رفع مستوى التعاون بين الشعوب الإسلامية.


من جانبه قال الدكتور عبدالله النجار أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عضو مجمع البحوث الإسلامية ، إن الوطن هو الذي يحمي مقومات حقوق الإنسان ، مؤكدا أن الوطن هو الذي يحفظ الإنسان ويبني عزته لأنه بدونه لا عزة للإنسان ولا كرامة.


وأضاف أن حفظ الأوطان من مقاصد الأديان حيث أمرت جميع الأديان السماوية بحفظ مصالح البلاد والعباد..مؤكدا أن الجماعات الإرهابية تبث الأفكار المتطرفة في نفوس الشباب للإضرار بالوطن. 


وقال الشيخ إبراهيم خليل عوض الله نائب المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية ، إن أخطر ما تواجهه الأمة الإسلامية في العصر الحاضر هو التطرف والإرهاب، ويمثلهما فريقان، أحدهما يقف في صف العداء المعلن للإسلام والتعصب ضده، والثاني يمثله بعض من ينتسبون للإسلام زورًا وعدوانًا، وللفريقين أعمال وأقوال تعبر عن منحى التطرف الذي يرفضه الإسلام جملة وتفصيلاً، ما يستدعي التصدي لذلك من قبل معتمدي منهج الوسطية والاعتدال في الدعوة إلى الله، والعمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


وأضاف عوض الله ، قائلا : "إن فهم الآخر لا يعني بالضرورة أن ينسلخ الفاهم من معتقداته الشخصية، أو مواقفه وأفكاره، وإنما يتطلب استيعاب أمر واقع، مفاده أن الناس يمكن أن تتعدد وجهات نظرهم، وتختلف أفكارهم، وبما أن هؤلاء المختلفين يعيشون في محيط واحد، وعالم واحد، فاختلافهم في المواقف والأفكار أمر وارد، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق جميع الناس على هيئة عقلية وجسدية واحدة، وإنما فيهم الذكر والأنثى، والعالم والجاهل، والجميل والقبيح، والقوى والضعيف...إلخ، ما يعني توافر إمكانية الاختلاف بين الناس، وبالتالي ضرورة تقبل بعضهم بعضًا في إطار إنسانيتهم، والقواسم المشتركة بينهم".


وأوضح أن فهم الآخر ليس أمرًا انتقائيًّا، يطلب في مواقف ويتجاهل في أخرى، إن فهم الآخر شعار جميل، وسيكون أجمل لو اتسم بالشمول، لأنه سيلطف الأجواء بين الناس، ويفتح الآفاق للحوار الموضوعي الهادئ بينهم، في جو من الاحترام وحفظ الحقوق، ما يساعد في تخفيف الأحقاد، وإطفاء فتيل النزاع على أكثر من مستوى وصعيد.


وأضاف أنه يجب العمل على تعريف الآخر بقيم الإسلام وسماحته ومبادئه السامية، والعمل كذلك على نبذ كل أشكال العنف والتطرف والإرهاب، مع الحرص على نشر مبادئ الوسطية والاعتدال والتعايش مع الآخر، وذلك من خلال الأئمة والدعاة، وعبر وسائل الإعلام والاتصال الحديثة، وكذلك من خلال كل مسلم غيور على دينه، كل فى موقعه.


ودعا إلى نصرة القدس والمقدسين ودعم صمودهم في مواجهة الاحتلال وتدنيس الاقصى والحريات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأقصى وطرد الفلسطينيين من منازلهم.


وحول الرؤية الاستراتيجية لتطوير الخطاب الديني وأثره فى الوقاية من التطرف والإرهاب قال الدكتور علي علي غازي مستشار التخطيط الاستراتيجي والتميز المؤسسي بوزارة الأوقاف والشىون الإسلامية بالكويت، إن مواجهة ظاهرة الفكر المتطرف والإرهاب الذي أصبح يسود العديد من المجتمعات لا تقع على عاتق رجال الدين فحسب، بل إن الأمر يتطلب ضرورة تضافر كافة الجهود من قبل جميع المتخصصين، وخاصة من باحثي وخبراء الإدارة العاملين في مجال التخطيط الاستراتيجى، سعيًا إلى وضع الأطر الاستراتيجية التي يمكن بمقتضاها مواجهة تلك الظاهرة.


وأضاف إن كان علماء الدين يمتلكون القدرة على مواجهة الفكر بالفكر، فإن المخططين الاستراتيجيين لديهم القدرة على بلورة تلك الأفكار في إطار علمي وعملي وفق إطار زمني وآليات محددة، مع صياغة عوامل النجاح التي تضمن التنفيذ الجيد للأهداف والمبادرات التي تتضمنها الخطة الاستراتيجية المأمولة، فضلاً عن الجهود التي ينبغي بذلها من قبل العديد من الجهات ذات العلاقة مثل العاملين في مجالات الأوقاف والشئون الإسلامية، والأمن، والإعلام، والثقافة، والفنون، والتعليم، والشباب والرياضة، والشئون الاجتماعية، إلى جانب الجهود التي ينبغي بذلها من قبل مؤسسات المجتمع المدني، وجمعيات النفع العام، وكذلك جهود مؤسسات القطاع الخاص، والعديد من الأفراد ذوى العلاقة والتأثير في المجتمع، إلى جانب الجهات الدينية المسيحية والمؤسسات التابعة لها، وذلك في إطار عمل منهجى وتناغم في تحديد الأدوار، ومن ثم يأتي الدور الداعم والمؤثر للمتخصصين والعاملين في مجال التخطيط الاستراتيجي من أجل بلورة تلك الأدوار مجتمعة، من خلال خطة استراتيجية متكاملة الأركان، تحدد الدور المنوط القيام به لكل جهة من تلك الجهات وفق أهداف ومبادرات محددة، مع صياغة المتحصلات والنتائج الكمية والكيفية لكل هدف وكل مبادرة، وتحديد الشركاء المعنيين لكل هدف ومبادرة وفق إطار زمني محدد، مع تحديد أسس المسئولية والمساءلة وبما يضمن التنفيذ الفعال للمستهدفات المنشودة.


ودعا إلى إنشاء جهاز إداري يناط به الإشراف على صياغة وقياس وتنفيذ ومتابعة ومراجعة الرؤية الاستراتيجية لتطوير وتجديد الخطاب الديني، بحيث يتولى رئاسته أحد الخبراء العاملين في مجال التخطيط الاستراتيجي وقياس الأداء، بعضوية الوزارات والمؤسسات والجهات ذات العلاقة بعملية تطوير وتجديد الخطاب الديني، وأن تنطلق ممارساته التطبيقية وفقًا للمفاهيم المعاصرة للإدارة والتخطيط الاستراتيجي.

    Dr.Radwa
    Egypt Air