قال يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان ان دور السلطنة “المُعلن” أثار هواجس لدى البعض، قائلا” نطمئن الجميع بأننا لا ننحاز إلا للحق”.
وأشار إلى أن السلطنة تُعِد إسرائيل دولة من دول الشرق الأوسط، وإن كانت إسرائيل في الوقت الحاضر لا تعطي هذا الأمر شيئا من الاهتمام ، وربما تتخوف من التبعات التي سوف تتحملها إذا أقرت بأنها دولة من دول الشرق الأوسط.
أردف قائلا: أعتقد أننا قد استطعنا أن نحدد بعض التوجهات لكيفية ما تكون عليها قواعد السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وخصوصًا في المنطقة التي هم فيها، وهم مجاورون للشعب الفلسطيني وهي مسألة حساسة للغاية وطوال السنين لم يتمكن أحد من أن يجد طريقًا لتغيير ذلك الواقع بين أعداء، لم يستطع أحد أن يحوّل المسألة من أعداء إلى متجاورين وأصدقاء وربما وجهات النظر التي عرضناها عليهم أثرت بعض الشيء.جاء ذلك في حوار موسع اجرته معه قناة DW عربية و اضاف فيه : عندما كانت وجهات النظر هذه فيها أطراف أخرى لم نعد نملكها نحن ولا نستطيع أن نفصح عنها وهي لا تزال في مراحلها الأولى.
لسنا وسطاء
اضاف كما قلنا سابقا إننا لسنا وسطاء لكننا ميسرون لكثير من الأشياء التي تجعل الوسطاء والأطراف المتخاصمة ربما في ظروف أسهل”.
وقال: نحن نعلم تماما جهد الرئيس ترامب في إحداث نقلة نوعية في مشكلة الشرق الأوسط تتركز في الأصل على الجانب السياسي والديموغرافي وليست على الأموال، ونعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين على المستوى المتكامل لن يحتاجوا للأموال من الخارج إذا تم بينهم سلام واستقرار، لأن تلك المنطقة وعلى وجه الخصوص القدس والمزارات المقدسة سوف تكون هي الجاذب الأكبر للحجاج المسلمين والمسيحيين واليهود والسياحة الدولية وهي مصدر من مصادر الثروة الهائلة التي ستتحقق لهم بعد معاناة طويلة.
سياسة سلطنة عمان
قائمة على الاستقلالية
ولا تعني الحياد السلبي
اكد ايضا ان سياسة السلطنة الخارجية لا تزال قائمة على الاستقلالية، قائلا” الاستقلالية لا تعني الحياد السلبي لأننا قطعنا على أنفسنا أن نقوم بجهد سلمي وجهد يحقق الاستقرار والتنمية في آنٍ واحد وأن نكون مستعدين لمساعدة إخواننا سواء في منطقة الخليج أو بقية المناطق، ولا نعتقد أن هناك في البلاد العربية شيئًا يُسمى حيادًا يُشترى بالأموال، فالأموال دورها إنساني ولكن حينما يكون دورها سياسيًا تفسد الناس، ونحن ليس لنا علاقة في هذا الجانب، ولا نهتم بما يقال بأن عُمان غيّرت موقعها من مكان إلى مكان، فموقعنا كما هو، وإذا كان ما يُقال حول علاقاتنا مع إخواننا في الخليج ومع أصدقائنا وجيراننا الإيرانيين فهذه العلاقة ستستمر على النهج الذي نحن عليه، وإخواننا في الخليج يدركون ويعلمون ذلك”.
السلطنة لا تنحاز إلا للحق
وقال ان السلطنة لا تنحاز إلا للحق، مؤكدًا بأن “الخصومات ينبغي أن تكون وسيلة ليتم بها التصالح، فلا خصومة إلا بتصالح ولا تصالح إلا بالخصومة”
حول الخلاف الخليجي قال: مجلس التعاون الخليجي لا يزال قائمًا ولا يزال يمارس بعض مسؤولياته في إطار الأمانة العامة لمجلس التعاون وكذلك البرامج التي تم الاتفاق عليها في جانبها الفني، لكن الخلاف السياسي لا يزال أيضا قائمًا ،وحول هذا الخلاف تُبذل جهود كثيرة وعلى رأسها جهود سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ونتطلع إلى أنها سوف تأتي بشيء من الانفراج في المستقبل.
وأضاف: نحن اتفقنا على أن المسار الخاص بالجانب السياسي المختلف عليه سيرعاه صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح ونحن سوف نساند في هذا الجانب، لكن رئاستنا للمجلس تأتي في الجانب الخاص بمجلس التعاون، وأصبح هناك فهمٌ بأن مجلس التعاون أمر والخلاف أمر آخر ولا يعطل أحدهما الآخر.
أما عن أزمة اليمن فقد ذكر يوسف بن علوي: اليمن بلاد أصبحت تعاني من أزمات كثيرة ومن مجاعة ومن أمراض ومن تشتت اليمنيين في أصقاع الأرض وأصبح الجهد الواحد لا يكفي ولا بد أن يكون هناك جهد دولي للحفاظ على الشعب اليمني من المآسي التي ما لم يتم التوافق عليها بعد بين المتخاصمين اليمنيين، ويقع على المتخاصمين الواجب الأكبر في أن يتعاطوا مع واقعهم بما يفيد مستقبلهم.