انتقدت صحيفة أمريكية ما اعتبرته استهزاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقانون الأمريكي بتبرير حظر دخول المسلمين وخداع المحكمة العليا كي توافق عليه.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن قرار "ترامب" الذي وقعه منذ عامين بمنع دخول مسافرين من عدد محدد من البلدان ذات الأغلبية المسلمة إلى الولايات المتحدة أدى إلى تداعياتٍ وخيمة.
وأشارت الصحيفة إلى الآثار التي أحدثها القرار بالحيلولة دون دخول كثير من الأشخاص الذين كانوا يعانون من أوضاع إنسانية صعبة، مستشهدة بعدة حالات، تضمنت منع فتاة سورية نجت من حادث تفجير من الدخول إلى الولايات المتحدة للعلاج، ومنع لم شمل طفل صومالي يبلغ من العمر سبعة أعوام مع والدته في الولايات المتحدة بعد وفاة والده، كما أجبر القرار مواطنة أمريكية على مغادرة البلاد والسفر إلى سوريا للعيش مع زوجها الذي منع من دخول الولايات المتحدة.
وأشارت الصحيفة إلى إلغاء إخطارات الموافقة التي حصل عليها مئات اليمنيين من قبل وزارة الخارجية الأمريكية أو تم منعهم من السفر إلى الولايات المتحدة على الرغم من تسلمهم هذه الإخطارات وخضوغهم فعليا للفحص من قبل الوزارة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى منظمة المشروع الدولي لمساعدة اللاجئين التي كانت من بين المنظمات التي عارضت هذا القرار وتصدت له، وبالفعل قد نجحت في التصدي لهذا القرار والحيلولة دون تنفيذه بشكل مؤقت، بيد أن المحكمة الدستورية الأمريكية في يونيو الماضي أيدت تعديلا على هذا القرار إذ وقفت الأغلبية إلى جانب وزارة العدل التي زعمت أن عملية الإعفاء "الصارمة" التي أيدتها المحكمة من شأنها أن تسمح لمواطني البلدان المدرجة في القائمة السوداء بدخول الولايات المتحدة إذا ما استوفوا الشروط الموضوعة لذلك.
ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية لم تنشر إرشادات حول كيفية التقدم بالطلب للحصول على إعفاء من الحظر أو الجهة التي تصدره، كما لا يوجد نموذج للطلب، مشددةً على أن ذلك يمثل انتهاكًا مباشرًا لنص الحظر الذي يوجه بشكل واضح وزراء الخارجية والأمن القومي بتوضيح الإجراءات.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنها استطاعت أن تتوصل بفضل قانون حرية المعلومات إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية لا تنظر في وضع البلد التي ينتمي إليها المتقدم بطلب للحصول على إعفاء من الحظر بتقييم ما إذا كان قرار الحظر هذا سيفرض على هذا المتقدم "مصاعب بالغة" أم لا، مشيرة إلى بعض القنصليات ترفض قبول الأدلة التي يقدمها مقدمو الطلبات لإثبات أهليتهم للحصول على إعفاء.
وأكدت الصحيفة على أن هذا النظام لا يبدو فقط عديم الجدوي ولكنه أيضا نظام تعسفي.
وشددت "نيويورك تايمز" على أن قرار حظر دخول المسلمين لا يعالج النيات التمييزية والآثار المدمرة التي ينطوي عليها مشيرةً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي أو مجلس الشيوخ لم يبدوا استعدادهم لتعديله.
واختتمت الصحيفة بأنه لكي يتم إلغاء هذه السياسة المتعصبة، يتعين على الكونجرس أن يجعل الإدارة الأمريكية مسؤولة عن توجيهاتها بإنشاء نظام إعفاء شفاف وفعال من شأنه تخفيف معاناة آلاف الأسر.