الجمعة 1 نوفمبر 2024

السيسي والشباب العربي الأفريقي يناقشون تحقيق التكامل بين الجانبين.. وخبراء: الطرفان مصالحهما وأزماتهما متشابهة.. والقمة المقبلة ضرورة لتنشيط العلاقات ومواجهة التحديات المشتركة وأبرزها الإرهاب

تحقيقات17-3-2019 | 17:08

أكد خبراء سياسيون أن التكامل العربي الأفريقي هو فكرة قديمة حيث استضافت القاهرة أول قمة عربية أفريقية مشتركة عام 1977، موضحين أن مناقشة ملتقى الشباب العربي الأفريقي بأسوان لهذا الملف مهم للاستماع لرؤية الشباب لتحقيق هذا التكامل حيث أن الجانبين مصالحهما وأزماتهما متشابهة، ويجب التعاون بينهما لمواجهة تحديات الإرهاب.

وخلال فعاليات المائدة المستديرة "وادي النيل.. ممر التكامل العربي الأفريقي"، اليوم، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن التاريخ الحديث بين العرب وكل الدول العربية الأفريقية كان مشتركا فى مقاومة الاستعمار، وبرزت فيه حركة عدم الانحياز، مضيفا إن فكرة التقارب العربي الأفريقي ليست حديثة ولكنها موجودة منذ الآباء المؤسسين للاتحاد الأفريقي.

 

وأضاف الرئيس إن "أول قمة مصر دشنتها برئاسة الرئيس الراحل محمد أنور السادات عام 1977 وخرجت بمقررات كثيرة، وبعدها ظللنا 33 سنة لم نلتق على مستوى القمة العربية الأفريقية، وبعد ذلك تم عقد اجتماع في سرت في ليبيا 2010، وفى 2013 في الكويت، وفى عام 2016 كانت في مالاوي"، مشيرًا إلى أنه سيتم عقد القمة العربية الأفريقية القادمة في الرياض.

 

وأكد أنه لا بد من التوصل إلى آلية عربية إفريقية لمكافحة الإرهاب، إلى جانب التعامل مع التحديات التي تمس المصالح القومية على المستويين العربي والإفريقي، قائلا "نحتاج إلى التوصل إلى آليات محددة من أجل الحفاظ على دولنا، حيث يجب أن توفر القمة المقبلة عدة فرص من أجل تعزيز التبادل التجاري والتعاون المشترك بين الجانبين العربي والإفريقي، فضلًا عن إنشاء صندوق عربي إفريقي لتمويل مشروعات معينة.

 

وشدد على ضرورة تطوير البنية الأساسية في دول القارة الإفريقية، مشيرًا إلى أن هذا ساهم في تعزيز الفرص الاستثمارية في مصر، واقترح إقامة سوق عربي إفريقي مشترك أو مؤسسة تمويل عربية إفريقية بتكلفة مالية محددة، لعمل مشروعات لصالح البنية التحتية.

 

مصالح وأزمات الجانبين

في البداية، قال السفير سيد أبو زيد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ملتقى الشباب العربي الأفريقي بأسوان هو لقاء هام في التوقيت الحالي ويكمل التوجهات الوطنية والإقليمية المصرية تجاه المنطقتين العربية والأفريقية، مضيفا إن الملتقى سيكون له أثر كبير في دفع العلاقات بين الجانبين للأمام خلال الفترة المقبلة.

وأكد أبو زيد، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن التكامل العربي الأفريقي فكرة قديمة حيث عقدت قمة بين الجانبين بمبادرة مصرية عام 1977، وعقدت هذه القمة 4 مرات حتى الآن، مضيفا إن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم عقد قمة مقبلة في الرياض خطوة هامة لأن المنطقتين العربية والأفريقية متداخلتان ومصالحهما واحدة.

وأضاف أن احتمالات الاستفادة من إمكانيات الجانبين في التنمية والاستثمار كبيرة لأن المنطقة العربية بها رأس المال الهادف للاستثمار والكوادر الفنية، كما تمتلك أفريقيا الثروات الطبيعية والأيدي العاملة، موضحا أن هذه العناصر كلها يمكنها أن تسهم في تحقيق تنمية شاملة في المنطقتين العربية والأفريقية.

 

وأشار إلى أن هناك نحو 11 دولة عربية أفريقية، وأزمات الجانبين واحدة وهناك تداخل وتشابه في المشاكل بين الجانبين، ومن المهم أن يتفقوا في ما بينهما على مساندة قضاياهما أمام المحافل الدولية والساحة العالمية، مضيفا إن القمة المرتقبة ستكون مفيدة لخدمة تلك القضايا والمحاور.

 

وأوضح أن مصر كدولة أفريقية عربية ومن خلال توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي ستعمل على خلق تعاون أكبر بين الجانبين، وستكون قوة دافعة لتنشيط العلاقات والملفات المشتركة، مؤكدا أن الأجواء كلها مهيأة لعقد القمة العربية الأفريقية في الرياض ويأمل الجميع أن يشارك فيها قادة دول الجانبين.

 

تحديات الإرهاب

وقال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية، إن بحث ملتقى الشباب العربي الأفريقي لقضية التكامل بين الجانبين أمر هام للغاية، لأن الطرفين يجمعهما أبعادا تاريخية وجغرافية وهناك دول عربية تقع في قارة أفريقيا، ولا بد من تحقيق التكامل والتعاون بينهما، مضيفا أن عقد القمة العربية الإفريقية المقبلة، خطوة هامة للغاية فيما يتعلق بالروابط السياسية والاقتصادية والمشروعات بين الأطراف كافة.

 

وأكد أن القمة تأتي بعد عقد القمة العربية الأوروبية التي دشنت في شرم الشيخ وشهدت تفاعلا كبيرا بين الجانبين العربي والأوروبي حول القضايا المشتركة، مضيفا أن القمة التي أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عقدها في الرياض ستكون هامة وستبحث قضية التعاون المشترك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فضلا عن الإرهاب.

 

وأضاف أن الإرهاب أيضا أزمة عالمية ويتطلب مكافحة شاملة وتعاون على المستويين العربي والأفريقي، والتعاون المشترك يؤدي للتكامل في كافة المجالات بين الجانبين، مؤكدا أن القضايا الاقتصادية تأتي أيضا على جدول المباحثات بين الطرفين خاصة أن القارة الأفريقية تزخر بالعديد من الموارد سواء الطبيعية أو البشرية.

 

وأشار إلى أن زيادة التعاون من شأنه رفع معدلات التبادل التجاري والاستثمار في القارة الأفريقية بما يعود بالنفع على الجانبين العربي والأفريقي.

 

رؤية شباب الأحزاب

ومن جانبها، قالت شيماء عبد الإله، المتحدثة باسم تنسيقية شباب الأحزاب، إن الجلسات التي عقدت بملتقى الشباب العربي الأفريقي اليوم كانت مميزة ومثمرة، سواء الجلسة الافتتاحية أو جلسة مناقشة البحث العلمي وخدمات الرعاية الصحية، مضيفة إن مصر تمتلك تجربة رائدة في القضاء على فيروس سي والرئيس عبد الفتاح السيسي يولي ملف البحث العلمي أهمية كبرى.

وأضافت عبد الإله، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن هناك اهتماما عالميا بالتجربة المصرية واهتمامها بقطاعي الصحة والبحث العلمي، موضحة أن المائدة المستديرة التي عقدت اليوم بعنوان وادي النيل ممر التكامل العربي الأفريقي، تعتبر من أهم محاور المؤتمر، وتشارك فيها التنسيقية بمتحدث يعرض رؤيتها.

وأوضحت أن التنسيقية تشارك أيضا في محور ريادة الأعمال وهو ملف هام ومحل تركيز من مؤتمرات الشباب، مضيفة إن رؤية التنسيقية لتحقيق التكامل العربي الأفريقي تركز على عدة محاور هي اتفاقية الدفاع المشترك والأواصر التاريخية بين الجانبين، والروابط الجغرافية، وكذلك السودان كبوابة الدخول لأفريقيا، ومناطق السوق المشتركة وادي حلفة وأسوان.

وأشارت إلى أنهم أيضا يركزون على تحديات الإرهاب وأعمال العنف والتكامل بين الجانبين لمواجهة تلك التحديات، موضحة أن التنسيقية استثمار لحالة الزخم التي يشهدها الملتقى العربي الأفريقي ستطلق غدا صالونها السياسي الأول بعد انتهاء فعاليات الملتقى في جلسة خاصة بتنسيقية شباب الأحزاب بعنوان "السياسة المصرية في بعديها العربي والأفريقي".