الثلاثاء 28 مايو 2024

بعد ختام القمة الأفريقية لأعمالها.. خبراء: ناجحة وحققت المستهدف منها.. ومصر عرضت رؤيتها لحل الأزمات.. ورئاسة مصر مرحلة عمل جديدة لتفعيل خطط التنمية

تحقيقات12-2-2019 | 18:01

ثمن دبلوماسيون وخبراء بالشأن الأفريقي نتائج القمة الأفريقية في دورتها العادية التي عقدت على مدار يومين بأديس أبابا، والتي شهدت تسلم مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي، مؤكدين أن القمة ناجحة وحققت المستهدف منها، وأن مصر عرضت رؤيتها لحل الأزمات التي تشغل القارة في الوقت الراهن، موضحين أن رئاسة مصر ستكون مرحلة عمل جديدة لتفعيل خطط التنمية بالقارة.

وفي كلمته أمس في ختام القمة، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن القمة توافقت حول أولويات تحركنا خلال عام 2019 وفي مُقدمتها دفع مسيرة الاندماج القاري، والعمل على الإسراع من تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، وأهمية استكمال المنظومة الاقتصادية القارية من خلال تطوير البنية الأساسية بالقارة الإفريقية، والاهتمام ببرامج ومشاريع إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات.

 

قمة ناجحة

السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن القمة الأفريقية بأديس أبابا وضعت أجندة شاملة لموضوعات تعكس شواغل الزعامات الأفريقية والمنظمة القارية في مجالات الأمن والسياسة والاقتصاد والقضايا الاجتماعية، مضيفا إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال فعاليات القمة كانت شاملة وثرية وتطرقت لكل الملفات والقضايا التي تهتم بها القارة وعرضت للرؤية المصرية للحل.

وأوضح الحفني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمة شملت موضوعات متنوعة تخص ملفات السلم والأمن في القارة وتطبيق أجندة 2063، وكذلك إعادة إعمار الدول في مرحلة ما بعد النزاعات، مضيفا إن القاهرة ستكون مقر هذا المركز لوضع السياسات والاستراتيجيات اللازمة التي تهدف إلى توطيد السلام ومنع العنف.

وأشار إلى أن القمة تطرقت أيضا إلى موضوعات تغير المناخ وإصلاح مجلس الأمن وتوسيع عضوية القارة فيه وضرورة حصولها على مقعدين دائمين في المجلس مع حصولها على حق التصويت على القرارات، مضيفا إن القمة تناولت أيضا قضايا الصحة ومكافحة الأمراض كالملاريا وكذلك الهجرة الداخلية والسوق الأفريقية المشتركة ومكافحة الفساد.

وأكد أن دورة القمة الأفريقية بأديس أبابا كانت ناجزة وناجحة وحققت تقدما في معظم الملفات وهناك عمل ضخم سيبدأ مع انتهاء فعالياتها، مضيفا أن من أهم توصيات القمة اعتماد الاتفاقية المؤسسة للوكالة الإفريقية للدواء والمعهد الأفريقي الدولي لتعليم النساء والفتيات في إفريقيا، والسياسة الإفريقية للعدالة الانتقالية.

وأضاف الدبلوماسي السابق إن إعلان الرئيس عدم عقد قمة صيفية والاكتفاء بعقد اجتماع للتنسيق في النيجر هو قرار هام لمتابعة ما تم إنجازه وكذلك تعزيز الشراكة مع الكيانات الاقتصادية الثمانية في القارة منها الكوميسا والساحل والصحراء وبقية المجتمعات، مضيفا أن القمة حققت المستهدف منها ودفعت ببعض الملفات لتأخذ طريقها للتنفيذ.

ولفت إلى أن هذا العام سيكون هاما بتولي رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في ظل ما تمتلكه من تجارب خلال الخمس سنوات الماضية في الإصلاح الاقتصادي والصحة وتمكين المرأة وتوفير فرص العمل، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المبادرات التي تم إطلاقها وجاري تنفيذها خاصة بأفريقيا طرحها الرئيس خلال الفترة الماضية وأهمها تعميق التعاون بين القارة والمؤسسات الدولية.

وأكد أن الجميع يتطلع لهذه الفترة من رئاسة الاتحاد الأفريقي لأن الرئيس يمثل القارة في كل المحافل الدولية وينقل همومها وتطلعاتها، ويطالب دائما بتحفيز التعاون بين المؤسسات الدولية والقارة لمنح شروط أكثر تيسيرا لدعم تنمية القارة، نظرا لدقة المرحلة حيث تحتاج القارة إلى دعم مؤسسات التمويل وشركاء أفريقيا في التنمية.

 

تجارب ناجحة

فيما قالت الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة الاقتصادية وعضو مجلس النواب، إن القمة الأفريقية وضعت خطة عمل عامة شملت موضوعات كثيرة تمثل أولوية لدى القارة في الوقت الراهن، موضحة أن هذه الخطة تشمل أهداف القارة التنموية ومحاربة الإرهاب والفقر والفساد والبيروقراطية والهجرة الداخلية والخارجية وكذلك عمل بنية تحتية من الطرق والقطارات.

وأوضحت فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن نجاح تحقيق تلك الأهداف يستلزم التوافق والتعاون بين كل دول القارة والعالم والمؤسسات الدولية، مضيفة إن أجندة التنمية المستدامة في القارة 2063 متفق عليها قاريا وتتفق مع خطة الأمم المتحدة وتنفيذها يتطلب التعاون بين القادة الأفارقة بالتعاون مع العالم أجمع بما يحقق المنفعة للجميع.

وأكدت أن الرئيس عبد الفتاح السيسي طالب بهذا الأمر في عدة فعاليات واقترح العمل في شكل تكتلات تجمع القارة والدول الأوروبية والآسيوية وغيرها، مشيرة إلى أن مصر لديها تجارب ناجحة يمكن الاستفادة منها للمساعدة في حل الأزمات التي تواجه القارة، سواء الاقتصادية أو الطبية أو توفير فرص العمل.

وأضافت إن الرئيس وضع النقاط الأساسية للتعامل مع القضايا التي تشغل القارة كالهجرة والنزوح الداخلي وأهمية دعم التنمية المستدامة وإقامة مشروعات قومية لمنع الهجرة الداخلية أو الخارجية، وإعادة إعمار الدول، موضحة أن القادة الأفارقة متفقون على رؤية محددة لعلاج تلك الأزمات ومن المهم أن يكتمل ذلك بالتوافق والعمل الدولي.

 

مرحلة عمل جديدة

فيما قال ماجد أبو الخير، وكيل لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، إن القمة الأفريقية في دورتها الحالية تركز على قضايا الهجرة والنزوح واللاجئين، مضيفا أن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي تمثل بداية لمرحلة عمل جديدة في المستقبل لتفعيل خطط التنمية في القارة.

وأوضح أبو الخير، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي عرض لأجندة الاتحاد خلال العام الجاري، حيث تشمل خطة التحرك التركيز على مجالات الإصلاح الهيكلي وتنظيم العمل داخل الاتحاد مع استكمال تنفيذ المشروعات المدرجة ضمن خطة التنمية 2063، وكذلك تفعيل دور المؤسسات الداخلية في الاتحاد.

وأكد أن هناك مرحلة من التحرك داخل مؤسسات الاتحاد في ملفات التغيرات المناخية والهجرة غير الشرعية وكذلك تنفيذ مشروعات تنموية وإيجاد فرص عمل داخل القارة، مضيفا أن الاتحاد يركز على إيجاد حياة أفضل والبعد عن النزاعات المسلحة ووضع حلول للمشاكل الأمنية وكذلك مكافحة الإرهاب داخل القارة.