أكد سفير مصر لدى الولايات المتحدة الأمريكية ياسر رضا، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى واشنطن تمثل مرحلة جديدة في العلاقات المشتركة، سيسجلها التاريخ نظرا لأهميتها البالغة في مسيرة العلاقات بين البلدين.
وأضاف رضا، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن أهمية الزيارة تتجسد في كونها لقاءً رسميا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، من حيث مراسم الاستقبال الرسمي في البيت الأبيض، ومأدبة الغداء التي سيقيمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شرف الرئيس.
وأوضح سفير مصر في واشنطن أن الزعيمان سيجريان مباحثات مطولة، ستتناول العلاقات المصرية الأمريكية على جميع المستويات، فضلا عن الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن الزيارة ستركز على 5 محاور تمثل عناصر اتخاذ القرار في الولايات المتحدة، أولها الرئيس الأمريكي وأركان إدارته الجديدة، حيث يتناول السيسي مع ترامب وإدارته التقدم الذي حققته مصر الحديثة بما في ذلك المشروعات القومية الكبري والتحديات التي تواجه البلاد، وعلى رأسها الإرهاب والظروف التي أدت إلى توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
ولفت إلى أن المحور الثاني الذي يركز عليه الرئيس السيسي خلال زيارته هو الكونجرس، نظرا لأهميته في التأثير سلبا أو إيجابا على اتخاذ القرارات في الولايات المتحدة، مشددا على أن الرئيس السيسي سيلتقي بعد ذلك برجال الأعمال من أجل توصيل رسالة مفادها أن مصر سوق مفتوح لجميع الشركات الأمريكية وغير الأمريكية، وأنها اتخذت إجراءات إصلاحية تجعل منها سوقا جاذبة لكل مستثمر، وتذلل أى عقبات أمام الجميع.
وأكد السفير ياسر رضا أن الرئيس السيسي لن ينسى الإعلام الأمريكي الذي يعد من القوى المؤثرة على صناعة القرار، حيث سيتواصل مع ممثلي الإعلام الأمريكي لإرسال رسالة مفادها أن مصر الحديثة هي دولة النمو والتنمية والانفتاح.
وتابع: "تمت الموافقة على إجراء مقابلة للرئيس مع قناة فوكس، إلى جانب مجموعة أخرى من وسائل الإعلام الأمريكية سيعلن عنها لاحقا".
وواصل: "سيلتقي السيسي أيضا عددا من الشخصيات المؤثرة في صناعة القرار الأمريكي، والمراكز البحثية الكبرى، فضلا عن مجموعة أخري من المنظمات الأمريكية بما فيها اللوبي اليهودي، لأن مصر حريصة على التحدث وفتح حوار مع جميع أطياف المجتمع الأمريكي".
وذكر أن الرئيس سيضع - خلال لقاءاته بهذه المؤسسات - رؤية مشتركة بين مصر والولايات المتحدة في جميع المجالات، فضلا عن إقامة علاقات استراتيجية بين البلدين بمفهوم جديد يستهدف إعادة الزخم للعلاقات.
وحول ما يثار بشأن تحرك بعض عناصر جماعة الإخوان الإرهابية في أمريكا، قال السفير ياسر رضا إن مصر لا تشعر بأي قلق من ذلك، فالرئيس عبدالفتاح السيسي يستند على شعبية كبيرة، ولن يحاول متصيدو المشاكل التأثير عليه.
وعن تصريحات ترامب بعزمه تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، أوضح أن هذا الأمر شأن أمريكي وتدخل مصر فيه قد يأتي بنتائج سلبية، لكن الرئيس سيشرح للأمريكيين ما تقوم به البلاد في مواجهة الفكر المتطرف.
وبشأن توقعاته لمستقبل العلاقات المصرية الأمريكية خلال فترة حكم ترامب، شدد السفير على أن ترامب بصدد تحقيق هدفين رئيسيين وهما مكافحة الإرهاب وخلق وظائف، والموقف الأمريكي إزاء هاتين القضيتين يتطابق مع موقف الرئيس السيسي.
وعن مخاوف البعض من اتخاذ ترامب مواقف سلبية من القضية الفلسطينية، خاصة بعد تعهداته قبل الانتخابات بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، أكد رضا أن هناك قرار للكونجرس الأمريكي في هذا الصدد منذ عام ١٩٩٥، وأن جميع الرؤساء الأمريكيين وعدوا قبل الانتخابات بتنفيذه، لكنهم يتجاهلونه عندما يصلون إلى الحكم.
واستكمل: "في جميع الأحوال رغبة ترامب في الاطلاع علي وجهة نظر الرئيس السيسي بعد مشاركته في القمة العربية، ثم استقباله ملك الأردن عبدالله الثاني، فضلا عن زيارة الرئيس الفلسطيني منتصف أبريل، كلها مؤشرات تعكس انفتاح الإدارة الأمريكية على معرفة رؤية قادة المنطقة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي".
وأوضح أن المساعدات العسكرية والاقتصادية الأمريكية لمصر عادت إلى سابق عهدها، بعدما تناقصت منذ سنوات طويلة، فمصر تأتي إلى أمريكا هذه المرة وهي تفتح مشروعاتها الطموحة أمام المستثمرين ورجال الأعمال.