الخميس 28 نوفمبر 2024

وزير الخارجية الأردني: هناك ترابط بين أمن المنطقة العربية واستقرارها وأوروبا

  • 25-2-2019 | 14:55

طباعة

أكد وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أن تاريخا طويلا من التفاعل العربي الأوروبي أثبت أن ما يجمع العالم العربي وأوروبا أكثر مما يفرقهما، وأن هناك ترابطا بين أمن المنطقة العربية واستقرارها وأمن القارة الأوروبية، وهو ما جعل من التعاون العربي الأوروبي وحل أزمات العالم العربي ضرورة لحماية أمن أوروبا ومعالجة تحدي اللجوء والهجرة المشترك. 

وأعرب الصفدي ـ خلال كلمته اليوم الإثنين في القمة العربية الأوروبية الأولى التي تعقد في شرم الشيخ ـ عن شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي على استضافة القمة وتنظيمها، وشكره لجامعة الدول العربية وللاتحاد الأوروبي على جهدهما.. كما نقل تحيات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إلى قادة الدول العربية والأوروبية المشاركين في القمة، وتمنياته أن تكون محطة فارقة على طريق تعزيز الشراكة العربية الأوروبية، التي تستند إلى تاريخ طويل من التفاعل، ويجب أن تتطور في ضوء ما يجمعهما من مصالح مشتركة.


وشدد الصفدي على أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أساس التوتر في المنطقة بما سبب ويسبب من ظلم ومعاناة وانتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني، الذي تشكل قضيته قضيتنا المركزية الأولى، مشيرا إلى حل هذا الصراع على أساس حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال، ويضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وأن هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل.

وقال وزير الخارجية الأردني" إن القدس - المدينة المقدسة عند المسلمين والمسيحين واليهود - هي كما يؤكد الوصي على مقدساتها الإسلامية والمسيحية، الملك عبد الله الثاني "مفتاح السلام"، مشددا على أن المملكة ستستمر في تكريس كل إمكاناتها لحماية المقدسات والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية.


وأضاف أن بلاده تثمن موقف الاتحاد الأوروبي الداعم لحل الدولتين وسياساته التي طالما سعت إلى تخفيف المعاناة وإيجاد الأمل، بما في ذلك إدانته الاستيطان خرقا للقانون الدولي، ودعمه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مؤكدا أن المملكة تدعم كل جهد حقيقي فاعل ينهي حال الجمود الخطرة في العملية السلمية، ويفتح الآفاق نحو السلام العادل والشامل، مشيدا بدعم الاتحاد الأوروبي أيضا للاجئين السوريين. 


وأعرب الصفدي عن أمله في أن يثمر مؤتمر بروكسل الثالث، المقرر عقده الشهر القادم، التزاما عمليا إزاء اللاجئين السوريين والدول المستضيفة لهم"، قائلا "رغم ظروفنا الاقتصادية القاسية، تستضيف المملكة مليونا وثلاثمائة ألف سوري، نشكر كل من دعم جهودنا لتوفير الخدمات الأساسية والعيش الكريم لهم، ونؤكد أهمية استمرار هذا الدعم، وأن توفير التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل للاجئين ليس واجبًا إنسانيًا فقط، بل هو تحصين لهم ضد الاستغلال من المتطرفين".


وأكد وزير الخارجية الأردني ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وفق القرار 2254، ويقبله السوريون، ويحفظ وحدة سوريا وتماسكها واستقلاليتها، ويتيح العودة الطوعية للاجئين، ويعيد لسوريا أمنها واستقرارها ودورها.

وحول الوضع في اليمن وليبيا، شدد الصفدي على ضرورة إنهاء المعاناة في اليمن عبر حل سياسي وفق القرار 2216، والمرجعيات المعتمدة، مشيرا إلى أن التزام الحوثيين باتفاق (ستوكهولم) يعد خطوة مهمة على طريق الحل، وكذلك ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة الليبية يضع ليبيا على طريق إعادة البناء.


وبشأن العراق، قال الصفدي" إن دعم العراق في مسيرة إعادة البناء والإعمار متطلب رئيسي لتدعيم استقرار المنطقة، مشيرا إلى أن العراق الشقيق حقق نصرا كبيرا على الإرهاب، وهو نصر للعرب جميعا.


وأوضح وزير الخارجية الأردني أن استقرار المنطقة يتطلب أيضا أن تقوم العلاقات الإقليمية على مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية، مشيرا إلى أن حل أزمات المنطقة يمثل أداة رئيسية في الحرب المشتركة ضد الإرهاب، مؤكدا أن بلاده ستستمر في تقديم الجهود المستهدفة للقضاء على الإرهاب، في إطار التحالف الدولي. 


واختتم الصفدي كلمته قائلا " إن الأردن يُؤمن أن في شراكتنا مصلحة مشتركة، وسيبقى شريكا فاعلا ومبادرا لتأسيس تعاون عربي أوروبي، سيزيد قدرتنا في بناء المستقبل الذي يكرس ثقافة الحوار والاعتدال، الذي يحل فيه الاستقرار محل التوتر، والأمل والفرص مكان اليأس والحرمان، ويسود فيه السلام الذي ننشد جميعا حقا لكل شعوبنا".


    الاكثر قراءة