الخميس 28 نوفمبر 2024

الطلاق .. بعد الوصول للغرض المنشود ! (1)

  • 31-3-2017 | 23:01

طباعة

بقلم : سكينة السادات

يا بنت بلدى كما كتبت لك كثيرا أن للطلاق أسبابا كثيرة منها أسباب جوهرية ومعقولة ومقبولة ومنها أسباب أو ادعاءات لا يصدقها أحد! لكن أن تصل الجرأة بالبعض إلى الإعلان المسبق بأنهم يتزوجون لأغراض معينة ما أن تتحقق حتى يتم الطلاق ؟ فهذا ما يجعلنا نقول..  آه يا زمن العجائب!

***

سوف أدخل فى الموضوع مباشرة لاندهاشي الشديد من جرأة صاحبته وصراحتها الصادمة, لكننى فى نفس الوقت احترمت صراحتها ووضوحها عندما قالت :

-  تطلبين دائما من قارئاتك الصراحة والصدق حتى تستطيعي حل المشكلة.. وها أنا أقول لك الصراحة مباشرة فأرجو ألا تغضبى منى فإننى صادقة مع نفسى ومعك أنت بالذات كأم تقدرين المشاعر وسوف أعطى لك كل مبرراتى!

قارئتى زينة فى الثانية والثلاثين من عمرها، جامعية من أسرة متوسطة الحال-  مثلنا جميعا-  تعمل فى شركة عالمية منذ ثمان سنوات, وعن أوصافها فهى سمراء تقاطيعها مقبولة نحيفة ومتوسطة القامة وكل شىء تفعله بسرعة وحدة حتى مشيتها مسرعة وكلامها حاد وبات وسريع، هى إنسانة عملية لذلك فهى ناجحة فى عملها وقد وصلت فيه إلى مكانة مرموقة !

***

قالت قارئتى زينة: أبلغ من العمر اثنين وثلاثين عاما وفى شهر نوفمبر القادم أصل إلى الثالثة والثلاثين ولم أتزوج حتى الآن لأننى بصراحة تامة أرفض مبدأ عشرة إنسان لا أعرفه ولا أعرف طباعه, وأنا كإنسانة أرفض التنازلات وأحب نفسى وأحب طباعى وأحب أن أعطى لذاتى كل الإمكانيات حتى أنجح فى حياتى وأحقق ذاتى ! ولذا فإننى أعتبر الزواج معوقا لمسيرة حياتى ! وفى نفس الوقت فإننى أضيق بكلام أمى وأقاربى وأرفض كلمة عانس, فأنا لست عانسا, فقد تقدم لى عشرات من الخاطبين طمعا فى وظيفتى التى تدر علي دخلا محترما جدا يعنى بصراحة أحصل على أكثر من سبعة آلاف جنيه شهريا من وظيفتى التى أتقنها والتى أتفرد بأدائها!

***

نظرت إلى زينة مليا وسألتها :

-  طيب.. ما الذى تريدينه الآن وقد قررت ألا تضحى براحتك من أجل راحة أى زوج ؟

قالت: آسفة, سوف أحكى لك كما بداخلى وأرجو ألا تغضبى منى ! فهل أنت على استعداد لذلك؟

قلت لها: أمرى إلى الله سبحانه وتعالى.

قالت: أمامى ثلاثة رجال يريدون الزواج منى!  ولا أنكر أنهم جميعا طامعون فى مالى ووظيفتى وسوف أعرض عليك  أحوال كل واحد منهم, وقبل أى شىء أقول لك مسبقا أننى أعرض عليك الأمر لأننى لا أريد سوى أن أكون أما ! لا أريد الرجل من أجل متعة أو حماية أو مؤانسة إننى أريده من أجل طفل شرعى يملأ علي حياتى ويرث مالى الكثير وأكون مسئولة عنه وقلبى يهفو إلى الأمومة ولا بأس من أن أحصل على الطلاق منه بعد أن أصل إلى هدفى المنشود.. هل أنا غلطانة ؟

قلت لها: طبعا أنت غلطانة لأن الزواج مودة ورحمة وسكينة وبيت يجمع الطفل مع أبيه وأمه وليس أمه فقط ؟ من قال إن الله سبحانه وتعالى يرضى بأن تحصلى على ما تريدين ثم تلقين بوالد الطفل إلى الشارع ؟ من قال هذا ومن يوافق على هذا الموضوع ؟

***

استطردت زينة.. يا ستى أنا أعرف نفسى جيدا ! أنا لا أطيق رجلا يتدخل فى حياتى ومواعيد دخولى وخروجى ولا أجد فى نفسى الاستعداد لأن أصبح خادمة له بينما أنا كل شىء ! أنا صاحبة الشقة والأثاث والمال والوظيفة وكل شىء ومع ذلك فإنه حسب الأوضاع الذكورية التى تسود مجتمعنا فسوف يجعل من نفسه سى السيد الآمر الناهى وأنا لا أطبق مثل هذه الأمور كما أننى سوف أصارحك وأمرى إلى الله أننى لا أشعر بأى ميول نحو أى واحد منهم!

***

واستطردت زينة.. سوف أروى لك ظروف العرسان الثلاثة وأترك لك مسألة الاختيار وكلهم بصراحة تامة دون المستوى الذى كنت أتمناه لكنك تعرفين الغرض من زواجى الإجبارى.. الأسبوع القادم أحكى لك عن عرسان زينة الثلاثة!

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة