فى مثل هذا اليوم من عام 1867، عُقدت صفقة بين أمريكا وروسيا، بموجبها اشترت الولايات المتحدة ولاية ألاسكا بنحو 7.2 مليون دولار، أى ما يعادل الآن حوالى 125 مليون دولار ليطلق بعض الروس على هذه الصفقة حماقة سيوارد.
وسيوارد أو ويليام سيوارد هو وزير الخارجية الأمريكى الذى وقّع على الصفقة مع إدوارد ستوكل السفير الروسى لدى الولايات المتحدة، وأقدم إمبراطور روسيا فى ذلك الوقت ألكسندر الثانى على هذه الخطوة بسبب معاناة الإمبراطورية الضعيفة آنذاك من ضيق فى الحالة المادية، كما خشيت الإدارة الروسية وقتها أن تخسر أراضى ألاسكا فى أى نزاعات قريبة، لا سيما مع بريطانيا دون أى تعويض مادى.
لكن هذا القرار التاريخى لا يعجب الإدارة الروسية الحالية، وربما هى واحدة من عدة أسباب التى تتسبب فى فتور العلاقة بين روسيا وأمريكا.
وفى الذكرى الـ150 لتوقيع الصفقة، أصبح الجميع يدرك أهمية هذه المنطقة القطبية الغنية بالثروات الطبيعية، لا سيما فى زمن التغيرات المناخية.
وبحسب صحيفة "نيو يورك تايمز"، فإن الروس ربما يندمون أشد الندم على هذه الخطوة، حيث نشرت صحيفة روسية متخصصة فى الشئون العسكرية مقالا مؤخرا تحت عنوان "روسيا التى فقدناها"،
كما قال وزير الخارجية سيرجيه لافروف فى حوار صحفى أن ذكرى بيع ألاسكا يثير مشاعر مختلطة عند الروس، لكنه أيضا يذكر الجميع بإسهامات الروس فى اكتشاف القارة الأمريكية.
يذكر أن الروس استقروا فى ألاسكا لأول مرة عام 1784، وشيدوا مكاتب البريد و بنوا الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، و فى الستينيات خسر الروس حربهم مع بريطانيا فى شبه جزيرة القرم، فخشوا أن تستولى بريطانيا على ألاسكا
من جانبه قال الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين، إن ما تفعله أمريكا فى ألاسكا قد يهدد الاستقرار العالمى، مشيرا إلى تطوير أمريكا لنظام الصواريخ هناك تكمن أهمية الجزيرة بالنسبة لأمريكا لتسهيل تجارتها مع الصين ولصد أى أفكار توسعية من جانب بريطانيا.