الثلاثاء 28 مايو 2024

القمة العربية الأوروبية بشرم الشيخ تستحوذ على عناوين الصحف الصادرة اليوم

أخبار25-2-2019 | 07:25

احتلت القمة العربية الأوروبية التي تستضيفها مدينة السلام شرم الشيخ - لليوم الثاني علي التوالي اليوم الاثنين - على عناوين صحف القاهرة ، وأشارت إلى المشاركة المكثفة من عدد من قادة دول العربية والأوروبية بالقمة ، مؤكدة أن هذه المشاركة تعكس مدي تقدير دول العالم لدور وثقل مصر في المنطقة .


وأبرزت كافة الصحف ، خاصة " الأهرام " و" الأخبار " و " الجمهورية " تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن انعقاد القمة العربية - الأوروبية الأولى ومستوى الحضور الرفيع خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين، العربية والأوروبية، يفوق ما يفرقهما، كما يعكس الاهتمام والحرص المتبادل، لدى الطرفين العربي والأوروبي، على تعزيز الحوار والتنسيق فيما بينهما بصورة جماعية، تدعيما لقنوات التواصل القائمة بالفعل على المستوى الثنائي، وأملاً فى الوصول لرؤية وتصور مشترك، لكيفية التعامل مع الأخطار والتحديات المتصاعدة، التى باتت تهدد الدول والمنطقة بعدما صار التغلب على تلك التحديات بجهود فردية أمرا يصعب تحقيقه.


وأشارت الصحف إلي أن ذلك جاء في الكلمة التى ألقاها الرئيس السيسي فى الجلسة الافتتاحية للقمة العربية ـ الأوروبية بشرم الشيخ مساء أمس ، ونقلت الصحف الكلمة التي التي رحب فيها بالضيوف المشاركين فى القمة ، وقال ،إن من دواعى سروره، أن تستضيف مصر أول قمة عربية أوروبية، وهذا ليس بغريب على مصر، التى شهد تاريخها على مدار آلاف السنين، امتزاجا فريدا بين الحضارات وتفاعلا ندر نظيره بين الشعوب.


وأضاف ، أن الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبى ارتبطت بأواصر وعلاقات تاريخية من التعاون عبر المتوسط، استندت فى متانتها وقوتها إلى اعتبارات القرب الجغرافي، والامتداد الثقافي، والمصالح المتبادلة عبر العقود، بل والقيم المشتركة والرغبة الصادقة، التى ستظل هذه الدول سويا من أجل إحلال السلام والاستقرار، ومواجهة ما يفرضه واقع اليوم من تحديات، وعلى رأسها تفاقم ظاهرة الهجرة، وتنامى خطر الإرهاب، الذى بات – مع الأسف - أداة تستخدمها بعض الدول، لإثارة الفوضى بين جيرانها، سعيا منها لتبوؤ مكانة ليست لها، على حساب أمن وسلامة المنطقة.


وأكد الرئيس، خلال كلمته، أن خطر الإرهاب البغيض بات يستشرى فى العالم كله كالوباء اللعين، سواء من خلال انتقال العناصر المتطرفة عبر الحدود من دولة إلى دولة، أو باتخاذهم بعض الدول ملاذا آمنا، لحين عودتهم لممارسة إرهابهم المقيت، أو من خلال حصولهم على الدعم والتمويل، مختبئين وراء ستار بعض الجمعيات المشبوهة، وأخيراً وليس آخراً، عبر توظيفهم لوسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، لتجنيد عناصر جديدة والتحريض على العنف والكراهية.


وقال الرئيس : «إننا اليوم فى أمَّس الحاجة، لتأكيد وحدتنا وتعاوننا أمام هذا الخطر، والوقوف صفاً واحدا ضد هذا الوباء، الذى لا يمكن تبريره تحت أى مسمي، فالإرهاب مختلف كل الاختلاف عن المعارضة السياسية السلمية، التى نقبلها جميعا كظاهرة صحية ومقوم أساسى لأى حياة سياسية سليمة» ، مضيفا أن مصر طرحت رؤية شاملة، للقضاء على خطر الإرهاب وآثاره السلبية على التمتع بحقوق الإنسان، خاصة الحق فى الحياة، وغيرها من الحقوق الراسخة، مشيرا إلى أن مصر استطاعت بالحوار والتعاون أن تربط بين هذه الرؤية والموقف الأوروبي، القائم على أهمية احترام حقوق الإنسان خلال محاربة الإرهاب، وهو ما لا نختلف عليه بل نمارسه على أرض الواقع.


وأضاف الرئيس أن هذه التحديات المشتركة تجسدت أيضاً فى بؤر الصراعات فى المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التى تمثل قضية العرب المركزية والأولي، وإحدى الجذور الرئيسية لتلك الصراعات، بما تمثله من استمرار حرمان الشعب الفلسطينى من حقوقه المشروعة، بل واستمرار إهدار حقوق الإنسان الفلسطيني، والتى يغفلها المجتمع الدولي، كما يؤجج هذا الوضع غياب الرغبة السياسية الحقيقية، نحو التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة، على الرغم من أن مرجعيات هذه التسوية باتت معروفة، وموثقة فى قرارات للشرعية الدولية عمرها من عمر الأمم المتحدة، ويتم تأكيدها وتعزيزها سنوياً، وإن طال انتظارنا لتنفيذها.


وحذر الرئيس من تداعيات استمرار هذا النزاع على كافة الدول، مشيرا إلى أنه من مفارقات هذا النزاع، أن إحلال التسوية الشاملة والعادلة، دون انتقاص لكافة حقوق الشعب الفلسطينى ووفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية، يمثل نفعا مشتركا لكافة الأطراف الإقليمية والدولية، كما سيفوت الفرصة على قوى التطرف والإرهاب، لصرف انتباه الأجيال الشابة، التى لم تعرف سوى الاحتلال والحروب، عن الالتحاق بركب التقدم والتنمية.


وأشارت الصحف إلي أن الرئيس السيسي توجه - فى ختام كلمته بالحديث إلى شعوب المنطقتين وإلى جميع الشعوب المُحبة للسلام - قائلا: «أيتها الشعوب العظيمة المحبة للسلام، أوجه لكم من هذه القمة رسالة حب وتآخ، داعياً إياكم إلى عدم الالتفات لدعاة الفرقة والكراهية، أو لهؤلاء الذين يحاولون شيطنة الغير عبر وضعهم فى قوالب، أو ادعاء الأفضلية بناءً على عرق أو جنس أو دين، فإن كل فرد منا على اختلافه، يسعى لعالم أفضل له وللأجيال من بعده، وما من سبيل لذلك، إلا من خلال التعاون، والتعلم من الآخر وقبوله، فدعونا ننطلق نحو رحاب أوسع من العمل المشترك، مستندين إلى قيم حضارتنا الإنسانية، وإلى يقيننا فى وحدة مصير جميع البشر».