تعد ترعة المريوطية من الترع الرئيسية التي تغذي بشكل مباشر الأراضي الزراعية؛ إلا أن هناك من يتسبب في تلوث المياه وإلقاء النفايات والمخلفات فيها، فضلا عن تواجد عربات الصرف الصحي بشكل يومي دائم ومستمر، وفي قرية المنوات بمركز أبو النمرس، لا تسكن المياه الراكدة ليس بسبب تجديدها وإنما بسبب إلقاء المخلفات في "الترعة"، وتحويلها إلى مصرف للصرف الصحي رغم أن هذه القناة تروي كمية ليست قليلة من الأراضي الزراعية، وتقدر بحوالي خمسمائة فدان أو أكثر، وتعد قرية المنوات من الأماكن التي تتأثر بشكل مباشر.
وقال محمد عطية الأطيوني "فلاح"، إننا نعاني من كثرة عربات الصرف التي حولت المياه النظيفة إلى مياه صرف صحي مما يغير شكل المياه ونقائها وإصابتها بالعديد من الأمراض التي تضر بالزراعة.
وأضاف أن عربات الصرف الصحي تعمل يوميا من الساعة السابعة صباحًا، وحتى الثامنة مساءً دون رقيب أو حسيب أو رادع.
واستطرد قائلًا: "النبات زيه زي الإنسان، لو شرب مياه نضيفة يقوى عوده ويشتد ولو شرب مياه ملوثة يجيلوا فشل كلوي وفيروسات، وعشان كده في محاصيل كتير بتفسد، ومحاصيل بتجيلها فيروسات"، مضيفًا، أن الفلاحين قديما كانوا يشربون من مياه الري أثناء ري الأراضي، ولم يكن أحد يصاب بأي ضرر، ولكن الآن الوضع اختلف.
من جهته قال عبد التواب طه فضل رئيس الوحدة المحلية، بالمنوات، أن عملية تفريغ عربات الصرف الصحي في ترعة المنوات التي تروي أكثر من 500 فدان في ثلاث قرى، تسئ إلى الشكل العام وتضر البيئة وتخالف القانون، فضلا عن إلحاق الضرر والأذى بالمحاصيل التي تروه بهذه المياه.
وأضاف أن الوحدة المحلية، لا تملك سوى عربة صرف واحدة تخدم الثلاث قرى ولا تفي بالغرض المطلوب، فيضطر الأهالي لاستخدام عربات الصرف الأخرى، فضلا عن عدم وجود صرف بالقرى يخدم الأهالي؛ لحماية الزرع والمحاصيل، بخلاف صرف الحلواني الموجود خارج البلدة، ويرفض أصحاب العربات إلقاء الصرف فيه، لأنه بعيد.
وأكد رئيس الوحدة المحلية، أن الوحدة تتخذ إجراءات مشددة منها الغرامة التي قد تصل إلى 10 آلاف جنيه، ومصادرة العربات التي يثبت إلقاءها الصرف في "الترع"، إلا أننا نواجه مشكلات وتحديات من بينها أن أصحاب العربات يمتنعون عن العمل إذا تمت مصادرة عربة واحدة؛ مما ينتج عنه استغاثة الأهالي لرفع وسحب الصرف من منازلهم مما يضطرنا إلى الإفراج عن العربة.
وأضاف «طه»: إننا نعكف حاليا على دراسة دخول الصرف الصحي للقرية، وسيتم إدراجها في مشاريع المحافظة العام القادم؛ حفاظًا على البيئة وصحة المزارعين والمحاصيل.
وأكد الدكتور حامد عبد الباقي المتحدث باسم وزارة الزراعة، أن هناك إجراءات مشددة لعدم إلقاء أية مخلفات أو صرف في الترع والمصارف.
وأضاف، أن المياه التي تروى بها المحاصيل مياه نقية وغير ملوثة، إلا أن بعض القرى التي لم يتم إدخال الصرف فيها، وتكون منطقة زراعية قد يحدث أن تتعرض للتلوث، مشيرًا إلى أنه على الجهات المعنية توفير بدائل للصرف أو سرعة إدخال الصرف في مثل هذه القرى.