كتبت : مروة لطفي
لأنني لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً في الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة في انتظار رسائلكم على عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكتروني
[email protected]
هل أخطأت حين علمت ابنتي في أغلى المدارس ووافقت على سفرها بمفردها للخارج؟!.. فأنا سيدة في أول العقد الخامس من العمر، تزوجت منذ ربع قرن من زميل يعمل معي في إحدى الشركات العالمية ، وأنجبت فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها الآن.. وقد اتفقت معه منذ أول يوم زواج أن نكتفى بطفلة وحيدة حتى نربيها في أحسن المدارس ونوفر لها أحلى معيشة.. وبالفعل، ألحقت ابنتي في واحدة من أشهر وأغلى المدارس (الانترناشونال) في مصر، وطبيعي أن تصادق بنات وأبناء المليونيرات الذين يدرسون معها.. هذا بخلاف المناهج الدراسية التي لا أعرف عنها شيئا لاختلافها عن مناهجنا الدراسية المعتادة.. مع العلم أنني وزوجي تخرجنا في مدارس لغات!.. باختصار كانت ابنتي تكبر أمام عيني وهي رافضة لكل عادات وتقاليد مجتمعنا بينما أصمت وزوجي على اعتبار أن كلامها ليس إلا لعب عيال سيتغير كلياً بعد التخرج.. وما أن أنهت مرحلتها المدرسية حتى دخلنا في مشكلة كبرى حيث كانت الأحوال في مصر غير مستقرة نتيجة الفوضى التي أعقبت ثورة يناير فأقنعتني ابنتي بالسفر لإحدى الدول الأوروبية لاستكمال دراستها الجامعية.. من هذا المنطلق وافقنا.. وليتنا ما فعلنا.. فبعد 4 سنوات عادت لمصر كارهة للمجتمع فلا هي استطاعت أن تجد لنفسها مكانا في الغرب ولا نجحت في التأقلم مع واقعها.. حتى أصبحت تبكي طوال الوقت معلنة أنها تنتظر الموت، بالإضافة لرفضها العمل أو الزواج لعدم انسجامها مع المجتمع على حد قولها!.. ماذا أفعل؟!
ر . ن (أكتوبر)
يعتقد البعض أن المادة وحدها كفيلة بتحقيق السعادة للأبناء، وهو الخطأ الذي وقعت فيه وزوجك.. فقد حرمت ابنتك من شقيق يؤنس وحدتها حتى تدخليها مجتمعا مختلفا تماماً عن حياتك وكلك أمل ورجاء أن تحظى من خلاله بغد أفضل.. والنتيجة ما آلت إليه أحوال ابنتك، ولأن ما بني في سنوات يصعب تغيره في أيام فعليكِ التقرب أكثر منها وتفهم ما يدور بخاطرها ولا مانع من استشارة مختص نفسي في حالة البكاء ورفض الحياة فقد يكون ذلك مؤشرا لإصابتها بالاكتئاب ومن ثم تحتاج علاج يساعدها على التكيف مع الواقع.