الأربعاء 22 مايو 2024

الشعب النيوزيلاندي يتضامن لمحاربة الإسلاموفوبيا

1-5-2019 | 14:25

بعد أسبوع من الفاجعة التي استيقظ عليها العالم مصدومًا جراء الاعتداء على المسلمين، والذي استهدف مسجدين في مدينة "كرايست تشيرش" النيوزيلندية، وأسفر عن استشهاد نحو 50 مصليًّا وإصابة عشرات آخرين، توالت نداءات المسؤولين في نيوزيلاندا لنشر روح التسامح بين جموع الشعب، وأدركوا حجم مأساة العنصرية والحملات الممنهجة للإسلاموفوبيا، والتشنيع على الإسلام والمسلمين، والتي ترجمها أحد المتعصبين الإرهابيين إلى حرب دموية ضد الآمنين في المساجد.


ثم ظهرت مبادرة بعنوان "تضامنًا مع الحجاب" لحث النيوزيلنديات على ارتداء الحجاب اليوم الجمعة؛ لإظهار الدعم الكامل للجاليات المسلمة في البلاد الأوروبية، وقالت آنا توماس: إحدى منظمات المبادرة في لقاء تليفزيوني: إنها طرأت إليها فكرة لماذا لا نرتدي جميعًا الحجاب يوم الجمعة، في ذكرى مرور أسبوع على تلك الفاجعة التي أصابت نيوزيلندا، ونسير جنبًا إلى جنب مع أخواتنا المسلمات لإظهار احترامنا لهن؟!


وتلبية لهذه المبادرة ضرب الشعب النيوزيلندي اليوم الجمعة ٢٢ مارس ٢٠١٩ مثالًا آخر في الإنسانية وقيم التعايش تضامنا مع مسلمي البلاد، فتجمع آلاف الأشخاص في متنزه هاغلي بارك في مدينة كرايست تشيرتش في الجهة المقابلة لمسجد النور، في ذكرى مرور أسبوع على الهجوم الإرهابي، وارتدت النساء والمذيعات الحجاب، وتم تسمية هذا اليوم بـ New Zealand National Hijab Day  "يوم الحجاب الوطني في نيوزيلندا"، ليوافق يوم ٢٢ مارس من كل عام.


كما بث التلفزيون والإذاعة الوطنية شعائر صلاة الجمعة، وذلك لأول مرة في تاريخ نيوزيلندا، ثم تلا ذلك دقيقتا صمت على أرواح الشهداء، وكان ذلك في تمام الساعة ١:٤٠ ظهرا، وهو نفس التوقيت الذي حدث فيه الهجوم الأسبوع الماضي.


ثم كان رد الفعل المشرف -منذ وقوع الحادث حتى اليوم- لرئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، والذي ينبغي أن يكون مثالا يحتذى به في إدارة الأزمات، فقد ألقت اليوم كلمة لتأبين الشهداء المسلمين، واستشهدت في كلمتها بالحديث النبوي الشريف "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"؛ لترسل رسالة الإسلام للعالم أجمع؛ ولتكون أكبر حملة في بلاد الغرب للدفاع عن الإسلام، والتعريف به.