شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد، فعاليات الندوة التثقيفية الثلاثين للقوات المسلحة بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات، وذلك بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد.
وحضر الندوة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وبدأت فعاليات الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارىء الشيخ أحمد تميم المراغي، وعقب ذلك عرض فيلم تسجيلي من إنتاج إدارة الشئون المعنوية بعنوان "سلام الشهيد".
وعقب ذلك ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف كلمة أكد فيها أن الشهداء الحقيقيين هم من يدافعون عن وطنهم ضد كل معتد ويدفعون أرواحهم فداء لأهله وأرضه وبحره وسمائه، وليس هؤلاء الذي يروعون أهل وطنهم ويهددون أمنهم وأمانهم ويسعون في الأرض فسادا.
وأضاف وزير الأوقاف" إن أهم ما يجب أن نبينه للعالم هو تحديد مفهوم الشهادة ومن هو شهيد الحق ومن هو قتيل الباطل، موضحا أن الجماعات الإرهابية الضالة تستخدم ذات النصوص التي تتحدث عن منزلة الشهيد، وللأسف تستخدم نفس الآيات والأحاديث..محرفة الكلم عن مواضعه، وهؤلاء الإرهابيون يقتلون ويذبحون ويمثلون بالبشر وللأسف باسم الإسلام وتحت راية القرآن، والإسلام والقرآن بريئان من كل ذلك".
وأكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الدول لا يبنيها إلا عظماء النفوس والهمم، وأن من واجبات المسلمين الوفاء والإخلاص للوطن والدفاع عنه بكل قوة، وأن الوطن أولى وأعز.
وقال جمعة في كلمته - خلال الندوة التثقيفية الثلاثين للقوات المسلحة التي تعقد بمركز المنارة الدولي للمؤتمرات بمناسبة يوم الشهيد -"
"إن حب الأوطان من الإيمان، وذلك ما تؤيده العقيدة الإسلامية والسنة النبوية وسائر الملل، بل ويتفق عليه كل أصحاب العقول السليمة..فالحفاظ على الأوطان من صميم مقاصد الأديان، فلا يوجد وطني شريف غير مستعد لفداء وطنه".
وأكد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أن للشهداء الحقيقيين الذين يبذلون أنفسهم في سبيل وطنهم، مكانة عظيمة عند الله، فهم ليسوا أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون.
ووجه كل التحية والتقدير للقوات المسلحة الباسلة والشرطة الوطنية على ما يقدمونه من تضحيات غالية، في سبيل الحفاظ على كل ذرة من ثرى الوطن، موجها التحية أيضا إلى والد كل شهيد وأم وزوجة كل شهيد، مؤكدا أنه يبشر زوجة كل شهيد بوصية النبي صلى الله عليه وسلم بمجاورتها له في الجنة.
وأشار إلى أن رعاية أسر الشهداء واحتضانهم مجتمعيا ستعود بالنفع عليهم بالتأكيد، وأنه لا يوجد أعز على المجتمع ممن ضحى بنفسه في سبيله.
ووجه وزير الأوقاف التحية للرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي فتح أمامنا باب الاجتهاد والتجديد واسعا، لنعيد قراءة تراثنا الفكري والفقهي قراءة عصرية في إطار الحفاظ على الثوابت، مؤكدا أن التجديد سنة كونية، مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم" يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها" .
وقال الدكتور جمعة إن المجدد قد يكون عالما فقيها أو قد يكون حاكما عادلا وقد يكون قائدا مصلحا وقد تكون مؤسسة وقد يكون ذلك كله.
ودعا إلى الشهداء من أبناء رجال القوات المسلحة ورجال الشرطة، وكل من ضحى بنفسه في سبيل مصر وتحقيق أمنها وأمن وسلامة البشرية جمعاء، سائلا الله عز وجل أن يسكنهم جميعا فسيح جناته.
وقال هيكل - خلال الندوة التثقيفية الثلاثين للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد - " إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث كثيرا عن قضية الوعي في المجتمع المصري، مشيرا إلى أن الوعي الحقيقي يكون إدراكا سليما للأشياء واتصالا دائما بالمتغيرات من حولنا، أما الوعي الزائف فيعبر عن أفكار هدامة لا تتفق مع قيم وأخلاق مجتمعنا، ولا يهمنا هنا إذا كان غياب الوعي ناتجا عن جهل أو عن خيانة، إلا أن النتيجة في الحالتين واحدة ودائما تكون خصما من الأمن القومي للدولة".
وأضاف" لدينا عوامل كثيرة تؤثر بالتأكيد على حالة الوعي العامة للمجتمع ترتبط بعضها البعض..أولها الانفجار السكاني الرهيب الذي يهدد موارد الدولة واقتصادها وهو نتيجة لانخفاض مستوى الوعي، وهي دائرة مغلقة لابد من كسرها..وثانيها هو اتساع الفوارق الثقافية بين فئات المجتمع وهو أثر مرتبط بالنمو السكاني..وثالثا تفاوت في الثوابت والقيم في المجتمع الواحد على عكس ما كنا قبل ثلاثة عقود أو أكثر حينما كان المجتمع لديه ذات القيم والثوابت، وأخيرا مشكلات التعليم والتي تراكمت لعدة عقود، مؤكدا أن التعليم هو الركيزة الأساسية للوعي.
وتابع" إنه انطلاقا من هذه العوامل نحدد مؤسسات بناء المجتمع، وبناء الوعي كما يلي..المؤسسات التعليمية بشقيها الجامعي وقبل الجامعي، موضحا أنه على مستوى التعليم قبل الجامعي لدينا نحو 53 ألف مدرسة تضم 21 مليون طالب يتلقوا التعليم على أكثر من مليون مدرس، أما على مستوى التعليم الجامعي فلدينا نحو 24 جامعة حكومية و26 جامعة خاصة و203 معاهد حكومية وخاصة تضم أكثر من 3 ملايين طالب يتلقون العلم من قبل نحو 120 ألف عضو هيئة تدريس بخلاف جامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية، وهي منظومة ضخمة للغاية ولا يتصور عاقل أن الكل فيها على ذات الدرجة من الوعي".
وأضاف" إن التعليم صناعة كبرى، وإن لم تنته بمواطن قادر على الفرز والتفرقة بين الصواب والخطأ وقادر على اتخاذ القرار السليم ولديه الوعي الكافي، فستنشأ لدينا مشكلة في المستقبل".
وقال أسامة هيكل رئيس لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب ووزير الإعلام الأسبق، " إن إصلاح التعليم عملية شاقة وصعبة ونتائجها لا تظهر إلى بعد سنوات طويلة، وعلينا أن نثابر لأن أية عملية إصلاح في أي مجال يوجد أمامها مقاومة عنيفة".
وأضاف" إن المؤسسات الدينية (الأزهر والأوقاف والكنيسة)، يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة في تعليم صحيح الدين لمواجهة مشكلة التطرف داخل المجتمع، وهناك دور كبير للمؤسسات الثقافية والشبابية في ربط الشباب بالمجتمع على مختلف المستويات، وخلق الوعي لديهم".
وأشار هيكل إلى وجود 20 محطة تلفزيون حكومية و76 إذاعة محلية موجهة وغير موجهة و18 قناة مصرية خاصة بالإضافة 48 إصدار صحفي حكومي بخلاف الصحف الخاصة ومئات القنوات الأجنبية.
وقال" عندما كان الإعلام تقليديا يعتمد على مرسل ومستقبل كان الأمر سهلا، لم يكن هناك اختراق لقيم المجتمع المصري وانتهاك لعاداته وتقاليده، ومنذ بداية التسعينات أصبح الإعلام غير تقليدي وانطلقت الأقمار الصناعية لتبث إرسال القنوات الفضائية على مساحات شاسعة من الكرة الأرضية؛ ما أدى إلى اختفاء الحدود السياسية للدول على المستوى الإعلامي واختلطت القيم بين مختلف الدول".
وأضاف" إن النقلة الكبرى كانت مع التوسع في استخدام الإنترنت وظهور فرع جديد من الإعلام يطلق عليه الإعلام الإلكتروني والذي يتميز بسرعة انتشار غير مسبوقة".
وأوضح هيكل، أن الإذاعة استغرقت 38 عاما لكي تصل إلى 50 مليون مستمع، واستمر التليفزيون 13 سنة ليصل إلى 50 مليون مشاهد ، ولكن الإنترنت استمر 4 سنوات كي يصل إلى 50 مليون نسمة.
وقال أسامة هيكل رئيس لجنة الإعلام والثقافة والآثار بمجلس النواب ووزير الإعلام الأسبق،" إن وسائل التواصل أصبحت تستخدم كوسائل إعلام بالمخالفة لكل قواعد المهنية..مشيرا إلى إحصائية تكشف حجم وخطورة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أن هناك 4 مليارات مستخدم للإنترنت على مستوى العالم".
وأضاف" إن التوسع في استخدام الانترنت له مظاهر إيجابية كثيرة، ولكنها أفرزت سلبيات خاصة في الدول التي ينخفض فيها مستوى الوعي، وأدى التطور في وسائل الإعلام إلى ظواهر خطيرة على المستوى الإعلامي والاجتماعي، ولها أثر في تضليل الرأي العام".
وأوضح أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل سنشهد ما يسمى بالتلفزيون التفاعلي الذي بدأ استخدامه في العالم منذ سنوات وعلى وشك الانتشار في مصر وهو مزج بين مواصفات الكمبيوتر والتلفزيون وقتها لم يكن هناك تزامنا بين موعد البث ووقت المشاهدة .
وشدد على ضرورة رفع الوعي لدى المواطنين، وخاصة لمن يتركون عقولهم لتأثير هذا الإعلام الجديد، وحمل الأسرة والمدرسة والجامعة والمجتمع، مسؤولية تنمية الوعي للأجيال القادمة، قائلا" إن الوعي الحقيقي عند المجتمع لا يتوقف عند مرحلة زمنية معينة بل يتطور بتطور الزمان..مؤكدا أن رفع الوعي لدى المجتمع هو السلاح الرئيسي لمواجهة التطرف والإرهاب، والطريق لحماية الأمن القومي المصري.