الشوادفي:إنشاء الهيئة يسهم في وضع سياسة
للاستثمار في القارة السمراء
أبو زيد: وجود هيئة مستقلة لزيادة الاستثمارات
لإفريقيا يمكن دول القارة من تحقيق التنمية
طالب الدكتور محمد خضير رئيس هيئة الاستثمار
السابق، بضرورة إنشاء هيئة عامة مستقلة للاستثمار في أفريقيا و مركز القاهرة الإفريقي
للخدمات المالية على نمط مركز دبي المالي يكون له دور فعال في إنشاء مظلة جديدة تجمع
العمل المالي في أفريقيا من خلال تنظيم خاص
قال الدكتور محمد الشوادفي استاذ الاقتصاد
بجامعة الزقازيق، إن مقترح انشاء هيئة عامة مستقلة للاستثمار في افريقيا فكرة جيدة،لافتا
إلى أن انشاء هذه الهيئة سيساعد بشكل كبير على وضع سياسة للاستثمار في القارة الافريقية.
وأضاف استاذ الاقتصاد في تصريحات ل"الهلال
اليوم"، أن السوق الافريقية هي سوق بكر
به اكثر من مليار مواطن، ومصر تستهدف خلال رئاستها للاتحاد الافريقي احداث التنمية
من خلال جذب الاستثمارات الأجنبية للقارة.
وأشار الشوادفي إلى أن القارة الإفريقية
قادرة على تسويق استثماراتها بإعتبارها من أكبر المناطق التي يتوفر بها مواد طبيعية
غير مستغلة، لذلك فهي تمتلك العديد من الفرض الاستثمارية الكبيرة.
هيئة مستقلة
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى أبو زيد مدير
مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية والخبير الاقتصادي، إن إنشاء هيئة عامة مستقلة للاستثمار في إفريقيا مقترح
في غاية الأهمية.
وأضاف أبو زيد في تصريحات ل"الهلال
اليوم"، أن هذه الخطوة ستكون ضرورية لتوحيد
كافة الجهود الرامية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة فى ضوء اجندة التنمية المستدامة
٢٠٦٣ لقارة افريقيا .
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن وجود هيئة مستقلة تختص بزيادة الاستثمار المباشر
للقارة من خلال توحيد الآليات والرؤى والخطط من خلال وجود خريطة استثمارية متكاملة
بالفرص الاستثمارية للدول الافريقية بما يهدف إلى استغلال وتنمية الموارد والميزات
التنافسية التى تمكن الدول الافريقية من تحقيق التنمية وزيادة معدلات النمو وتوفير
فرص تشغيلية للافراد.
مشروعات بنية تحتية
وقال محمد خضير، إن هذا هو الوقت المناسب لإنشاء تلك الهيئة،
تأسيسا على ما حققته سياسة مصر الخارجية من إنجازات، باحترافية وحنكة شديدة، على مستوى
الملف الإفريقي، حيث أصبح موقع مصر في أفريقيا مغاير تماماً عما كان عليه في العقود
المنصرمة واستردت مصر جزء كبير من مكانتها في أفريقيا
وأوضح «خضير»، أنه يمكن إيجاز الفرص المشتركة
لمصر وأشقائها في القارة إذا ما نظرنا إلى طبيعة التحديات الكائنة بالقارة والتي تعيقها
البنية التحتية والنفاذ بين دول القارة، ومن ثم فإن القارة الإفريقية تحتاج إلى مشروعات
بنية تحتية طموحة تتشارك فيها دول القارة مثل "طريق القاهرة كيب تاون" وتصدير
الطاقة وتوصيل الكهرباء بين دول القارة
وأكد أنه على دول القارة العمل المشترك
في المجال الاقتصادي لتحقيق نمو احتوائي تتم فيه مشروعات مشتركة بين الأشقاء في القارة
تعظم القيمة التنافسية لدول القارة المشتركة بما يدعم تحقيق التكامل الاقتصادي
وأشار «خضير»، إلى أنه يمكن أن تكون مصر
مركزاً إقليمياً للصناعات الكيماوية داخل القارة، بينما تقدم كينيا مواداً أولية تحتاجها
مصر والعكس في مجالات أخرى من خلال إتفاقيات التبادل التجاري المعقودة بين دول القارة
وإتفاقية التكتلات
كما طالب رئيس هيئة الاستثمار السابق، بضرورة
لعب البنوك دورا جوهريا في التنمية داخل القارة، مشيراً إلى أن إيرادات البنوك
"وفق التقرير الذي أصدرته مجموعة مكينزي للاستشارات في عام 2018 عن نشاط البنوك
في أفريقيا"، بلغت 86 مليار دولار في 2018، ومن المتوقع أن تصل لما يقارب الـ
129 مليار دولار بحلول العام 2022.
وأوضح «خضير»، أن هذا الدور الجوهري الذي
تلعبه البنوك لتحقيق التنمية داخل قارتنا الإفريقية بدا جليا أنه محور إهتمام جمعية
البنوك المركزية الإفريقية برئاسة مصر، فقد شهدنا اهتمام جدير بالملاحظة بدور البنوك
في دعم التنمية والتصدي لتحديات المدفوعات والضمانات اللازمة لعقد صفقات أكبر تعظم
التبادل التجاري بين دول القارة.
وفي نفس السياق، قال: "فالبنوك باعتبارها
عصب الاقتصاد يجب عليها النفاذ بصورة أكبر للمستهلكين من النسبة الحالية (ما بين 5
فروع لكل مائة ألف مواطن كمتوسط بالقارة و17 فرع كمتوسط للدول ذات الناتج القومي الأكبر
وتشمل مصر وجنوب أفريقيا وفق تقرير مكنزي ذاته) لأن في ذلك نفاذ للأسواق غير الرسمية
ودعما للشمول المالي وحثا على الوصول للأفراد ويمكن أن يدعم المشروعات الريادية والصغيرة
والمتوسطة والتي يجب أن يستمر تعظيم دورها لخدمة اقتصاديات دول القارة لرفع كفاءة تنافسيتها".
وأشار إلى أن أهم المجالات التي تتيح فرص
غير محدودة، هو الإبتكار ومجالات التكنولوجيا الحديثة، فقد تجد اقتصاديات دول القارة
مخرجاً لها في التصدي إلى تحدي المدفوعات من خلال تكنولوجيا الـ Blockchain لذلك فيجب تعظيم الإستثمارات في التكنولوجيا الحديثة حتى لا يفوتنا هذا
الركب الذي قد يكون فيه أحد المفاتيح الهامة لمستقبل أفضل لقارتنا.
واختتم رئيس هيئة الاستثمار السابق، أنه
لعل دور مصر المستنهض في القارة ورئاستها الحالية للاتحاد الإفريقي، يفتحا مجالاً لتعاون
مثمر وبحث مشترك من خلال ورش عمل وجلسات عصف ذهني للخروج بخطوات وبرامج عمل تستكمل
ما تم الاتفاق عليه بين قادة القارة وتعكسه في المجالات المتنوعة، من خلال قادة الرأي
في الأفرع الاقتصادية المختلفة.