الجمعة 27 سبتمبر 2024

حزب المحافظين الجدد !

1-4-2017 | 10:10

بقلم : عاصم حنفى

لا أعرف العبقرى الذى أفتى ذات يوم بأن انشغال الطلاب بالسياسة حرام.. وأن وظيفة الطلاب هى العلم والتحصيل فقط.. مع أن المجتمع الذى لا يسمح بالحركة الطلابية النشطة مجتمع عجوز مترهل

وما هذه الضجة المفتعلة حول ملابس الصبيان والبنات التى تخرج عن المألوف والمعتاد.. فإذا بالشيوخ والمحافظن يهبون هبة رجل واحد على اعتبار أن هذا خروج عن العرف والتقاليد.. ويطالبون بسن قوانن تمنع الشباب من ارتداء ما يحبون!

قوانن إيه يا سيد.. وأنت مالك يا أخى.. وهل حددت المواصفات القياسية لملابس الشباب.. تريد أن تفرض ذوقك الخاص على أجيال تعرف الدنيا أكثر مما تعرفها حضرتك؟!

والمشكلة أننا مجتمع أبوى بامتياز نضع أولادنا وبناتنا تحت قوائم الحظر والمراقبة.. نفرض عليهم أفكارنا وأزياءنا ونظرياتنا المعلبة وسابقة التجهيز.. ولو خرج الولد أو البنت عن الخطوط المرسومة والمحددة سلفا فيا دهية دقى.. تقوم الدنيا ولا تقعد أبدا!

ولماذا لا تكون أزياء الشباب الغريبة على أذواقنا مجرد تعبير بالصوت والصورة عن رفضهم وتمردهم على ما هو سائد ومألوف.. وهل لاحظت أننا نعزل أبناءنا عن الحياة العامة.. ولهذا يعبرون عن أنفسهم بطريقتهم.. وفى مدارسنا الكلام فى السياسة عيب وقلة أدب.. والخروج فى مظاهرة جريمة تستحق السجن والتأديب.. على اعتبار أن مدارسنا خصصت فقط لألف باء.. ودراسة الحساب والكيمياء.. أما الجغرافيا والتاريخ والفلسفة والمنطق فتدخل ضمن الممنوعات والمحظورات التى لا يصح ولا يجوز الاقتراب منها!

ولا أعرف العبقرى الذى أفتى ذات يوم بأن انشغال الطاب بالسياسة حرام.. وأن وظيفة الطاب هى العلم والتحصيل فقط.. مع أن المجتمع الذى لا يسمح بالحركة الطلابية النشطة مجتمع عجوز مترهل.. والجامعة التى لا تسمح للطالب والطالبة بحرية التعبير جامعة عاجزة تعانى الشيخوخة المبكرة.. وهى أقرب إلى المدرسة الثانوية بالجرس والعصاية والزى الموحد وحضرة الناظر الذى يراقب الجميع!

ومن غير المعقول أبدا أن نسعى للجدل.. والمجتمع يموج بالتغيرات.. أن نتوقف لنعترض على بنطلون الولد أو البنت.. وعلينا أن نشجعهما من باب أولى على تعاطى السياسة والاهتمام بالمجتمع فى سن مبكرة.. سن الجموح والانطاق.. لأن المجتمع الذى يصر على عدم تفاعل الشباب مع أمور السياسة مجتمع يرجع إلى الخلف.. ولو أجبرنا الشباب والشابات على الانحياز لأفكارنا وأذواقنا وأزيائنا المحافظة.. فإننا ببساطة نفتح الأبواب والشبابيك للسلبية والتطرف والظواهر التى تقلقنا..

دع الشباب يرفض.. ودعه يعبر عن ذاته.. فهو لم يرتكب جريمة عندما رفض الأزياء التقليدية وارتدى ملابس ممزقة.. بل عبر عن رفضه وتحديه لما هو قائم ومتعارف عليه!