أكد رئيس مجلس
الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح، أن القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية
تعقد في ظل ظروف يشهد فيها الوطن العربي تحديات كبرى على جميع الأصعدة، تستوجب التشاور
وتحديد المواقف.. مشيرا إلى أن التكامل يبقى هدفا ساميا ينبغي تحقيقه من خلال استغلال
القدرات التى يزخر بها وطننا العربي.
وقال بن صالح
- في كلمة له خلال جلسة العمل الأولى (العلنية) بالقمة الاقتصادية والاجتماعية والتنموية
الرابعة المنعقدة في بيروت اليوم الأحد - "إن تحقيق طموحات الدول العربية يبقى
مرتبطا بمدى قدرتنا على تجاوز خلافاتنا وإعادة اللحمة بيننا من أجل تهيئة أرضية التكامل
الاقتصادي العربي وإقامة منظومة عربية اقتصادية جديدة قوية وحاضرة على الساحة الإقليمية
والدولية".
ونوه بالتوجه الذي
تبنته القمة تحت شعار (الإنسان العربي محور التنمية)، لافتا إلى أن ذلك يبقى مرهونا
بمدى نجاحنا في مواجهة التهديدات التي تواجه المنطقة، خاصة تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب
والتطرف؛ حيث لا يمكن تصور تنمية دون أمن ولا أمن دون تنمية.
وشدد رئيس مجلس
الأمة الجزائري على أن تحقيق هذا المبتغى يتطلب توجيه استراتيجيات التنمية نحو الإنسان
العربي من خلال تكثيف الاستثمار في مجالات التربية والتعليم والتنمية المستدامة والمواطنة،
ومساعدة الشباب وجعلهم طرفا فاعلا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتجنيبهم السقوط
في براثين التطرف والإرهاب.
كما نوه بالاهتمام
الذي حظى به تعزيز العمل المشترك بين قطاعي السياحة والثقافة، داعيا إلى العمل للحفاظ
على استقرار الأسواق والحفاظ على المصالح المشتركة من خلال تطوير الشراكة في مجال الطاقة
المستدامة.. مبينا أن الجزائر طرحت مشروع الميثاق العربي المشترك من خلال تطوير الشراكة
في مجال الطاقة المستدامة، علاوة على مشروع الميثاق العربي الاسترشادي لتطوير قطاع
المؤسسات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، والتي أضحت تشكل محورا فعالا في أغلب
الاقتصاديات لما توفره من مناصب عمل، فضلا عن مساهمتها في زيادة القيمة المضافة ورفع
الناتج الداخلي الخام.
وأشار إلى الجزائر حققت إنجازات مهمة انعكست إيجابيا على مختلف المؤشرات التي
تبرز تطور حياة المواطن الجزائري، كما أدمجت الجزائر المرأة في كل الميادين على خلفية
تمثيلها في البرلمان بنسبة تفوق 25%.
وشدد على أن واقع
الأزمات المحيطة بالدول العربية ينبغي ألا ينال من إصرارنا على تسخير قدراتنا من أجل
تحقيق التكامل التنموي، خاصة في ظل ظروف التحولات السريعة التي يعرفها العالم.
موضحا أن دولنا
العربية منخرطة في سياق تصور عالمي مشترك يرمي في نهايته إلى إرساء تعاون وشراكة واندماج.