شدد دبلوماسيون على أهمية تعزيز مكانة مصر إفريقيا من خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي والتي تنطلق قمتها الأحد القادم برئاسة الرئيس السيسي، مؤكدا أن مصر تسعى لتحقيق التنمية الشاملة في قلب القارة السمراء وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري.

تنطلق أعمال القمة الثانية والثلاثين العادية للاتحاد الأفريقي، الأحد المقبل، ووفقا لتقاليد الاتحاد الأفريقي بعقد جلسة مغلقة للقادة ورؤساء دول وحكومات الدول الأفريقية يستعرض خلالها الرئيس الذي تنتهي مدة رئاسته للاتحاد وهو الرئيس الرواندي بول كاجامى ما أنجزه خلال فترة رئاسته على صعيد الإصلاح المؤسسي.

تعزيز المكانة

قال السفير طلعت حامد، الأمين العام المساعد السابق للبرلمان العربي، إن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي والتي تنطلق الأسبوع القادم مهمة جدا في ظل التحديات التي تواجهها القارة السمراء والتدخلات الخارجية، مشيرا إلى أن انعقاد القمة في أديس أبابا يساهم في تعزيز التعاون مع أثيوبيا وبحث التحديات التي تواجه مصر في ملف المياه وضرورة الحفاظ حصة مصر في مياه النيل.

وأشار الأمين العام المساعد السابق للبرلمان العربي لـ«الهلال اليوم» إلى أن رئاسة مصر للاتحاد سوف تعزز التعاون المشترك مع دول القارة السمراء وزيادة معدل التبادل التجاري في ظل التحديات.

ولفت «حامد» إلى أن العلاقات المصرية الأفريقية شهدت فترة فتور كبير منذ حادث محاولة اغتيال الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في أديس أبابا، مشددا على أن أفريقيا غنية بالثروات ويجب على مصر استغلالها والاستفادة منها، فضلا عن أن القاهرة تتبنى عدد من المشروعات الهامة والحيوية داخل القارة السمراء.

وأوضح أن مشروع الربط النهري بين دول القارة الأفريقية يساهم في تعزيز التعاون التجاري وتحويل مصر لمركز تجاري إقليمي أيضا وتكون بوابة أفريقيا للتصدير إلى أوروبا.

رؤية كاملة لتحقيق التنمية الشاملة

وأكد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر ستسعى خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي على إزالة التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه القارة السمراء، مشددا على أهمية تعزيز الاستفادة الاقتصادية والاستثمارية من رئاسة مصر للاتحاد في ظل الغنى الطبيعي للقارة.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق لـ«الهلال اليوم» أن مصر تضع خارطة لتنمية القارة الأفريقية وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع دول القارة، مشيرا إلى أن القارة أصبحت هدف عدد كبير من دول العالم حتى أعداء مصر مثل تركيا وقطر وإسرائيل التي توغلت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.

وشدد على أن الرئيس السيسي سوف يقدم رؤية مصر خلال إلقاء كلمته الأحد القادم بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا، واستعراض التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه دول القارة وطرح رؤى القاهرة بشأن تحقيق التنمية المستدامة في القارة السمراء.

إزالة التحديات

وقال السفير محمد الربيعي أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، إن الدبلوماسية المصرية حققت نجاحات مبهرة في ملف العلاقات الخارجية وتعزيز مكانة مصر إقليميا ودوليا رغم التحديات الكبرى التي واجهتها، لافتا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي نجح في إعادة مكانة بلاده الريادية قلب العالم واعتبارها شريكا استراتيجيا لجميع الدول الغربية في منطقة الشرق الأوسط.

وأكد الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية لـ«الهلال اليوم» أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي سيكون له مردودا إيجابيا بين القاهرة وجميع عواصم القارة السمراء في مختلف المجالات سواء الاقتصادية أو السياسية، موضحا أن مصر تبنت برنامجا متكاملا لتعزيز التعاون مع دول القارة.

وأشار "الربيعي" إلى أن هناك بعض الاتفاقيات تم توقيعها مع بعض دول القارة لتنفيذ عدد من المشروعات التنموية الاستثمارية المشتركة التي تساهم في نهوض القارة، لافتا إلى أن مشروع الربط النيلي بين دول القارة يوفر ملايين الدولارات في عملية التجارة مع أوروبا، بجانب مشروع السكة الحديد للربط بين دول القارة.

وأوضح أن القمة الأفريقية سوف تعزز ملف مصر في مياه النيل وعدم تأثير سد النهضة على حصة مصر في المياه، لافتا إلى أن القضايا الأفريقية تشغل القيادة السياسية في مصر وحريصة على إزالة العراقيل والتحديات التي تواجه القارة الأفريقية.