بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون، زيارة رسمية اليوم الأحد، من محافظة الأقصر في جولة سياحية، ويأمل الرئيسس الفرنسي، من
خلالها، تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع البلد العربي الأكبر، لبحث سبل تعزيز التعاون
في مجال الاستثمارات بين البلدين والحليف الضروري لباريس التي تعتبره قطباً للاستقرار
في الشرق الأوسط.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية كبرى،
حيث تأتى فى الوقت الذى يشهد فيه البلدان تطورا غير مسبوق فى العلاقات الثنائية، كما
تتزامن الزيارة مع بداية العام الثقافي "فرنسا - مصر 2019"، والذي أطلق بقرار
من رئيسي الدولتين بمناسبة مرور 150 عاما على افتتاح قناة السويس.
انتعاشة اقتصادية
أبوبكر الديب، الخبير في الشأن
الاقتصادي، قال إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة والتي بدأت اليوم
وتستمر لمدة ثلاثة أيام تحقق نتائج اقتصادية قوية للبلدين في ظل التعاون المشترك بينهما،
مؤكدا أن الجانبين سوف يوقعان ما يقرب من 30 اتفاقية في عدة مجالات.
وأكد الخبير في الشأن الاقتصادي لـ«الهلال اليوم» أن
العلاقة بين البلدين تاريخية في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري
بين مصر وفرنسا، بلغ 2.1 مليار دولار خلال العشرة أشهر الأولى من عام 2018.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى
أن حجم الاستثمارات الفرنسية بمصر وصل إلى 4 مليارات يورو، بما يعادل 81 مليار جنيه،
وسط تحقيق نمو كبير للشركات الفرنسية العاملة في مصر.
وأوضح الديب، أنّ فرنسا تُعد
من أهم الدول الأوروبية المستثمرة في مصر بـ 458 مشروعًا في القطاعات الزراعية والسياحية
وتكنولوجيا المعلومات والإنشاءات والخدمات، فضلًا عن قيام الشركات الفرنسية بتنفيذ
الخط الثالث لمترو الأنفاق.
قوة العلاقة الإستراتيجية
بين البلدين
وأكد الدكتور خالد محمد عبد
المنعم قنديل، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الوفد، أهمية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون إلى مصر من أجل إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية والتأكيد على الرغبة المشتركة
في العمل سويا حول العديد من القضايا الملحة، مشيرا إلى أن هناك علاقات سياسية وإستراتيجية
تربط بين القاهرة وباريس لاسيما في دورهما المهم والمحوري في ترسيخ أسس الأمن والاستقرار
في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط، من خلال جهود مصر وفرنسا في مكافحة الإرهاب
والهجرة غير الشرعية.
كما أكد رئيس اللجنة الاقتصادية
بحزب الوفد، أن زيارة الرئيس الفرنسي لمصر تأتى في إطار تدعيم العلاقة الإستراتيجية
بين البلدين، حيث تعد مصر شريكا دبلوماسيا رئيسيا لفرنسا في القضايا الإقليمية مثل
الأوضاع غير المستقرة في دول المنطقة، الأمن، ومكافحة الإرهاب، خاصة مع تولى مصر رئاسة
الاتحاد الإفريقي في مطلع شهر فبراير القادم، مضيفا أن مصر تعد دولة إستراتيجية لفرنسا.
وأوضح قنديل أن التعاون الاقتصادي
والتبادل التجاري بين البلدين كبير بالفعل، متوقعا أن يعزز خلال الزيارة بعدد من الاتفاقيات
لدعم التعاون الاقتصادي المصري الفرنسي والتعاون الأفريقي الفرنسي أيضا.
وأشاد بمجهودات الرئيس السيسي،
في السعي لدعم العلاقات المصرية الدولية، مشددًا على ضرورة الاستفادة من هذه الجهود
من قبل مجتمع الأعمال في الترويج للاستثمار في مصر في ظل الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية
والأمنية التي تشهدها البلاد حاليًا ، والفرص الاستثمارية المتاحة في السوق المصري
لجذب مزيد من الاستثمارات.
وأوضح قنديل أن حجم الاستثمارات
الفرنسية بمصر يصل إلى 5 مليارات دولار، فضلا عن أن الميزان التجاري بين البلدين كبير،
حيث إن حجم التجارة بين الدولتين حوالي 2.5 مليار دولار.