كان الرئيس الأمريكي الراحل تيودور روزفلت يقول انه يتعين فى المجال الجيوستراتيجي "الحديث بلطف مع حمل عصا ثقيلة". ولكن الاتحاد الأوروبي تبنى الفكرة الاولى وهى الحديث بطريقة لطيفة وتخلى عن حمل العصا الثقيلة لتكون فى قبضة حلف الأطلنطي.

 

فقد وجدت الدول الأوروبية أنه من الأفضل لها أن تحتمي بالمظلة الأمريكية الكبيرة في إطار حلف الأطلنطي وهو أمر يتيح لها تخصيص مبالغ محدودة للإنفاق العسكري ولكن ذلك أدى إلى أن يكون ثقلها العسكري أقل من ثقلها الاقتصادي، غير أن الوضع تغير الآن فيما يبدو.

 

وفى هذا السياق تساءلت صحيفة "إلباييس" الإسبانية عما إذا كان في وسع الاتحاد الأوروبي أن يتحول إلى قوة عسكرية فى عصر ترامب وبوتين.

 

وأوضحت الصحيفة أن أوروبا تسعى إلى اعتماد مبادرات للتكامل فى مجال الدفاع إلا أنه يتعين عليها لانجاز تقدم ملموس فى هذا الشأن أن تتجاوز الخلافات فى الرؤى وأن تخصص مبالغ أكبر للإنفاق العسكري مع إجراء نقاش عام واسع.

 

وهناك سببين يدفعان فى اتجاه هذا التطور، السبب الأول فهو الفتور المفاجئ فى العلاقات بين أوروبا والولايات المتحدة فى عهد ترامب حيث باتت أوروبا تدرك أنه لم يعد فى وسعها الاعتماد على الحماية الأمريكية مثلما ظل عليه الحال طوال السنوات السبعين الماضية.

 

أما السبب الثانى فهو سلوك روسيا واحتمالات انهيار اتفاقيات الرقابة على الأسلحة وهو أمر يمكن أن يغير الوضع الإستراتيجي فى أوروبا تغييرا جذريا.