أكد سياسيون، أن مصر أطلقت
مرحلة التنمية الشاملة في القارة السمراء عقب انتهاء القمة الإفريقية وشروع مصر في
تولي مقام الاتحاد الإفريقي لأول مرة منذ تأسيسه، لافتين إلى أن الرئيس السيسي نجح
في الإلمام بقضايا الأمة العربية والإفريقية مقدما عرضا متكاملا عن الأزمات
والتحديات التي تواجه القارة السمراء وعلى رأسها الإرهاب والتدخلات الخارجية.
وقال السفير بسام راضى، المتحدث
الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، اليوم، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي عاد إلى أرض الوطن
بعد ترؤسه لقمة الاتحاد الأفريقي الثانية والثلاثين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
حجم التحديات
المهندس ياسر قورة، القيادي بحزب الوفد، قال إن مصر
بدأت فعليا مرحلة التنمية الشاملة في القارة السمراء عقب انتهاء القمة الإفريقية، مشيرا
إلى أن الرئيس السيسي قدم رؤية متكاملة للأزمات الإفريقية وآليات التغلب عليها وتحقيق
الاستقرار والتنمية المتكاملة.
وأضاف القيادي بحزب الوفد لـ«الهلال اليوم» إن الرئيس
السيسي عازم على مواجهة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية وتحقيق التنمية والمستدامة
والرخاء المتواصل، مشددا على ضرورة إدراك القيادة الإفريقية للمخاطر التي تحاصر القارة
السمراء .
وأوضح "قورة" أن الرئيس عبدالفتاح السيسي
نجح في إعادة مصر إلى الريادة الإفريقية الدولية متجاوزا التحديات التي تواجه مصر،
وحذر العالم أيضا من خطر الإرهاب إقليميا دوليا لأنه أكبر عائق للتنمية في العالم.
عرش القارة
الإفريقية
أكدت مها الشريف، نائب رئيس
حزب الغد، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي لمس حجم المعاناة والتحديات التي تواجه شعوب
القارة السمراء، مشيدة بتحركاته الخارجية التي نجحت في استعادة مصر إقليميا ودوليا
وأكبر دليل على ذلك توليها منصب رئاسة الاتحاد الإفريقي لأول مرة منذ تأسيسه.
ولفتت نائب رئيس حزب الغد
لـ«الهلال اليوم» إلى أن الرئيس يسعى إلى زيادة معدلات الاستثمار في القارة الأفريقية
ووضع برامج تأهيلي لشباب القارة السمراء ووصل الأمر إلى أنه جعل أسوان عاصمة
القارة الأفريقية انطلاقا مع تولي مصر رئاسة
الاتحاد الإفريقي، فضلا عن مشاريع التنمية الصحية والتعليمية والثقافية والسياسية
داخل القارة.
وبينت "الشريف"
أن الرئيس السيسي يحمل على عاتقه تحديات كبيرة ليس داخل البلاد فقط بل إقليميا
وقاريا بفضل الدور المحوري المعهود للقيادة السياسية في مصر، لافتة إلى أن الرئيس
طرح رؤية متكاملة للتحديات التي تواجه القارة السمراء وعلى رأسها الإرهاب
والتدخلات الخارجية، مؤكدا أن نجاح القارة يكمن في ترابط وتماسك ابنائها.
الإصلاح الشامل
وثمن ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل، رئاسة الرئيس عبد
الفتاح السيسي للقمة الأفريقية الـ32 في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا لأول مرة منذ
إنشاء الاتحاد الأفريقي، مؤكدا أن الرئيس بحث مع القادة والزعماء فرص الاستثمار في
القارة السمراء، مشددا على أن كلمة الرئيس جامعة وشاملة للأزمات والتحديات التي تواجه
القارة السمراء وفرص تنميتها.
وأوضح ناجي الشهابي لـ«الهلال اليوم» أن كلمة الرئيس
السيسي التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية حملت تعهدات بإحداث الإصلاح المؤسسي والهيكلي
والمالي للاتحاد الأفريقي، وتطوير أدوات وقُدرات الاتحاد ومفوضيته لتلبية تطلعات وآمال
الشعوب الأفريقية.
ووصف "الشهابي" كلمة الرئيس بالكلمة الشاملة
والجامعة واعتبرها دستورا وبرنامج عمل لأفريقيا لمدة عام، قادرا على حل المشكلات وتذليل
العقبات والصعاب التي تواجه القارة محليا ودوليا.
وتابع رئيس حزب الجيل:" لقد كان الرئيس السيسي
رائعا وهو يؤكد أهمية ترسيخ مبدأ "الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية"،
ويعتبرها السبيل الوحيد للتعامل مع التحديات
المُشتركة التي تواجه دول القارة.
وأضاف إن الرئيس أغلق الباب تماما على التدخلات الخارجية بقوله أن أفريقيا
أكثر قدرة على فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها ومن ثم أقدر على إيجاد حلول ومعالجات
جادة وواقعية تُحقق مصالح شعوبها وتصونها من التدخل الخارجي والسقوط في براثن الأنماط
المبتكرة والمُعاصرة من الاستغلال، تلك الأنماط المعاصرة التي لا تلائم واقعها.
وقال ناجى الشهابي، إن الرئيس كان في قمة الذكاء والإقناع
وهو يطالب بحلول إفريقيا لمشاكلها عندما ذكر القادة الأفارقة بدور مصر في تحرير
دول القارة من نير الاستعمار الغربي وكأنه يقول لهم لا تنتظروا خيرا ممن احتلوا بلادكم
في الماضي وكذلك عندما قال لهم أن العمل المشترك في أفريقيا تجلى في أبهى صوره في ثورات
التحرر الوطني في أفريقيا منذ خمسينات القرن الماضي، حين عكفت مصر على تصدر الكفاح
السياسي ضد الاستعمار كمحور مهم في سياستها الخارجية آنذاك، وكانت القاهرة وجهةً أساسيةً
لكل الحركات الأفريقية الساعية للاستقلال والتحرر الوطني من الاستعمار وربطها الرئيس
بدور مصر فى قيادة الاتحاد الأفريقي لعام ٢٠١٩.
ولفت إلى أن الرئيس واع لحجم المسئولية الكبيرة التي
عهدت إفريقيا بها إلى مصر لتنسيق العمل الأفريقي المشترك في ظرف دولي وقاري دقيق، تعصف
به نزعات التطرف وموجات الإرهاب، وتتزايد فيه التحديات التي تواجه مفهوم الدولة الوطنية،
في وقت تتعاظم فيه تطلعات الشعوب.
وأشاد الشهابي بإشارة
الرئيس السيسي إلى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في أديس أبابا عام 1963
" ليكون ميثاقاً لكل أفريقيا، ولتُعقد اجتماعات على كل المُستويات الرسمية والشعبية
ولنبدأ طريقنا في التعاون الاقتصادي نحو سوق أفريقية مُشتركة"، والتي اعتبر الرئيس أن صداها ما زال ماثلاً أمامنا، لافتا إلى أن الرئيس كان واضحا وهو يقول للقادة الأفارقة
لقد تخلصنا من الاستعمار وإن بقيت آثاره ورواسبه، وعلينا أن نعمل جاهدين لترسيخ مقومات
السلام والأمن والاستقرار، وعلى تحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج القاري لدولنا وشعوبنا،
سعياً نحو بناء الإنسان الأفريقي.
وأعرب الرئيس السيسي عن إيمانه بأن الفهم المشترك والاحترام
المتبادل بين دول القارة هو أعظم قوة دافعة نمنحها للاتحاد الأفريقي، وأنه بتعميق إرادتنا
المتحدة يستطيع عملنا المشترك أن ينطلق نحو كل الآفاق التي نستهدفها ونتطلع إليها،
وكما ذكر الرئيس القادة الأفارقة بكلمة الزعيم
جمال عبد الناصر ذكرهم بكلمة الزعيم
الغاني الراحل كوامي نكروما " في انقسامنا ضعف، وفي اتحادنا يمكن لأفريقيا أن
تصبح واحدة من أعظم القوى في العالم.