في مثل هذا اليوم من كل عام، تحتفل
كل الدول بيوم المرأة العالمي، والذي يعد رمزا لنضال السيدات وعرفانا بدورها في
المجتمعات، بعد تظاهرات عديدة انطلقت في القرن التاسع عشر رفضا للظروف غير
الإنسانية في العمل.
وفي 8 مارس 1908، خرج الآلاف من عاملات
النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز
اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك
شعار "خبز وورود"، ولذلك خصص هذا اليوم للمرأة الأمريكية وامتد التخصيص إلى
مختلف دول العالم بعد دعوة الأمم المتحدة.
وبالتزامن مع هذا الاحتفال، أكد
خبراء أن وضع المرأة المصرية في الوقت الراهن في تقدم في ظل حرص القيادة السياسية
على تمكينها، موضحين أن المصريات دائما ما خرجن لنصرة مجتمعهن وتجلى ذلك خلال ثورة
1919 وفي الأعوام الثمانية الماضية والتي كانت فيهم النساء حاميات للمجتمع من
التدهور.
وفي تصريحات سابقة له، أكد الرئيس عبد
الفتاح السيسي، أن الدولة وضعت خطة كاملة لتمكين المرأة في إطار إستراتيجية الدولة
2030 مع وجود آليات تضمن تنفيذها بالكامل وعلى الوجه الأكمل، مؤكدا أن تمثيل
المرأة بنحو 20% من الحكومة الحالية، كما تمثلت منصب المحافظ للمرة الأولى، كما يوجد
نسبة كبيرة غير مسبوقة في البرلمان، ليس عطفا على المرأة أو مجاملة لها، ولكن هذه المناصب
وصلوا إليها بجهدهم الذاتي.
عصر متقدم
في البداية، تقول الدكتورة عبلة إبراهيم،
رئيس إدارة المرأة والطفل بجامعة الدول العربية سابقا، إنه بالتزامن مع الاحتفال
باليوم العالمي للمرأة، تعيش السيدات المصريات الآن عصرا متقدما مقارنة بالعصور
السابقة في ظل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بقضاياها، مضيفة أن الرئيس خصص
عاما للمرأة كما أن هناك 8 وزيرات يتولين المسئولين في حقائب وزارية حيوية وهي
خطوة غير مسبوقة.
وأوضحت إبراهيم، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن هذا الاهتمام الكبير بتمكين المرأة من قبل القيادة
السياسية انعكس على الأسرة وكافة فئات الشعب، فأصبح هناك زيادة في الوعي والاهتمام
بتعليم الفتيات وعدم زواجهن في سن صغير، والوضع يسير للأفضل في ظل تشجيع الرئيس
لذلك.
وأشارت إلى أن أوضاع المرأة تحسنت وأصبحن
يحصلن على حقوقهن سواء في النفقة أو الحضانة أمام محاكم الأسرة والتي تضم قاضيات،
وكذلك بإمكانهن الالتحاق بتخصصات بكليات الشرطة
والقوات المسلحة، كما أن المرأة أصبحت تتولى مناصب عمدة ورئيس مدينة.
وأضافت أن المجتمع يحتاج إلى زيادة
الاهتمام بأوضاع المرأة في الريف والقرى والعشوائيات، وخاصة أن بعض الأسر تلجأ
لتشغيل الفتيات ويصبحن مصدرا للدخل لأسرهن، وهو أمر يحتاج إلى مزيد من الجهود،
مضيفة
وأكدت أن المرأة العربية أيضا قادت
التقدم في دولها، ففي الأردن هناك نماذج لوزيرات ناجحات، مضيفة أنه مع ما تحقق من
تقدم يأمل الجميع في المزيد من دعم المرأة في مراكز أخرى كالعلوم والفنون.
القيادة السياسية حريصة على
تمكينها
من جانبها، قالت الدكتورة هدى
زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الزقازيق، إن اليوم العالي للمرأة هو
تذكير للعالم بدور السيدات في المجتمع ومدى الظلم الذي تعرضن له من أصحاب العمل ما
أدى لخروج العاملات في مظاهرات في نيويورك للمطالبة بحقوقهن، وتحول ذلك اليوم إلى رمز
لنضال النساء.
وأوضحت زكريا، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن المرأة المصرية دائما ما تحركت لنصرة مجتمعها، ففي
ثورة 1919 وبالتزامن مع ذكراها المئوية خلال مارس الجاري، نجدها قد خرجت في مسيرات
ضد الاحتلال الإنجليزي والمطالبة باستقلال مصر، مشيرة إلى أن النساء أيضا كانت حاميات
المجتمع خلال السنوات الماضية بعد 2011.
وأشارت إلى أن الوقت الحالي يمثل
نوعا من العدالة لحقوق المرأة في ظل ما حاولت الجماعات الإسلامية الترويج له من
رؤية رجعية بأفكار لا تعترف بمكانة المرأة، مضيفة إن دعم القيادة السياسية للمرأة
ملموس وهناك اهتمام بوضعها في المناصب القيادية اللائقة وتمكينها، وهو توجه ينبغي
أن تطبقه كل مؤسسات الدولة.
وأكدت أنه على المنابر الإعلامية
أو التربوية أو الدينية كالمساجد والكنائس أن تدعم توجه القيادة السياسية في
مناصرة المرأة، موضحة أن الحركات النسائية المصرية والعالمية لعبت دورا في إثارة
الانتباه لأوضاع المرأة، حيث كانت هدى شعراوي هي من أثارت قضية القوانين الظالمة
للمرأة وتبنت النضال لتحسين أوضاعها.