الجمعة 27 سبتمبر 2024

بعد اختتام زيارته للقاهرة.. خبراء: «ماكرون» اطلع عن قرب على طبيعة المجتمع المصري.. والزيارة دفعت العلاقات المصرية الفرنسية للمستوى الاستراتيجي ولها مكاسب سياحية واقتصادية

تحقيقات29-1-2019 | 15:29

أستاذ علوم سياسية: زيارة ماكرون دفعت العلاقات المصرية الفرنسية للمستوى الاستراتيجي

أستاذ علاقات دولية: مكاسب سياحية واقتصادية لزيارة ماكرون لمصر

«العرابي»: الرئيس الفرنسي اطلع عن قرب على طبيعة المجتمع المصري

 

ثمن خبراء سياسيون نتائج زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة، مؤكدين أنها علمت على دفع العلاقات الثنائية إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية وإطلاعه عن قرب على طبيعة المجتمع المصري، وكذلك سيكون لها مردودا سياحيا واقتصاديا هاما بعد الجولة التي أجراها ماكرون في عدة مواقع أثرية أبرزها معبد أبو سمبل.


كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اختتم زيارته إلى القاهرة، اليوم، والتي استمرت لمدة 3 أيام، بعدما عقد جلسة مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، كما أجرى اليوم زيارة إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والتقى بالبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بالإضافة إلى زيارة مشيخة الأزهر حيث التقى بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.

 

علاقات استراتيجية


الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، قال إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر حققت عدة نتائج هامة حيث عملت على تحويل العلاقات بين القاهرة وباريس إلى علاقة استراتيجية كاملة وتطوير فكرة الحوار الاستراتيجي لمناقشة كل القضايا المشتركة، مشيرا إلى وجود مناسبات قادمة من بينها الاحتفال بذكرى 150 عاما على افتتاح قناة السويس وهو حدث دولي ستشارك فيه فرنسا بالتأكيد.


وأوضح فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الزيارة عملت على تطوير منظومة الاستثمار الفرنسي في مصر من خلال الشركات الفرنسية والوكالة الفرنسية للشراكة والتنمية، مضيفا أن مباحثات كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي وماكرون أمس توصلت إلى العمل معا بشأن ليبيا والتنسيق بين البلدين على أعلى مستوى خلال الفترة القادمة.


وأضاف أن رئيسي الدولتين أيضا اتفقا على التنسيق بشأن القضايا الإقليمية الأخرى كالأزمة السورية بالتشارك مع الجانب الروسي بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا، وكذلك ضبط الحدود المتوسطية ومكافحة الهجرة غير الشرعية، وإحياء أفكار تطوير المؤسسات المتوسطية بين مصر وفرنسا.



وأشار إلى أن الزيارة أكدت عمق العلاقات بين الاتحاد الأفريقي الذي ترأسه مصر خلال العام الجاري والاتحاد الأوروبي عامة وفرنسا بوجه خاص، مضيفا أن زيارة ماكرون اليوم إلى الكاتدرائية والأزهر حملت رسائل هامة بشأن وقوف فرنسا على مسافة واحدة من الجميع وتأكيد قيم التسامح وعمق العلاقات الثقافية والحضارية التي تربط بين الدولتين.


وأكد أن مصر وفرنسا بينهما أواصر عميقة في شتى المجالات والعام الجاري هو عام الثقافة المصرية الفرنسية، حيث يعتبر التعاون الثقافي أحد الركائز الهامة في العلاقات بين البلدين.

 

مكاسب سياحية واقتصادية


فيما قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأمريكية، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر حملت أبعادا أمنية وثقافية واقتصادية وسياسية، مضيفة أن جولته اليوم في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وكذلك مشيخة الأزهر، جاءت في إطار التأكيد على الجهود التي تقوم بها الدولة وحرصها على المواطنة واحترام حقوق كل المصريين.

وأوضحت "بكر" في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الزيارة شهدت أيضا جولات للحضارة المصرية القديمة في أسوان والأقصر وهو أمر من شأنه تحقيق مكاسب سياحية هامة، مشيرة إلى أن الزيارة عمقت التعاون الاقتصادي حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين بقيمة 2.5 مليار يورو.

وأضافت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عرض خلال المؤتمر الصحفي أمس مع ماكرون كل ما حققته الدولة وحرصها على احترام حقوق الإنسان وخاصة في مجالات الصحة والتعليم ومكافحة الإرهاب، موضحة أن المباحثات تطرقت إلى الملفات الأمنية المشتركة كالهجرة غير الشرعية وأمن البحر المتوسط.

وأكدت أن هناك مكاسب سياحية بعد زيارة ماكرون لمعبد أبو سمبل وتأمله للآثار المصرية وما كشفته الزيارة من إعجابه بالحضارة الفرعونية القديمة، مضيفة أن الزيارة سيكون لها مردودا اقتصاديا وأمنيا هاما أيضا.

 

اطلاع على حقيقة الأوضاع

وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق وعضو مجلس النواب، إن العلاقات المصرية الفرنسية ذات عمق تاريخي وجاءت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة لتعميق هذه العلاقات، مضيفا أن الزيارة لها أبعاد اقتصادية وسياسية وثقافية هامة، وعملت على تعريف ماكرون عن قرب بحقيقة الوضع في مصر.

وأوضح العرابي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كشف لماكرون حقيقة الأوضاع في مصر والتقدم الذي أحدثته في مجالات متعددة بما فيها ملف حقوق الإنسان والإنجازات التي حققتها الدولة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن زيارة ماكرون إلى الأزهر والكنسية اليوم جاءت لتأكيد تلك الحقيقة.

وأكد العرابي أن ماكرون تعرف بشكل جيد على الآثار والحضارة المصرية والمجتمع المصري، واطلع على حقيقة الأوضاع وطبيعة المجتمع التي لا تفرق بين مصري مسلم ومصري مسيحي وكذلك تماسك النسيج المصري والمساواة بين جميع المصريين.