أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين كريم عجوة بأن شرطة الاحتلال الإسرائيلي أبلغته رفض تسليم جثمان الأسير الشهيد فارس بارود بعد انتهاء التشريح، بالرغم من وجود قرار من المحكمة بتسليمه.
وأوضح عجوة - في تصريحات له خلال تواجده في معهد الطب العدلي أبو كبير، حيث يجري تشريح جثمان الشهيد فارس بارود، بحضور الطبيب ريان العلي مدير عام الطب الشرعي الفلسطيني- أنه تفاجأ بقرار الشرطة الإسرائيلية، والتي أبلغته أنه سيتم تقديم طلب لمحكمة بئر السبع المركزية للنظر في قرار القاضي حول الموافقة على تسليم الجثمان.
وأكد عجوة أن محكمة بئر السبع وافقت في وقت سابق على طلب الهيئة بتشريح الجثمان وبعد ذلك تسليمه فورا، إلا أننا سنضطر لانتظار الرد على طلب شرطة الاحتلال للتراجع عن تسليم الجثمان.
وتم الإعلان مساء الأربعاء الماضي، عن استشهاد الأسير فارس محمد أحمد بارود (51 عاما) من مخيم الشاطئ غرب غزة، داخل سجون الاحتلال، بعد وقت قصير على نقله من معتقل "ريمون" إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي.
وقالت الهيئة: إن الأسير الشهيد بارود، لم تقدم له الرعاية الصحية المطلوبة، وبتاريخ 18/11/2018 أصيب بنزيف داخلي نقل إثره إلى مستشفى "سوروكا" مغمى عليه وخضع لمنظار، وتبين أنه يعاني من إشكالية بشريان يغذي الكبد، فتم استئصال هذا الشريان وجزء من الكبد.
يذكر أن الأسير الشهيد بارود اعتقل في مارس1991 ومحكوم بالسجن المؤبد بتهمة قتل مستوطن، وعانى من حرمان الزيارات منذ عام 2000، وتوفيت والدته دون أن تراه.
في سياق آخر، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من خطورة الأوضاع الحياتية وصعوبة الظروف الاعتقالية، التي تحتجز فيها الأسيرات في سجن الدامون، في ظل التعنت المتواصل من قبل إدارة السجن في الاستجابة لمطالبهن الإنسانية والحياتية.
وأوضحت الهيئة في بيان صحفي اليوم /الثلاثاء/، أن الاحتلال يتعمد تشديد الخناق على الأسيرات في "سجن الدامون"، مشيرة إلى أن أقسامه وغرفه قديمة ومهترئة وأرضيته مصنوعة من الاسمنت، ما يجعلها باردة خلال فصل الشتاء وعالية الرطوبة.
واشتكت الأسيرات لمحامية الهيئة، من انتهاك خصوصيتهن بشكل صارخ في مختلف تفاصيل حياتهن اليومية، من خلال وضع الحمامات خارج الغرف وعدم السماح لهن بدخولها إلا أثناء الفورة "الفسحة"، ومشكلة الكهرباء المكشوفة.
وطالبت الأسيرات الإدارة بإصلاح هذه الاعطال مرارا نظرا لخطورتها على حياتهن، إلا أنها لم تستجب لذلك وتتذرع بأنها بحاجة إلى ميزانية عالية لإجراء الإصلاحات.
وأكدت الأسيرات البالغ عددهن حاليا في سجن الدامون 50 أسيرة، أن مطلبهن الأساسي الخروج من هذا الجحيم ونقلهن إلى سجن الشارون.
من ناحية أخرى، أفادت هيئة شؤون الأسرى، بأن الأسير محمد جبران خليل (37 عاما) من رام الله، يعاني من مشاكل نفسية وعصبية بسبب عزله في سجون الاحتلال الإسرائيلية منذ عدة سنوات.
ولفتت الهيئة، في بيانها إلى أن الأسير جبران يقبع حاليا في زنازين العزل الانفرادي في سجن جلبوع، وتنقل في زنازين عدة سجون، كـ "ريمون" و"ايشل" و"النقب" و"عسقلان"، على مدار السنوات الماضية، كما أنه محروم من زيارات ذويه منذ أشهر.
ووصف الأسير جبران ظروف العزل في جلبوع بالمأساوية، حيث الغرف الضيقة العفنة والمليئة بالرطوبة والروائح الكريهة، معدومة الاحتياجات والأغطية والمنافع والتهوية، وهناك ثلاثة كاميرات مراقبة مثبته داخل الغرفة التي يحتجز فيها.
وناشد، الرئيس محمود عباس وكافة المؤسسات الحقوقية والقانونية والإنسانية ببذل كافة الجهود الممكنة من أجل الإفراج عنه وإنهاء معاناته التي تتزايد يوما بعد آخر، كون وضعه الصحي والنفسي صعب ومعقد للغاية.
يذكر أن الأسير من سكان المزرعة الغربية بمحافظة رام الله، ومعتقل منذ 11/3/2006، ومحكوم بالسجن المؤبد و25 عاما.
يأتي ذلك في الوقت الذي قضت فيه محكمة الاحتلال في القدس، اليوم بالسجن الفعلي على الشاب محمد عبد المنعم الأعور (20 عاما) لمدة 3 سنوات ونصف .
كما قضت نفس المحكمة بسجن الشاب فؤاد القاق (22 عاما) لمدة 4 سنوات ونصف.
وكان الاحتلال اعتقل الشابين المقدسيين أواخر عام 2017، وهما من سكان بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
فيما قررت محكمة الاحتلال الإفراج عن الأسير المريض وليد شرف (25 عاما) من بلدة أبو ديس شرق مدينة القدس المحتلة، بسبب خطورة حالته الصحية.
وأوضحت الهيئة، أن جهودا قانونية حثيثة بذلت من قبل المؤسسات العاملة في مجال الأسرى للعمل على نقل الأسير المريض شرف من عيادة معتقل "الرملة" إلى مستشفى "آساف هروفيه"، بعد تفاقم حالته الصحية، حيث يعاني من ضمور في الجلد منذ الولادة، وقد تدهور وضعه الصحي بسبب اعتقالاته المتكررة، الأمر الذي أدى إلى إصابته بمشاكل صحية أخرى في الكبد والجهاز البولي، وأصبح يعتمد على أكياس خاصة لقضاء حاجته.
وأشارت إلى أن الأسير شرف سيبقى عدة أيام في المستشفى لمتابعة وضعه الصحي، فوفقا لتقرير المستشفى هو بحاجة ماسة لعملية زراعة كبد وكلية بشكل مستعجل.
وكانت محكمة الاحتلال في وقت سابق د أصدرت قرارا بتخفيض مدة اعتقاله الإداري بعد تدهور وضعه الصحي، إلا أن مخابرات الاحتلال أوصت مجددا بتجديد اعتقاله الإداري، وعليه فقد صدر بحقه أمر اعتقال إداري لمدة ستة أشهر.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت الأسير شرف في العاشر من يونيو 2018، علما أن مجموع سنوات اعتقاله قرابة خمس سنوات بين أحكام واعتقال إداري.