الثلاثاء 7 مايو 2024

«بشار إبراهيم».. حارس تاريخ فلسطين يرحل في «يوم الأرض»

30-3-2017 | 18:51

«سينما القضية الفلسطينية نُحتت من حجر»، يعد صاحب هذه المقولة، واحدا من أبرز حراس التاريخ الفلسطيني، وهو الناقد، والموثق، بشار إبراهيم، الذي اختار له القدر، أن يرحل في ذكرى يوم الأرض، التي عاش حياته مدافعا عنها، ومسجلا لتاريخها النضالي. 

فمع بزوغ شمس اليوم الخميس، 30 مارس، تواردت الأنباء حول وفاة بشار إبراهيم، الناقد الفلسطيني الكبير، رائد الكتابة بالفيديو، وأهم النقاد والموثقين العرب، الذين ساهموا إلى حد كبير، في أرشفة إنتاج السينما الفلسطينية، وذلك بعد صراع مع مرض السرطان، في دولة الإمارات العربية، حيث كانت اقامته، وهو لم يتجاوز الـ54 من العمر.  

الميلاد والنشأة:

ولد الناقد الراحل، بشار إبراهيم، في 3 أغسطس 1962، بمخيم دنون،وهو أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق.

وبدأ مشواره الفني مع كتابة القصة القصيرة، قبل أن ينتقل إلى النقد السينمائي، في 1995، ثم تفرغ للكتابة السينمائية، وأصدر عدة دراسات ومؤلفات.

إصداراته:

يمتلك الكاتب الفلسطيني، إصدارات متعدد، احتلت أرفف مكتبات السينمائيين العرب؛ نظرا لأهميتها الفنية، ومن أهمها:

“السينما الفلسطينية في القرن العشرين” (سلسلة الفن السابع – وزارة الثقافة ـ دمشق ـ 2001)، و”ثلاث علامات في السينما الفلسطينية الجديدة” (ميشيل خليفى، رشيد مشهراوى، إيليا سليمان)، (دار المدى للثقافة، دمشق، 2004)، و"فلسطين في السينما العربية" (سلسلة الفن السابع -وزارة الثقافة، دمشق، 2005).

كما أصدر مؤلفات عن السينما السورية، من بينها: "سينما القطاع الخاص في سورية"، و"رؤى ومواقف في السينما السورية"، و"ألوان السينما السورية".

وأشرف على إنتاج الأفلام والبرامج والدراما في قناة الشروق بمدينة دبي للإعلام، منذ 2007 إلى 2012. وشارك في تأسيس مجلة “سينماتوغراف” المتخصصة في الثقافة السينمائية بدولة الإمارات، وعمل محررا تنفيذيا في صحيفة الحياة اللندنية، كما شارك في لجان تحكيم مهرجانات سينمائية دولية في سوريا، ومصر، والجزائر، وعُمان، والإمارات، وكان باحثا في العديد من المؤسسات الثقافية الفلسطينية والعربية، وله دراسات أدبية، وكذلك إصدارات قصصية وشعرية، وهو رئيس تحرير النشرة اليومية التي تصدر خلال مهرجان دبي السينمائي الدولي.

"الكتابة بالفيديو"آخر مقالاته:

كتب إبراهيم في آخر مقالاته النقدية، تحت عنوان "الكتابة بالفيديو" يقول:  "دائما بدت القراءة والكتابة مهمتين على مقدار من الصعوبة في العالم العربي، الذي مازال يحقّق أرقاما متدنية جدا في مجالهما. وتتوازى الأمية على مستوى القراءة والكتابة، وتتكاتف مع النفور من القراءة حتى من جانب النُخب المتعلمة والمثقفة، والإحساس المتعاظم لدى الكتّاب بلا جدوى الكتابة ماديا ومعنويا، إلى درجة أنها تكفّ عن كونها مهنة قادرة على تأمين سبل العيش في حدوده الدنيا لدى الكثيرين، ما يمكن أن يشيع الظنّ بأن الكتابة بالفيديو ستساهم في توفير حلّ عملي لهذه الإشكالية، يؤدي في واحدة من تجلياته إلى تعزيز ثقافة التواصل بالصورة والصوت، وإنتاج المحتوى المُراد".

وأضاف: "لم تنتشر مقالة الفيديو حتى الآن في البيئة الثقافية العربية، ونادرا ما نجد تداولا لهذا النوع من التواصل، بل إن المحاولات التي جرت على هذه الصعيد لا تزال محدودة جدا، إن لم نقل نادرة، ولم تُعتمد بوصفها مقالة فيديو، بل يذهب كثيرون، إلى الخلط بين مقالة الفيديو، والفيديو آرت، والفيلم القصير، ربما بسبب نقص تداول هذه الأجناس السمع - بصرية في عالمنا العربي، أو لجهالة ونقص معرفة في تحديد التخوم ما بين نوع وآخر.

نعي المثقفين:

من جانبها نعت وزارة الثقافة، الناقد السينمائي الفلسطيني، بشار إبراهيم، معتبرة أن رحيله خسارة كبيرة للمشهد السينمائي، والنقدي، الفلسطيني والعربي.

وأوضحت في بيان رسمي، أنه يعتبر من أبرز النقاد والباحثين الفلسطينيين والعرب الذين ساهموا إلى حد كبير في أرشفة إنتاج السينما الفلسطينية في الداخل والخارج، وتواجدها في الأفلام العربية والأجنبية، علاوة على إسهاماته في توثيق ونقد تجارب سينمائية عربية وعالمية عدة.

كما نعاه منتدى الفن الفلسطيني وقال على صفحته الرسمية بفيسبوك: "منتدى الفن الفلسطيني ممثلا في رئيسه سعد أكريم، ومجلس الإدارة، وجميع الفنانين الفلسطينيين، ينعى لأبناء أمتنا العربية والإسلامية عامة ولشعبنا الفلسطيني خاصة الناقد السينمائي الفلسطيني الكبير بشار إبراهيم".

كما نعته عدة مؤسسات ثقافية وفنية ومهرجانات سينمائية، من بينها جمعية نقاد السينما المصريين، ومركز السينما العربية ومهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بالجزائر.

 

    Egypt Air