أكدت الهيئة العامة للاستعلامات، أن العلاقات بين مصر وجمهورية جنوب أفريقيا تُعد ركناً أساسياً وحجر زاوية بالغ الأهمية للقارة الأفريقية، واستقرارها، وتنميتها، وكذلك بالنسبة للعالم كله.
جاء ذلك في كتاب جديد أصدرته الهيئة العامة للاستعلامات بعنوان "مصر وجنوب أفريقيا" باللغتين العربية والإنجليزية.
وأضافت الهيئة أن أوضاع الدولتين التاريخية، والجغرافية، والاستراتيجية، تتشابه إلى حد كبير، رغم البعد المكاني الواسع بينهما، فلكل منهما موقع استراتيجي بالغ الأهمية قارياً وعالمياً، فمصر تقع عند ملتقى قارات العالم القديم: آسيا وأفريقيا وأوروبا، على أرضها واحد من أهم الطرق والممرات البحرية في العالم هو قناة السويس التي تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب.
وبالمثل، فإن جنوب أفريقيا تشرف على أهم نقطة حاكمة في أقدم وأشهر الطرق البحرية بين الشرق والغرب، طريق (رأس الرجاء الصالح) الأمر الذي منحها دوراً استثنائياً في تاريخ الملاحة الدولية وفي سلامة واستقرار التجارة بين قارات العالم.
من جهة أخرى، أنجبت كل من الدولتين زعيماً عظيماً ورمزاً من الرموز الخالدة في مسيرة الإنسانية، للتحرر والتخلص من الاستعمار والكفاح من أجل تحرير الإنسان والشعوب في أفريقيا وفي كل العالم .. فمصر أنجبت الزعيم جمال عبد الناصر الذي ظل رمزاً للنضال الأفريقي والإنساني، وجعل من القاهرة عاصمة للتحرر الأفريقي، سعى إليها كل المناضلين من أنحاء القارة، وكان من بينهم زعيم جنوب أفريقيا الذي سار على درب عبد الناصر حتى تحررت بلاده من تسلط النظام العنصري البغيض وتحول مانديلا نفسه إلى رمز للصمود والكفاح من أجل الحرية.
وأكدت الهيئة أنه استناداً لكل هذه المعطيات، تشهد علاقات مصر وجنوب أفريقيا تطورات إيجابية متتالية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها، وتعاوناً ثنائياً على الصعيدين القاري والعالمي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تمتلك كل من مصر وجنوب أفريقيا اقتصاداً كبيراً متنوعاً.. حيث طبقاً للناتج المحلي الإجمالي، تقع الدولتان معاَ ضمن أكبر (5) اقتصاديات في أفريقيا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وشبكة العلاقات الاقتصادية الدولية.
لكل ذلك، كان التواصل بين مصر وجنوب أفريقيا أمراً مهماً وضرورياً في كل الأوقات، ولكل ذلك أيضاً، فإن التعاون بينهما وتعزيز علاقاتهما أمر بالغ الأهمية للشعبين ولقارة أفريقيا دولاَ وشعوباً.
وصرح الكاتب الصحفي ضياء رشوان رئيس الهيئة، ونقيب الصحفيين، بأن كتاب "مصر وجنوب أفريقيا" قد صدر في إطار سلسلة كتب تعدها وتصدرها الهيئة العامة للاستعلامات من أجل تعزيز التواصل بين شعب مصر وكافة الشعوب الأفريقية انطلاقاً من عام 2019 الذي أولت فيه الدول الأفريقية مصر ثقة عظيمة بانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيساً للاتحاد الأفريقي.
وأشار إلى أن الكتاب يقدم معلومات تفيد في الشرح والتذكير بجوانب العلاقات بين دولتين كبيرتين في أفريقيا هما مصر وجنوب أفريقيا، وهي علاقات ممتدة في الماضي والحاضر، كما أنها علاقات متشعبة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وفي مجالات عديدة، إضافة إلى أن جنوب أفريقيا هي التي سوف تتسلم رئاسة الاتحاد الإفريقي من مصر عام 2020، فمصر وجنوب أفريقيا تكملان بالتعاون بينهما وبدور كل منهما لصالح القارة الأفريقية، الطريق الذي أرساه الزعيمان عبد الناصر ومانديلا بين الشعبين.
وأضاف رشوان أن الكتاب يتضمن أيضاً باباً كاملاً يتضمن معلومات أساسية عن دولة وشعب جنوب أفريقيا من كافة الجوانب التاريخية والجغرافية والسكانية، إضافة إلى النظام السياسي والتطور الاقتصادي وفرص الاستثمار والنمو، وكذلك المؤشرات الهامة في هذه المجالات، إضافة إلى السياحة وأهم المدن وغير ذلك من البيانات التي تساعد الشعب خاصة الأجيال الجديدة على معرفة وفهم شعب أفريقي ودولة صديقة.. وكذلك لكافة القراء في كل مكان من العالم.
وأوضح أنه قام بإعداد مادة الكتاب زميلان من الهيئة، هما عبد المعطي أبوزيد رئيس قطاع الإعلام الخارجي وأيمن ولاش الملحق الإعلامي لهيئة الاستعلامات في جنوب أفريقيا، وقد تم طبع الكتاب ورقياً ونسخه إلكترونياً ونشره على مواقع الإنترنت التابعة للهيئة، مع ترجمة ملخصات له إلى اللغات الفرنسية والسواحيلية والهوسا والبرتغالية والأمهرية للنشر على البوابة الإلكترونبة التي أنشأتها الهيئة الشهر الماضي بست لغات، ويتم حاليا زيادتها إلى تسع لغات أفريقية وعالمية.
ويتضمن الكتاب أحد عشر فصلاً؛ الخمسة الأولى منها تستعرض تاريخ وتطور وجوانب العلاقات بين مصر وجنوب أفريقيا، والفصول الستة التالية تقدم معلومات وافية عن جنوب أفريقيا في كافة المجالات.