من المرتقب أن تستضيف مدينة شرم الشيخ القمة "العربية-الأوروبية"، التي ستعقد يومي الأحد والاثنين المقبلين 24 و25 فبراير الجاري، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك، وعدد كبير من قادة دول الاتحاد الأوروبي على رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وكذلك عدد كبير من القادة العرب.

كما يشارك في القمة أيضا المستشار النمساوي، سيبستيان كورتس، ودونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، وجون كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، وفيدريكا موجرينى الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية.

وأكد الاتحاد الأوروبي، أن القمة تهدف إلى تعزيز العلاقات العربية الأوروبية، حيث سيتم خلالها التركيز على عدد من القضايا والتحديات المشتركة ومن أهمها التعددية، التجارة والاستثمار والهجرة والأمن، إضافة إلى الوضع في المنطقة.

ومن المقرر أن تنطلق أعمال القمة مساء الأحد المقبل بجلسة افتتاحية تعقبها جلسة مفتوحة على أن تتواصل الجلسات في اليوم التالي، ويعقد مؤتمر صحفى فى ختام الأعمال.

ملفان رئيسيان أولويتها

السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن القمة العربية الأوروبية المرتقب عقدها في شرم الشيخ الأسبوع المقبل برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي هي أول قمة بين الدول الأوروبية والعربية، وتعكس الثقة الكبيرة التي يعطيها الطرفان لمصر، مضيفا أن مصر تستحق هذه الثقة؛ فتاريخيا كانت تلعب دائما دور الجسر بين شاطئي البحر المتوسط في الشمال والجنوب والدول العربية في المشرق والمغرب.

وأوضح "هريدي"، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الجانبين العربي والأوروبي بينهما علاقات ممتدة بدء من الحوار العربي الأوروبي في السبعينيات من القرن الماضي، مضيفا أن القمة تعقد في ظروف غاية في الحرج والخطورة والدقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ودول حوض المتوسط.

وأضاف أن هناك ملفين رئيسيين ستركز عليها القمة المرتقبة هما الإرهاب والهجرة غير الشرعية إلى جانب مناقشة عدد من القضايا الإقليمية على رأسها تطورات الأوضاع في سوريا وليبيا والأزمة اليمنية، وكذلك القضية الفلسطينية.

وأكد أن القمة هي بداية للحوار وبحث الأزمات الراهنة؛ ويأمل الجميع أن تستمر في الانعقاد بشكل دوري كل سنة أو عدة سنوات لأن الوضع الحالي والمستقبل يستدعيان التعاون والتشاور بين كل دول العالم.

الهجرة غير الشرعية والإرهاب

فيما قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن القمة العربية الأوروبية التي ستستضيفها شرم الشيخ الأسبوع المقبل هي أول قمة بين الجانبين، وتعقد في ظل ظروف صعبة في المنطقة العربية وأوروبا، مضيفا أن الأزمات التي تمر بها المنطقة العربية تتشابك مع الوضع في أوروبا وتؤثر فيه.

وأوضح حسن، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمة ستركز على قضايا الهجرة غير الشرعية حيث زادت تدفقات المهاجرين إلى أوروبا هربا من القتال الدائر في بلادهم، مما انعكس على الوضع هناك وأدى لصعود اليمين المتطرف في أوروبا، مضيفا أن القمة ستركز على الأزمة الليبية لأنها أصبحت مركزا للهجرة غير الشرعية من دول أخرى لغياب السيطرة الأمنية هناك.

وأكد أن قضية الإرهاب وانتقاله إلى أوروبا وظهور الخلايا النائمة وما يعرف باسم "الذئاب المنفردة" ستكون أيضا مطروحة خلال المناقشات بالقمة، مشيرا إلى أن القمة ستبحث أيضا ملف حل النزاعات القائمة ودفع القرارات الدولية والجهود المبذولة في هذا الشأن.

وأضاف أن القمة ستبحث إعادة إعمار الدول في مرحلة ما بعد النزاعات والإسراع بالإعمار ليسرع عملية عودة اللاجئين والنازحين وكذلك المشاركة الدولية في هذا الملف، مشيرا إلى قضايا عودة المقاتلين في التنظيمات الإرهابية إلى بلادهم والأزمات العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وتداعيات الموقف الأمريكي أيضا كلها مطروحة أمام القمة.

وأكد أن القمة ستبحث أيضا التعاون في المجالات الاقتصادية والعلمية ونقل وتوطين التكنولوجيا والتعاون في مجالات الطاقة وخاصة النظيفة لأن الشرق الأوسط مصدر هام لها، والغاز أيضا بعد الاكتشافات في البحر المتوسط، مضيفا أن جدول أعمال القمة مزدحم وسيعهد بالتوصيات إلى الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي لمتابعة تنفيذها، مع احتمالية التوصل لعقدها بشكل دوري.

تأكيد لريادة مصر الدولية

ومن جانبه، قال الدكتور كمال أبو عقيل، مقرر وحدة الشئون الأوروبية بالمجلس المصري للشئون الخارجية، إن مصر دائما سباقة ولها مكانتها وريادتها على المستوى الدولي، مضيفا أن استضافتها للقمة العربية الأوروبية المرتقبة الأسبوع المقبل تعكس مدى الأمن والاستقرار الذي تتمتع بها واستمرار لدورها في استضافة مثل تلك الفعاليات الدولية كمنتدى شباب العالم.

وأوضح أبو عقيل، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مصر تتمتع بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف المشاركة في المؤتمر وعلى رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد اللقاءات المتعددة التي عقدتها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي كان آخرها الأسبوع الجاري على هامش مؤتمر ميونخ للأمن.

وأضاف أن مشاركة قادة الاتحاد الأوروبي كرئيس الاتحاد ورئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر ونائبته فيدريكا موجرينى الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية ستعمق العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن القمة ستبحث ملفات سياسية واقتصادية للتعاون بين الجانبين الأوروبي والعربي إلى جانب قضايا الهجرة غير الشرعية والتنمية ومكافحة الإرهاب.

وأكد أن اللقاء فرصة لتعرض كل دولة موقفها ووجهات نظرها في القضايا المطروحة وأطر الحل، إلى جانب عقد لقاءات ثنائية بين القادة المشاركين.