الثلاثاء 2 يوليو 2024

تربية التفويض والتفاوض

31-3-2017 | 22:49

كتبت : نجلاء أبوزيد

أولادنا لا يسمعون الكلام ولا يقدرون ما نقدمه لهم, فين أيامنا من أيامهم, كلهم أنانيون ولا يفكرون إلا في أنفسهم, ازاى نربيهم صح؟

كل هذه العبارات تتردد آلاف المرات على ألسنة الأمهات الحائرات بحثا عن أسرار تربية أبناء هذا العصر, لذا توجهنا للدكتور عماد مخيمر أستاذ علم النفس وخبير التنمية البشرية ليعطينا أسرار تربية أبناء هذا العصر فقال: تربية الأولاد اختلفت عن ذي قبل, فلم تعد نظرية تنفيذ الأوامر هي المقبولة بل يعترضون ويتناقشون ويرفضون ما لا يعجبهم, وأصبحت تربية التفويض والتفاوض هي الأكثر اتفاقا مع عصرهم, وتعتمد هذه النظرية على تفويضهم ببعض مسئولياتنا واعتبارهم مسئولين عن هذه الأمور ويحاسبون على أدائهم لها, ومنها ترتيب الغرف الخاصة بهم والملابس وحمل الأطباق التي يأكلون فيها وتنظيفها والقيام بالمساعدة في إدخال ما تم شراؤه من السوبر ماركت أو السوق للبيت, كل هذه المشاركات ستحملهم المسئولية وتعد تفويضا منا لهم بالمسئولية عن هذه الأمور, أما التفاوض فيقوم على فكرة الاختيار من أكثر من بديل, فليس كل ما تريده يمكن توفيره, وليست كل طلباتك أوامر, فمثلا إذا أراد الخروج مع الأصدقاء لا يمكن الرفض الدائم لكن يمكن التفاوض بشأن المكان المسموح الذهاب له والموعد الذي يجب العودة فيه, فبالتفاوض يتعلم ونتعلم - نحن الأهل - أن الرفض لا يكون دائما الأسلوب الأفضل للتربية لكن الاتفاق على نقاط واضحة هو الأكثر نجاحا, وهناك دراسات في علم النفس أثبتت أنه كلما أطلعنا أولادنا على مصادر وحجم دخلنا وأوجه الإنفاق المطلوبة منا زادت مشاركتهم لنا في تحمل الأعباء وأبدوا استعدادهم التنازل عن بعض الطلبات أو توزيعها على مدار الشهور, فالشفافية وفتح قنوات حوار مستمرة مع الأولاد تجعل لديهم إدراكا أعلى وأنانية أقل لذا على الأهل إدراك أن إلقاء الأوامر والتعتيم على مشكلات الأسرة الاقتصادية لا يساعد على التربية السليمة.