الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

تحقيقات

مصر تودع قبح «الطوب الأحمر».. خبراء: العشوائيات والتعديات أساس التلوث البصري.. وتكليفات الرئيس بمعالجة واجهات المباني مهمة للارتقاء بالثروة العمرانية وخلق صورة حضارية للمدن

  • 19-1-2019 | 23:26

طباعة
خبير تخطيط عمراني: «الطلاء الموحد» للمباني يخلق صورة حضارية للمدن

رئيس «التنسيق الحضاري» الأسبق: العشوائيات والتعديات السبب الأساسي للتلوث البصري

أستاذ تخطيط: معالجة واجهات المباني مهم للارتقاء بالثروة العمرانية

 

تكليفات رئاسية أصدرها الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوحيد ألوان جميع المباني، وهو الأمر الذي يعتبر أحد السمات الحضارية ويعيد للأحياء رونقها وجمالها، ويمحو آثار القبح والمظهر السيء غير الحضاري للطوب الأحمر، وتستعد الجهات المعنية بالدولة وعلى رأسها وزارة التنمية المحلية وجهاز التنسيق الحضاري والمحافظات لتنفيذ هذه التوجيهات على النحو المطلوب.

فيما أكد خبراء تخطيط عمراني أن هذا الأمر هام للغاية ومن شأنه الارتقاء بالثروة العمرانية وخلق صورة ونسق حضاري للمدن، موضحين أن التعديات على الأراضي الزراعية والعشوائيات هي أساس التلوث البصري والتعامل معها مهم، عبر اختيار ألوان تتوافق مع طبيعة المكان وخلفيته التاريخية بما سيعمل على تزكية روح الانتماء.

وكلف الرئيس السيسي الحكومة بالتعامل مع جميع المباني التي لم تقم بطلاء واجهاتها، بحيث يتم الانتهاء من طلاء الواجهات الأربع لهذه المباني في مهلة محددة، وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين، على أن تكون ألوان هذه الواجهات موحدة، بدلاً من هذا المشهد غير الحضاري.

وأضاف مدبولي، أنه توجد عمارات كثيرة في مناطق مختلفة واجهاتها على الطوب الأحمر، وهو ما يظهر هذه المناطق بصورة غير حضارية، موجهاً المحافظين بالبدء فى تنفيذ هذا التكليف على مراحل، بمناطق محددة، لافتاً إلى أنه سيكون هناك متابعة دورية للوقوف على آخر المستجدات، مضيفاً: "هذا ما يحدث فى كل دول العالم".

 

صورة حضارية للمدن

الدكتور سيف الدين فرج، خبير الاقتصاد والتخطيط العمراني، قال إن تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتعامل مع كل العقارات التي لم تقم بطلاء واجهاتها وتوحيد ألوان الواجهات الأربعة للمباني هو خطوة هامة ومتميزة لخلق صورة حضارية وتنسيق للمدن وإنهاء المشهد غير الحضاري الناتج عن فوضى الألوان وعدم التشطيب.

وأوضح فرج، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن البدء بالمناطق السياحية والمحاور المؤدية إليها خطوة هامة تقضي على التلوث البصري وتحفظ الصورة الحضارية لمصر، مؤكدا أهمية التعامل أيضا مع الأراضي غير المستغلة في محيط هذه المناطق السياحية واستغلالها بشكل لائق ليكتمل المشهد الحضاري في محيط هذه المناطق.

وأشار إلى أنه يجب على الجهات المعنية تحديد آليات للتنفيذ، ومن سيتحمل التكلفة هل المالك أم المستأجر وخاصة أن هناك وحدات مؤجرة بالنظام القديم بمبالغ زهيدة يخلي المالك مسئوليته من أية إجراءات للصيانة بسبب ضعف العائد من العقار، وتوضيح من سيتولى تكلفة التنفيذ في تلك الحالة وتوحيد المعايير على كل المناطق.

 

العشوائيات والتعديات

فيما قال الدكتور سمير غريب، رئيس جهاز التنسيق الحضاري الأسبق، إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن التعامل مع كل العقارات التي لم تقم بطلاء واجهاتها خطوة هامة وكانت مطلوبة وتعتبر من صميم عمل جهاز التنسيق الحضاري، مضيفا أن هناك العديد من الدراسات في هذا الشأن أجراها الجهاز سابقا يمكن وضعها في الاعتبار خلال التنفيذ.

وأوضح غريب، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المنازل العشوائية سواء في المناطق العشوائية أو المخالفة للقانون والمقامة بالتعدي على الأراضي الزراعية هي الأساس في هذا التلوث البصري والبقاء على الطوب الأحمر بدون تشطيبات، مضيفا أن التعامل مع هذه الوحدات المخالفة هو واحدة من خطوات النجاح في التنفيذ.

وأشار إلى أن هذه المناطق موجودة على أطراف ومحاور القاهرة وحول الطرق الدائرية وهي مشكلة ممتدة منذ عشرات السنين منذ منتصف السبعينيات تقريبا، مشيدا باهتمام الرئيس السيسي بالتعامل مع هذه الأزمة، قائلا إنه يمكن للحكومة عمل دراسة علمية بشأن التنفيذ وحصر المناطق التي سيبدأ التنفيذ بها أولا.

وأضاف أن البدء بالمناطق السياحية كالمنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير بالقرب من الهرم سيكون هاما وسهل التنفيذ.

 

الارتقاء بالثروة العمرانية

ومن جانبه، قال الدكتور محمد إبراهيم جبر، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة عين شمس، إن معالجة واجهات المباني تشكيليا أمر هام للغاية للارتقاء بالنسيج الحضري والثروة العمرانية، مضيفا إن تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتعامل مع واجهات المباني وتوحيد ألوانها هو خطوة مهمة وإيجابية.

وأوضح جبر، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المناطق الواقعة على الطريق الدائري وتخوم الأراضي الزراعية جميعها بالطوب الأحمر وتحتاج إلى التعامل، مضيفا أنه من المهم خلال التطبيق مراعاة طبيعة كل مكان ودراسة كل حالة بذاتها وخصائصها وأن تكون الألوان مستقاة من خلفية المنطقة التاريخية وطبيعتها الثقافية والهوية الحاكمة.

وأكد أن مراعاة التاريخ وجذور المكان وطبيعته الثقافية سيكون له صدى في نفوس المواطنين ما يجعلهم يتجاوبون مع التنمية العمرانية بشكل إيجابي، مضيفا إن اختيار الألوان وفق تلك المعايير يزكي ويزيد من روح الانتماء لدى جموع المواطنين القاطنين في المنطقة.

    الاكثر قراءة