الثلاثاء 11 يونيو 2024

«الملتقى العربي الأفريقي» منصة لبحث القضايا الراهنة.. وخبراء: مواجهة أزمات المنطقة تبدأ من الاهتمام بالشباب.. والرئيس يؤمن بدورهم.. والمؤتمر فرصة لخلق قيادات شبابية للمستقبل

تحقيقات17-3-2019 | 15:41

ثمن دبلوماسيون كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بملتقى الشباب العربي الأفريقي، موضحين أن أهم رسالة وجهها الرئيس خلال فعاليات الملتقى هي أنه يخاطب الشباب بما يعكس إيمانه بدورهم، مؤكدين أن الملتقى فرصة لخلق قيادات شبابية للمستقبل، ويهدف لإيجاد قواسم مشتركة بين الأفارقة والعرب، وأن مواجهة أزمات المنطقة يبدأ بالاهتمام بالشباب.

وبدأت صباح اليوم فعاليات جلسات وورش عمل ملتقى الشباب العربي الأفريقي، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي انطلق مساء أمس في أسوان، حيث أكد الرئيس في كلمته أن مصر وضعت الشباب على أولوية الفئات التي تحظى بالاهتمام والرعاية؛ من أجل مستقبل بلا صراع، مضيفا "لقد نجحنا في خلق مساحة مشتركة نجتمع فيها وندير فيها اختلافنا بشكل حضاري ونحقق تواصلا فاعلا ومستمرا فيما بيننا".

 

خلق قيادات شبابية للمستقبل

السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن ملتقى الشباب العربي الأفريقي بأسوان هو جزء من فعاليات مصر خلال رئاستها الاتحاد الأفريقي العام الجاري، مضيفا أن أحد القضايا الرئيسية في الأجندة المصرية الأفريقية هي الشباب وكيفية تحقيق التعاون بين القارة السمراء والعالم العربي وخلق فرص عمل ومحاربة الإرهاب والتطرف.

 

وأضاف هريدي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس باحتفالية تسلم مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي كانت شاملة وعرضت للتحديات كالإرهاب بعد حادث نيوزيلندا الإرهابي، وأهمية تمكين الشباب قادة المستقبل، مشيرا إلى أن الجلسات اليوم تناقش مجموعة من القضايا الهامة.

 

وأشار إلى أن أجندة الملتقى تتضمن محاور هامة كالتكامل العربي الأفريقي وريادة الأعمال وأوضاع دول الساحل والصحراء، ومرتقب أن يخرج الملتقى بوضع لبنة على هذا الطريق الممتد، موضحا أن الملتقى يهدف لإعداد الشباب والكوادر لخلق قيادات شبابية للمستقبل في العالم العربي وأفريقيا.

وأكد أن القارة الأفريقية خلال العقدين القادمين سيكون أكثر من نصف سكانها من تحت سن 30 سنة، وكذلك العالم العربي، مشيرا إلى أن أكبر التحديات أمام الجانبين هي كيف يمكن مخاطبة الشباب وبحث القضايا التي تهمهم وأولوياتهم والوقوف على وجهات نظرهم تجاه أهم القضايا المطلوب التركيز عليها في المستقبل المتوسط والبعيد.

 

وأوضح الدبلوماسي السابق أن المستقبل في القارة الأفريقية والعالم العربي ملك للشباب ولا يمكن العمل على صياغته بعيدا عن آرائهم، مضيفا إن التكامل العربي الأفريقي ملف قديم وبدأ مع استضافة مصر لأول قمة بين الجانبين في مارس 1977، والتي تم الاتفاق خلالها على تنظيم اللقاء بشكل دوري كل 3 سنوات.

 

ولفت إلى أن هذه القمة عقدت مرتين بعدها، ونأمل أن تكون الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي فعالة في هذا الملف، بالاتفاق على عقد القمة الرابعة وتحديد جدول أعمال لها، وبحث قرارات القمم السابقة وما تم تنفيذه وما تأخر والعوائق التي واجهت تنفيذ أي من القرارات، لأن الوقت الراهن يتطلب التعاون بين الجانبين بشكل أكبر.

 

أهم رسائل السيسي

ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح ملتقى الشباب العربي الأفريقي بأسوان كانت شاملة وخاطبت الطرفين العربي والأفريقي، ولاقت قبولا كبيرا من المشاركين، واستعرضت لأواصر العلاقات التي تربط مصر بأفريقيا.

 

وأوضح فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الملتقى يضم عددا كبيرا من الشخصيات الأفريقية البارزة منهم حفيد نيلسون مانديلا ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقيه، ومريم المنصوري أول امرأة إماراتية تنضم للطيران الحربي وتقود طيارة مقاتلة، مشيرا إلى أن الرئيس كان حريصا على عمل لقاءات على هامش الملتقى عكست دلالات عامة ونقلت رسالة مصر بصورة واضحة.

 

وأشار إلى أن الملتقى يشارك فيه جنسيات عربية مختلفة، وكانت أهم رسالة وجهها الرئيس للشباب هي حرصه على مخاطبة الشباب وأن الدولة المصرية كانت تواجه مشكلة في التواصل معهم إلا أنه عالج تلك الأزمة بمؤتمرات الشباب التي عقدت بدءا من 2016، وهو الأمر الذي عكس الذكاء السياسي للرئيس.

 

وأكد أن الرئيس أكد حرص مصر على التواصل مع الأشقاء الأفارقة وأن رئاستها للاتحاد الأفريقية لن تكون فترة تقليدية، وإنما ستشهد تحركا مصريا لتكون خادمة للقضايا الأفريقية، مضيفا أن القضايا التي يطرحها الملتقى في جلساته وورش عمله اليوم تهدف لإيجاد قواسم مشتركة بين الأفارقة والعرب بما يخدم الجانبين.

 

وأضاف الخبير السياسي أن مصر تتحدث بلغة شاملة لخدمة قضايا القارة ومستعدة لتكثيف جهود الاتحاد الأفريقي لمنع النزاعات، موضحا أن الرئيس عرض أولويات مصر خلال رئاستها الاتحاد وهي التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي والسلم والأمن في القارة والإصلاح المؤسسي للاتحاد، وهي رسالة وصلت للقادة الأفارقة، وأشاد بها رئيس المفوضية الأوروبية في لقائه مع الرئيس صباح اليوم.

 

إيمان الرئيس بدورهم

ومن جانبه، قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ملتقى الشباب العربي الأفريقي في أسوان يأتي في مستهل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي العام الجاري ويرسل عدة رسائل أبرزها اختيار موقع جغرافي فريد في أسوان بوابة القارة الأفريقية وعلى ضفاف النيل شريان الحياة والرابط الأبدي بين مصر ودول القارة.

 

وأوضح حجازي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الملتقى يعكس أيضا إيمان الرئيس عبد الفتاح السيسي بالشباب ودورهم في النهوض بالدول التي ما كانت لتنهض إلا بسواعدهم، ويعكس أيضا إيمان مصر والسيسي بالروابط العربية الأفريقية، مضيفا إن الملتقى يجمع كل تلك الرسائل ويوضح قدرات مصر على إطلاق الطاقات المشتركة للشباب لأن المنطقين العربية والأفريقية غالبيتهما من الشباب.

 

وأضاف إن الاهتمام بالشباب هو ركن أساسي لمواجهة تحديات التطرف والإرهاب، وهي منهجية تعمل عليها مصر من خلال الاهتمام بالاستماع لرؤى الشباب المصري والعربي والأفريقي والعالمي، مؤكدا أن مواجهة أزمات المنطقة يبدأ من الاعتناء بالسكان عموما والشباب على وجه الخصوص.

وأشار إلى أن كلمة الرئيس أمس بدأت بإدانة التطرف والعنف والإرهاب بعد حادث نيوزيلندا الإرهابي صباح الجمعة الماضي، موضحا أن إتاحة الفرصة للشباب مدخل مهم لمواجهة تحديات الهجرة غير الشرعية وأيضا عبر تحقيق التنمية والتمكين الاقتصادي بمبادرات عديدة تمنع الهجرة الداخلية أو الهجرة من الجنوب إلى الشمال، وتمنع كذلك اتجاه الشباب إلى التطرف.

 

وأكد أن تحقيق التنمية وإتاحة الفرصة لحياة كريمة انطلاقة نحو مستقبل أفضل لأفريقيا بلا هجرة غير شرعية أو تطرف وإرهاب، مضيفا إن الفعاليات اليوم ناقشت قضايا البحث العلمي والأمراض المتوطنة وهو ما يعيد التذكير بمبادرة هامة تبنتها مصر نحو علاج الأمراض المزمنة والمتوطنة في أفريقيا مثل الملاريا والإيبولا عبر مركز كان مقره في الإسكندرية.

ولفت إلى أنه مع انطلاق حملة 100 مليون صحة والقضاء على فيروس سي يجب نقل المعرفة والخبرات للأفارقة لتتحول العلاقات إلى شكل أعمق وأكثر تشعبا طبيا وعلميا وتكنولوجيا، مؤكدا أن التكامل العربي الأفريقي يجب أن يؤسس في وعي الشباب بالقدرات التكاملية للعرب والأفارقة، لأن الجانبين يمتلكان ما يؤهلهما لمشروعات تفيد الإقليم وتوطين الشباب.

 

وقال إن مناقشة تلك القضايا مع الشباب هو وعي وإدراك من الرئيس ومصر لأن الشباب هم صناع المستقبل وأصحاب القرار السياسي في السنوات المقبلة ويجب أن يدركوا ما تحتاجه المنطقتين العربية والأفريقية بدلا من البحث عن أمل مفقود في الهجرة للخارج.