قال رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، إن بلاده لا تملك ترف الوقت لإضاعته في الصراعات السياسية، لاسيما وأن الاقتصاد اللبناني معرض للانهيار، مرجحا أن يستغرق برنامج الإصلاحات عامين.
وأضاف "الحريري" خلال جلسة رئيسية للقمة العالمية للحكومات التي انطلقت أعمالها اليوم في مدينة دبي، أن الحكومة اللبنانية لابد أن تجري عملية جراحية من أجل استئصال الفساد، وإصلاح القوانين، التي مضى على بعضها أكثر من خمسين عاماً دون أي تعديلات، مشيرا إلى أن لبنان بات بحاجة إلى تغييرات من أجل حض المستثمرين على العودة إليه في ظل بيئة آمنة قانونيا وسياسيا.
وتابع: أن جملة ظروف تركت أثرا كبيرا على لبنان منذ استشهاد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وانقسام لبنان بعد ذلك، وحالة خلط الأوراق والتدخلات الإقليمية وظروف الربيع العربي وما يجري في سوريا وتدخل قوى لبنانية في هذا الأمر، مجددا التأكيد على أن لبنان تبنى سياسة النأي بالنفس من أجل مصلحة البلاد.
وأوضح "الحريري" خلال الجلسة التي حضرها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني - أن تشكيل الحكومة جاء وفقا لبرنامج واضح ومحدد؛ ما يخلق ضمانات بأن يعمل كافة الوزراء معا لتنفيذ هذا البرنامج، لاسيما وأن برنامج الحكومة جاء بالتوافق مع كل الوزراء، رغم ما يمثله بعضهم من اتجاهات سياسية في لبنان، مستبعدا أن تتم عرقلة هذا البرنامج.
وقال إن "الحكومة والنواب، وكل اللبنانيين يدركون اليوم، أنه آن الأوان للتغيير الإيجابي من أجل إنقاذ لبنان".
وعدد التحديات التي تواجه الحكومة وتضغط على لبنان، منها ملف الفساد إضافة إلى المشكلات التي تواجهها بعض القطاعات مثل الكهرباء والبنية القانونية التي تؤدي إلى مشكلات لا تحفز على الاستثمار، إلى جانب المديونية وضرورة خفض الدين العام في لبنان.
واعتبر الحريري أن اللاجئين والنازحين في لبنان لا يمثلون مشكلة بالنسبة للبلاد بل قد تتم الاستفادة منهم بوجود عمالة تفيد في إعمار لبنان، مذكرا بموجة الإعمار في لبنان في نهاية التسعينات والتي شارك فيها بفعالية مئات آلاف العمال السوريين آنذاك.
ورجح أن يستغرق برنامج الإصلاحات عامين. وقال: "الفرصة القائمة حاليا في لبنان مهمة جدا ويتوجب التنبه لها من أجل مصلحة لبنان وأنا واثق من رغبة كل اللبنانيين في الاستفادة من هذه الفرصة، للبدء في الإصلاحات وتغيير الحياة في لبنان عبر تتبع ما يريده الشباب في لبنان على مستوى الإصلاحات والتكنولوجيا والمعرفة والتطوير والتحديث، سعيا لأن يكون لبنان النموذج الأفضل".