السبت 18 مايو 2024

«عم ناصر» أقدم طرابيشي في مصر: «فيسبوك» أنقذ الصناعة من الانقراض

1-4-2017 | 20:21

 حوار: يارا حلمي

  • الأجانب أبرز زبائني وأبناء الشام عملاء دائمين
  • الطربوش زمان هيبة ودلوقتي حلية تاريخية

داخل دكان صغير بأحد أزقة شارع الغورية، أقدم شوارع المحروسة، يقبع عم ناصر، آخر سلالة صناع الطرابيش في مصر.

أدواته تدل على الزمن العتيق الذي جاءت منه مهنته، وتكشف عن مدى المهارة التي كان يتمتع بها صناع غطاء الرأس الأثير لدى المصريين.

«الهلال اليوم»، التقت العم ناصر الطرابيشي، الذي حكى تجربته مع الطرابيش، وكشف عن أبرز زبائنه على مر العقود الماضية، وكذلك نظرته لهذه المهنة التي أوشكت على الانقراض حاليا، وسر تمسكه بها.

كيف ترى صناعة الطرابيش الآن؟

الطربوش زمان كان رمزا للأفندي، وكان الرجل لا يخرج من بيته دون، أن يرتديه، وكان من العيب أن يلتقي الرجل، منذ بلوغه مرحلة الشباب، من هم أكبر منه سنا، أو مقاما، دون أن يكون رأسه مغطى بالطربوش، وظل الحال كذلك، إلى أن اندلعت ثورة يوليو 1952، وجرت معها تغييرات كبيرة على المجتمع، كان من بينها إلغاء الرتب المدنية، والطربوش، باعتباره من رموز العهد البائد، ورغم ذلك بقي الأزهريون، وقراء القرآن، حريصة على تغطية رؤوسهم بارتداء، الطربوش المغطى بالشال الأبيض، والذي يعرف بالعمامة.

ومن أهم زبائن الطربوش حاليا؟

رغم تراجع الصناعة هذه الأيام، إلا أننا ما زلنا نصنع الطرابيش، لكن هذه المرة للأجانب، والسائحين، الأجانب، والعرب، وبخاصة أبناء الشام.

ولماذا يشتري أهل الشام الطربوش من مصر رغم وجوده لديهم؟

الطربوش، أصله تركي، وألباني، لكن أهل الشام، والأتراك، أنفسهم يشترونه من مصر؛ لأن صناعته حرفة يدوية، يتقنها المصريون، الذين يبدعون في الحرف اليدوية دون غيرهم، ونحن لا نستخدم في صناعة الطربوش، سوى ماكينة واحدة؛ لأن الأساس فيه العمل اليدوي، والماكينة التي نستخدمها في إحدى خطوات الصناعة الأثرية بالأساس، لأن عمرها 600 عام.

متى بدأت العمل في هذه الحرفة؟

بدأت العمل في صناعة الطرابيش، منذ 44عاما، وكنت حينها في العاشرة من العمر، وعملت مع 7 صنايعية، آخرين،ن هم أساس المهنة في الغورية، وكان لنا ساحة تضمنا جميعا، تعلمت الصنعة من وجودي فيها، ويعتبرني العملاء آخر سلالة الطرابيشية القديمة، لذلك حرصت على تعليم اثنين من أبنائي الحرفة، إيمانا مني بأنها مسؤولية، يجب الحفاظ عليها من الانقراض.

من أين تأتي بالخامات التي تعمل بها؟

كل الخامات التي استخدمها في الطرابيش، والعمامات أشتريها من داخل مصر، ولا أستورد أي منها، فأساس العمل هو الخوص، وأشتريه من رشيد، ويكون مغزولا بطريقة الضفيرة، ثم يتم كبسه في الماكينة المخصصة لذلك؛ ليخرج إما في شكل الطربوش، وعمامة، ثم أكسوه من الداخل والخارج بالأقمشة، التي أشتريها من بمصنع معين في منطقة صقر قريش.

هناك أكثر من شكل للعمامة والطربوش فمن هم مستخدمو كل شكل منها؟

القارئ يرتدي عمامة لونها أحمر فاتح، وبها زر لبني اللون، وتُحلّى من طرفها بشال أبيض شرائح، بينما يرتدي العمامة قاتمة اللون، كل من الواعظين، والطلاب، والأساتذة، بالمعاهد الأزهرية، وشيوخ الجامع، ورجال المنابر، في حين كان يرتدي الموظف، أو الأفندي، طربوشا أحمر اللون، ومستدير وقاتم اللون، مُحلَّى بزر أسود، وهو ما يشتريه الأجانب حاليا، أما الطرابيش الملونة فصنعناها للسيدات، والفتيات الأجانب.

هل يأتيك زبائن جُدد؟

الزبائن القدامى أسسوا لي صفحة على فيسبوك، يعرضون عليها صور العمامات والطرابيش، وصورا أخرى لي خلال العمل، ويحرصون على عرض كل جديد، مما يسهم في زيادة زبائني، خصوصا من الأجانب.

    الاكثر قراءة