مرت العلاقات المصرية الأمريكية، منذ نشأة الولايات المتحدة، بعدة منحنيات، وتباينت طبيعة العلاقة بين الدولتين، وفقًا للظروف السياسية التي مر بها كلتاهما.
بداية توتر العلاقات
وتعود جذور العلاقات السياسية بين مصر والولايات المتحدة، إلى زمن بعيد، وإن لم تكن مصر محورًا لاهتمام الحملات التبشيرية القادمة من الولايات المتحدة للشرق الأوسط، وبدأت العلاقة تفتر بين مصر والولايات المتحدة عقب إصرار الخديوي سعيد على إرسال 500 جندي مصري للمكسيك لدعم فرنسا في حربها ضد الولايات المتحدة الأمريكية عام 1863 والتي عُرفت بحرب السبع سنوات.
رفض أمريكا لثورة 1952
وخلال عام 1864 أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك إبرا هام لينكولن في خطاب له أمام الكونجراس، أن العلاقات المصرية الأمريكية مرضية للغاية، وعاد الموقف الأمريكي ليتبدل من جديد فى أعقاب ثورة 1952 ليعلن الأمريكان رفضهم لثورة الضُباط الأحرار، واصفين الثوار بأنهم "غير شرعيين".
وكنتيجة لاتجاه مصر في تسليحها شرقًا عام 1955 وشراء معدات عسكرية من تشيكوسلوفاكيا، اتجهت الولايات المتحدة لدعم إسرائيل نكاية في مصر، وقدمت دعمًا غير مسبوق لإسرائيل خلال حرب 1967.
اتجاه أوباما لتحسين صورة أمريكا لدى العرب
ولم يختلف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن من سبقه من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية في سياسته تجاه مصر، ففي نفس العام الذي تولى فيه رئاسة الولايات المتحدة زار مصر عام 2009 وألقى خطبته الأولى بجامعة القاهرة بعنوان “بداية جديدة”، ورأي عدد من الخبراء أن خطبة أوباما كانت بهدف تحسين صورة الولايات المتحدة لدي المصريين، والمسلمين، عقب الحروب التي خاضها جورج بوش الابن في أفغانستان والعراق.
وخلال نفس العام زار الرئيس الأسبق حسني مبارك الولايات المتحدة الأمريكية، بصحبة نجله جمال، وهو مادفع البعض بالاعتقاد أن أمريكا تدعم التوريث، ويري مراقبون أن تلك الزيارة أعقبها تدخل الولايات المتحدة في شئون مصر بشكلٍ فج.
مطالبة مبارك بالتنحي
ومع انطلاق ثورة 25 يناير، تبدل الموقف الأمريكي من دعم مبارك، إلى مطالبته بالتنحي استجابة لمطالب شعبية، وخرج أوباما في كلمة يوم 5 فبراير 2011 ليطالب مبارك بالتنحى، والاستجابة لمطالب المتظاهرين.
دعم أمريكا للإخوان
وعقب وصول الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان هيلاري كلينتون وزيرة خارجيتها حينذاك، أن أمريكا لن تعارض وصول جماعة الإخوان للحكم فى مصر.
وتبادلت السفيرة الأمريكية في مصر آنذاك الزيارات مع عدد من قيادات الإخوان بمصر، وزارات مكتب الإرشاد، لتوحيد وجهات النظر، والتأكيد على تأييد أمريكا لوصول الإخوان للحكم بمصر.
وعقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، علقت ادارة اوباما، المساعدات العسكرية السنوية المقدمة لمصر، إلا أنه عاد ليأمر باستئناف المساعدات من جديد، بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، وبدء الحرب على الجماعات الإرهابية بسيناء، عقب شرح السيسي لرؤية مصر في الحرب على الإرهاب.
دعم ترامب للسيسي في حربه ضد الإرهاب
وعلى عكس مايعلنه ترامب دائما من سياسات قد تبدو لدى البعض معادية للعرب عامة وللمسلمين، فقد اشاد بالرئيس عبد الفتاح السيسى، مؤكدًا انه تعلم الكثير منه وبينهما "كيميا" على حد وصف ترامب، مشيرًا إلى أن مصر والولايات المتحدة الأمريكية حليفان قويان في الحرب على الإرهاب.
بدوره قال الرئيس السيسي في حديث له مع شبكة سي إن إن ان ترامب لديه فرصة كبيرة ليكون قائد عظيما للولايات المتحدة، كما كان السيسي من أوائل المهنئين لترامب فور إعلان نتائج الانتخابات منوها إلى أن فترة رئاسة "ترامب" سوف تشهد ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأمريكية ومزيداً من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين المصري والأمريكي.
واستمرت تصريحات الإشادة المتبادلة بين الرئيسين، في إشارة لتحسن الأوضاع بين مصر وأمريكا، حيث أكد"ترامب" حرصه على استمرار علاقات الصداقة الوطيدة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
وفي بداية لتحسن العلاقات بين البلدين، يجري الرئيس عبدالفتاح السيسي حاليًا زيارة إلى واشنطون، للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب تلقيه دعوة من الأخير بزيارة البيت الأبيض.