وصفت صحيفة "لي زيكو" الفرنسية إصلاحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بأنها "وضعت مصر على طريق النجاح" بشهادة كبرى المؤسسات الاقتصادية الدولية، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي، وكذلك المستثمرين والبنوك الدولية، على غرار المصرف البريطاني ستاندرد تشارترد وشركة "بيلتون" للخدمات المالية، وبنك "راند ميرشانت" الذي اختار مصر أفضل بلد للاستثمار في عام 2019 في قارة إفريقيا للعام الثاني على التوالي، مذكرة بتوقع هذه المؤسسات لمصر أن تنتزع المرتبة السابعة على قائمة أكبر الاقتصادات العالمية.
وأكدت "لي زيكو" في مقالة على موقعها الإلكتروني، أن فرنسا تعول على مصر التي أصبحت شريكا مهما لها؛ لدفع نشاطها في التجارة الخارجية مشيرة إلى أهمية زيارة وزير الاقتصاد و المالية الفرنسي برونو لومير الأخيرة للقاهرة؛ لإرساء دعائم علاقة أوثق بين البلدين.
وأبزرت الصحيفة العلاقات الاقتصادية القديمة بين باريس والقاهرة وتناميها خلال السنوات الأخيرة، واصفة المبادلات التجارية بينهما بالممتازة، حيث سجلت في 2017 وفقا لمصلحة الجمارك الفرنسية ارتفاعا قدره 21.8% لتصل الى 2.5 مليار يورو، متوقعة أن تسير إحصاءات عام 2018 في نفس الاتجاه.
ووصفت الصحيفة، العلاقات الاقتصادية بين البلدين بالمتكافئة إذ تعد فرنسا سادس أكبر مستثمر أجنبي في مصر باستثمارات بلغت 4 مليارات يورو في 2017 ويبلغ عدد الشركات الفرنسية في مصر 160 شركة توظف نحو 35 ألف شخص.
ورأت الصحيفة الفرنسية، أن فرنسا تمثل لمصر شريكا موثوقا فيه، وأنه من هذا المنطلق أقدمت القاهرة على اقتناء الطائرات الحربية الفرنسية من طراز "رافال" وذلك بجانب إسهام فرنسا في مشروعات كبرى في مجال الطاقة، كما أن مصر من أهم الدول المستوردة للسلع و المنتجات الفرنسية ومنها السيارات وقطع الغيار، والقمح، وهو ما جعل منها الشريك التجاري الحادي عشر لفرنسا خلال العام الضريبي 2016/2017.
وفي المقابل فإن فرنسا تستورد من مصر النفط، والمنتجات البتروكيماوية، وربما قريبا الغاز المسال بحسب الصحيفة، مشيرة إلى أن هذه العلاقة الرابحة للجانبين تجسدت في تحسن الميزان التجاري بين البلدين في 2017 بواقع 18.4% ليصل إلى 1.2 مليار يورو، مصحوبا ببيئة اقتصادية مواتية تدفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التوجه للقاهرة بعد أن سبقه في ذلك وزيره للاقتصاد والمالية برونو لومير للإعداد للزيارة الرئاسية.
وكشفت الصحيفة، أن الشق الاقتصادي سيطغى على مباحثات "ماكرون" المرتقبة للقاهرة، مبرزة تصريحات وزير الاقتصاد الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للقاهرة التي قال فيها: إن الرئيس السيسي قام بعملٍ رائع للنهوض بالاقتصاد المصري، وتبنى خيارات شجاعة وهو ما يجعل السوق المصرية أكثر جاذبية للشركات الفرنسية".
كما أبرزت الصحيفة تصريحات "لومير" التي وصف فيها مباحثاته مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي بالبناءة وقد تناولت ملفات هناك "رغبة في دفعها قدما" مثل التوسع في خطوط مترو الأنفاق، في الصحة في مجال البلازما ومشتقات الدم، وذلك بالإضافة إلى الاتفاقات السابقة التي أُبرمت خلال زيارة الرئيس السيسي لباريس، والتي تتضمن بناء خمس محطات للطاقة الشمسية بالتعاون بين شركات مصرية وفرنسية والوكالة الفرنسية للإنماء.
ونوهت الصحيفة، إلى أنه بخلاف الجانب الاقتصادي، فإنه يبدو أن البلدين يرغبان في إقامة علاقات مستدامة على الصعيد الدولي، عازية هذا الخيار إلى التاريخ المشترك بينهما وإلى العوامل الجيوسياسية.
واخنتمت "لي زيكو" الفرنسية، بالتأكيد أنه في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة حالة من الفوضى والاضطراب، فإن استقرار مصر يعد ميزة نادرة تعول فرنسا عليها لاستعادة دورها في الشرق الأوسط ولمكافحة الإرهاب بفاعلية أكبر.