اعتبر رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، أن "حزب الله" يخوض معركة تحت شعار النزاهة ومحاربة الفساد مستهدفا التشويش على اللبنانيين وأوجه الإصلاح الحقيقي التي ينبغي اتباعها، مؤكدا أن الحزب يحاول اكتساب ثقة لا يتمتع بها جراء ممارساته.
جاء ذلك في تصريح أدلى به السنيورة عقب لقاء عقده مع رئيس الوزراء السابق تمام سلام، اليوم الإثنين.
وأكد رئيس الحكومة الأسبق ثقته المطلقة في القرارات المالية التي اتخذها إبان توليه وزارة المالية ثم رئاسة الوزراء، مشددا على أن تلك القرارات كانت تستهدف الصالح العام ووضع الدولة اللبنانية على المسارات المالية والاقتصادية الصحيحة.
وقال إنه سبق وأرسل في مايو عام 2006 مشروع قانون إلى المجلس النيابي، يخضع جميع حسابات الدولة اللبنانية للتدقيق من قبل مؤسسات دولية، حرصا على التدقيق وألا تكون هناك حصانة لأي مسئول عن الرقابة والتدقيق، داعيا إلى أن تكون مؤسسات الدولة تتعامل بحيادية وألا يتم استغلال إدارات ومؤسسات الدولة للنيل من الآخرين.
من جانبه، اعتبر رئيس الحكومة السابق تمام سلام، أن السنيورة تعرض لاستهداف أزعج الجميع، مؤكدا أنه شخصية وطنية وليس في حاجة لحصانة نيابية أو طائفية أو سياسية من أي جهة، وأنه كان نموذجا للأداء الشفاف المنضبط في ما يتعلق بالمال العام.
وأشار إلى أن لبنان يشهد في الوقت الراهن صراعات ومزايدات غير لائقة في معالجة ملفات مهمة مثل ملف الفساد، في وقت يتطلع فيه الجميع إلى الحكومة الجديدة لانتشال لبنان من أزماته.
وكان حزب الله قد شن في الآونة الأخيرة حملة كبيرة على فؤاد السنيورة كما هاجم السياسات المالية المتبعة في البلاد منذ عام 1993 (إبان رئاسة حكومة رفيق الحريري).. مشيرا إلى أن السنيورة أنفق 11 مليار دولار أمريكي خارج إطار الموازنة العامة للدولة ودون مستندات رسمية، على نحو يمثل إهدارا للمال العام وينطوي على فساد مالي على حد تعبيره.
وعقّب السنيورة خلال مؤتمر صحفي عقده مؤخرا، مؤكدا أن كافة الأموال التي أشار إليها حزب الله، أُنفقت بما يتفق مع الأصول وأحكام الدستور والقوانين المالية وبعد مراجعة الجهات الرقابية والمحاسبية، وبما يؤمن تسيير المرافق العامة وتلبية حاجات الدولة والمواطنين، واستعرض خلال المؤتمر مجموعة من الجداول والمستندات والبيانات الإحصائية التي تشير إلى أوجه الإنفاق لذلك المبلغ.