أعرب مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، عن تفاؤله بتحقيق الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري للنجاح المنشود، طالما أن جميع أعضائها يضعون مصلحة لبنان فوق أي اعتبار، مشيرا إلى أن الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يشهدها لبنان كبيرة للغاية، وتقتضي وضع الكيدية السياسة جانبا، وتقديم العمل الحكومي الجاد الذي يستنهض لبنان ومواطنيه.
جاء ذلك في تصريح أدلى به مفتي لبنان عقب لقاء عقده مع رئيس الوزراء سعد الحريري، ظهر اليوم الاثنين، بالسراي الحكومي (رئاسة الحكومة) .
وقال المفتي دريان: "أتمنى أن يكون هناك الانسجام اللازم بين أعضاء الحكومة من أجل حل الأزمات الكبيرة والمتراكمة في لبنان، والتي تهم المواطنين بشكل أساسي".. مشددًا على ضرورة إعطاء الأولوية لاستنهاض لبنان ومعالجة هموم ومشاكل المواطنين، ووضع مصلحة البلاد قبل أية اعتبارات أخرى.
وأشار إلى موضوع محاربة الفساد هو أمر مهم وضروري "طالما نحن نسعى لإقامة الدولة العادلة القوية".. لافتا إلى أن هذا الملف يجب أن يعالج ضمن أطر مؤسسات الدولة، وأن الهيئات الرقابية وهيئات محاسبة عليها أن تقوم بواجباتها في هذا الصدد.
وأكد مفتي الجمهورية اللبنانية رفضه القاطع استخدام موضوع مكافحة الفساد في المزايدات أو النيل السياسي.
وأوضح قائلا: "أقول وهذه رسالة واضحة.. رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة هو خط أحمر، لأنه رجل دولة بامتياز، وهو الذي أعاد إلى مالية الدولة الشفافية والمصداقية، ورد في مؤتمره الصحفي على كل الاتهامات والافتراءات والأكاذيب وكان موفقا جدا.. أنا أقول إن فؤاد السنيورة هو قيمة وقامة كبيرة، نحن نعتز بها وندافع عنها ضد أي افتراء".
جدير بالذكر أن (حزب الله) كان قد أطلق عبر أحد نوابه بمجلس النواب، حملة ضد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، قال فيها إن الحكومة أنفقت خلال الأعوام 2006 إلى 2009 (إبان رئاسة السنيورة) مبلغ 11 مليار دولار أمريكي دون مستندات وعلى نحو يمثل فسادا وإهدارا للمال العام.
وعقّب السنيورة خلال مؤتمر صحفي عقده قبل عدة أيام، مؤكدا أن كافة الأموال التي أشار إليها نائب حزب الله، أنفقت بما يتفق مع الأصول وأحكام الدستور والقوانين المالية وبعد مراجعة الجهات الرقابية، وبما يؤمن تسيير المرافق العامة وتلبية حاجات الدولة والمواطنين، واستعرض خلال المؤتمر مجموعة من الجداول والمستندات والبيانات الإحصائية التي تشير إلى أوجه الإنفاق لذلك المبلغ.
واعتبرت أوساط سياسية بتيار المستقبل وقوى (14 آذار) السياسية المناهضة لحزب الله، أن الحملة التي يقودها الحزب مؤخرًا، تستهدف – بطريق غير مباشر – النيل من رئيس الوزراء سعد الحريري والضغط عليه سياسيًا، خاصة وأن فؤاد السنيورة يعد أحد كبار السياسيين المقربين من الحريري وتياره السياسي.