أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء محنة الآلاف من المدنيين السوريين النازحين من آخر المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي بمنطقة الباغوز شرق دير الزور، وذلك بعد أعمال عسكرية مكثفة في المنطقة.
وقال يانس ليركا المتحدث باسم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة - خلال مؤتمر صحفي في جنيف اليوم الجمعة - إن الأسبوع الماضي وحده شهد وصول نحو 13 ألف شخص، 90% منهم من النساء والأطفال إلى مخيم الهول في محافظة الحسكة، لافتا إلى أن أوضاع الكثيرين مزرية، في الوقت الذي يتواصل فيه توافد أعداد كبيرة إلى الموقع على أساس يومي، حيث بات المخيم يستوعب ما يفوق طاقته بكثير.
وأضاف أنه ومنذ ديسمبر 2018، نزح حوالي 45 ألف شخص من منطقتي حاجين والباغوز في دير الزور، ووصلوا إلى مخيم الهول، حيث أفادوا عن حالة يائسة بالنسبة للمدنيين في المناطق التي يهربون منها، إلى جانب قتل وجرح للمدنيين وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية المدنية ونقص في الغذاء والأدوية وغيرها من الضروريات الأساسية.
ولفت المتحدث الأممي إلى وجود تقارير تفيد بأن أكثر من 84 شخصا ثلثهم من الأطفال دون سن الخامسة فقدوا حياتهم إما في الطريق أو بعد وقت قصير من وصولهم إلى مخيم الهول في وقت تم إدخال 175 طفلا إلى المستشفى بسبب التعقيدات الطبية الناجمة عن سوء التغذية الحاد الوخيم.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة ستعلن اليوم عن نظرة عامة أو تقييم للاحتياجات الإنسانية لسوريا خلال العام الجاري 2019، وذلك تمهيدا لخطة الاستجابة المشتركة التي ستعرض في مؤتمر مشترك بين الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في بروكسل من 12 إلى 14 مارس يهدف إلى جمع التبرعات لها.
وأوضح أن النظرة العامة على الاحتياجات تشير إلى أن ما يصل إلى 11.7 مليون شخص في سوريا سيحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة في العام الجاري، بما في ذلك المساعدات الغذائية وموارد الرزق والرعاية الصحية والمأوى والمياه والصرف الصحي والنظافة وتعليم الأطفال، لافتا إلى أن هناك أكثر من مليوني فتى وفتاة في الوقت الحالي خارج المدرسة في سوريا.