اعتبر وزير الإعلام اللبناني جمال الجراح أن هناك محاولة لاستهداف فريق سياسي ومرحلة سياسية بالكامل تقوم بها جهة بعينها عبر طرح موضوع مكافحة الفساد في لبنان واستهداف رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة.. مشددا على أن هذه الجهة ليس لها الأهلية العلمية ولا الأخلاقية لتستهدف غيرها بموضوع الفساد، في إشارة إلى (حزب الله) دون أن يسميه بشكل مباشر.
وقال الوزير - في تصريح اليوم الثلاثاء عقب لقاء عقده مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان - "هذه الفئة معروفة بعدم مصداقيتها ، وبالتالي فإن اللبنانيين يعرفون ما هي الخلفيات السياسية لهذا الاستهداف".
وأضاف "بكل الأحوال، المستندات والأرقام أصبحت في ديوان المحاسبة، وقد ترسل إلى المجلس النيابي، وعندها نتعامل مع الأرقام وليس مع الشعر ولا مع الاستهداف ولا مع التجني، نتعامل مع الأرقام وسيظهر للرأي العام اللبناني أن كل قرش وكل ليرة صرفت من مبلغ الـ 11 مليار دولار، قد صرفت بمستند قانوني وبالمكان الصحيح".
وكان (حزب الله) قد أطلق عبر أحد نوابه بمجلس النواب حملة ضد رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، قال فيها إن الحكومة أنفقت خلال الأعوام 2006 إلى 2009 (إبان رئاسة السنيورة) مبلغ 11 مليار دولار أمريكي دون مستندات وعلى نحو يمثل فسادا وإهدارا للمال العام.
وعقّب السنيورة خلال مؤتمر صحفي عقده قبل عدة أيام، مؤكدا أن كافة الأموال التي أشار إليها نائب حزب الله، أنفقت بما يتفق مع الأصول وأحكام الدستور والقوانين المالية وبعد مراجعة الجهات الرقابية والمحاسبية، وبما يؤمن تسيير المرافق العامة وتلبية حاجات الدولة والمواطنين، واستعرض خلال المؤتمر مجموعة من الجداول والمستندات والبيانات الإحصائية التي تشير إلى أوجه الإنفاق لذلك المبلغ.
كما تلقى السنيورة دعما قويا من مفتي الجمهورية اللبنانية، والذي أعرب بالأمس في تصريح له عقب لقاء عقده مع الحريري، عن رفضه القاطع استخدام موضوع مكافحة الفساد في المزايدات أو النيل السياسي، مضيفا: "هذه رسالة واضحة.. رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة هو خط أحمر، لأنه رجل دولة بامتياز، وهو الذي أعاد إلى مالية الدولة الشفافية والمصداقية".
واعتبرت أوساط سياسية بتيار المستقبل وقوى المناهضة لحزب الله، أن الحملة التي يقودها الحزب مؤخرا، تستهدف – بطريق غير مباشر – النيل من رئيس الوزراء سعد الحريري والضغط عليه سياسيا، خاصة وأن فؤاد السنيورة يعد أحد كبار السياسيين المقربين من الحريري وتياره السياسي.