السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

خبراء عن قمة مصر والأردن والعراق الثلاثية: تدشن مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك.. والأمن الإقليمي والإرهاب أبرز الملفات

  • 24-3-2019 | 13:23

طباعة
قمة ثلاثية تستضيفها القاهرة اليوم الأحد، بين مصر والأردن والعراق، وصفها خبراء بأنها هامة وتعمل على تعزيز التعاون العربي، وتدشن لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، موضحين أن القمة ستناقش ملفات إقليمية أهمها الأمن الإقليمي ومواجهة الإرهاب، إلى جانب التنسيق المشترك قبيل القمة العربية.

وتعقد اليوم بقصر الاتحادية جلسة مباحثات مصرية أردنية عراقية، بين كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني بن الحسين، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، وعادل عبد المهدي رئيس وزراء العراق، يبحثون خلالها تعزيز العمل العربي المشترك، وجهود مكافحة الإرهاب، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تنسيق الرؤى قبل انعقاد القمة العربية نهاية مارس الجاري في تونس.

 

تعزيز التعاون العربي:

الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، قالت إن القمة الثلاثية المرتقبة اليوم بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تحمل أهمية كبيرة نظرا لدور مصر والأردن الفعال في استتباب الأمن في المنطقة.

 

وأكدت، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمة تأتي في إطار تعزيز التعاون العربي المشترك وستبحث عدة ملفات هامة إقليمية ومشتركة كتطورات الأوضاع العربية وملف الإرهاب، مشيرة إلى أن زيارة رئيس الوزراء العراقي للقاهرة تعتبر هي أول زيارة خارجية له منذ توليه مهام منصبه في أكتوبر الماضي.

 

وأضافت إن الزيارة تؤكد العلاقات الوثيقة بين البلدين وتعميقها وإدراك الدور المصري ودعمه، وتنسيق المواقف بين البلدين، موضحة أن عبد المهدي كان قد تعهد بعدم إجراء أية زيارات خارج العراق لمدة 6 أشهر حتى الاطمئنان على الوضع في الداخل، ومصر وجهت له الدعوة لزيارتها في فبراير الماضي، ورغم الظروف الداخلية بعد حادث غرق عبارة الموصل لم يؤجل الزيارة.

 

وتابعت نهى بكر: إن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء العراق أمس كانت هامة وتطرقت إلى جملة من الملفات والقضايا الخاصة بالعلاقات الثنائية ومكافحة الإرهاب والتعامل مع العناصر الإرهابية من تنظيمات داعش وغيرها بعد خسائرهم في الموصل وكذلك استراتيجية مكافحة الإرهاب والتبادل الاستخباراتي بين البلدين.

 

وأشارت إلى أن الملف الاقتصادي أيضا حاضر بقوة خلال الزيارة حيث التقى عبد المهدي بجمعية رجال الأعمال المصريين العراقيين، فضلا عن بحثه ملف تطوير البنية التحتية أمس مع الرئيس السيسي، مضيفة إن هذا الملف مهم لحرص العراق على أن تشارك مصر في دعم وإعادة بناء العراق.

 

مرحلة جديدة من العمل المشترك:

فيما قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن القمة الثلاثية بين مصر والأردن والعراق اليوم تعقد في توقيت له دلالة هامة حيث يحمل جدول أعمال اللقاء عدة ملفات سواء بشأن القضايا الإقليمية أو القضايا الثلاثية المشتركة، مضيفا إن القمة تعكس الحرص المشترك على تطوير العلاقات بين الدول العربية الثلاث.

 

وأكد فهمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الملف الاقتصادي والاستثمارات والتنمية مهم لتطوير منظومة العلاقات المشتركة، مضيفا إن القضايا الإقليمية ستكون لها الأولوية خلال القمة وخاصة مع اقتراب إعلان مشروع السلام الأمريكي أو ما يعرف باسم "صفقة القرن"، والمخاوف العربية بشأنها وخاصة بعد زيارة الملك عبد الله الثاني لواشنطن.

 

وأضاف إن القمة على المستوى الثلاثي تدشن لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك قبيل القمة العربية نهاية مارس الجاري في تونس، مشيرا إلى أن الهدف هو صياغة مواقف عربية واضحة لمواجهة التهديدات الراهنة، فهي قمة تشاورية لإيجاد قواسم مشتركة في الملفات الثلاثية بما يطور التعاون العربي في المرحلة المقبلة.

 

وأشار إلى أن القمة ستناقش قضايا الإرهاب والتطرف أيضا لأن أمن الأردن والعراق لا زال مهدد، مؤكدا أن التنسيق المصري الأردني العراقي سيتسع خلال الفترة المقبلة وسيلحق بهم أطراف عربية أخرى.

 

وأوضح أن زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي للقاهرة تعكس مكانة مصر لدى العراق وحرصه على الانفتاح على أكبر دولة عربية لتنسيق المواقف، وتوضح أيضا توجهات العراق بالعودة للصف العربي، مضيفا إن مصر لها موقفا مباشرا ولديها مصداقية لدى كل القوى العراقية وتريد بغداد في الوقت نفسه الاستقواء بالقاهرة في المرحلة المقبلة لمواجهة تهديدات إقليمية عديدة وخاصة مواجهة الإرهاب.

أبرز الملفات:

ومن جانبه، قال الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الإستراتيجية، إن المنطقة العربية تمر بظروف صعبة للغاية لذلك تلجأ الدول للتنسيق الثنائي والثلاثي لمواجهة التحديات، مضيفا إن القمة الثلاثية اليوم بين مصر والأردن والعراق ستناقش قضايا تهم الدول الثلاث وتكتسب أهمية خاصة لذلك تضم الجهات الأمنية والدبلوماسية في هذه الدول.

 وأوضح الزنط، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمة ستتطرق للعديد من الموضوعات منها الأمن الإقليمي والتعاون الأمني بين الدول الثلاث بعد انتهاء تنظيم داعش في سوريا وغير معروف حتى الآن إلى أين انتقلت عناصره الإرهابية، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية صعبة وحرجة ومن المهم التنسيق الأمني الثلاثي.

 وأضاف إن مصر والعراق تجمعهما علاقات وروابط تاريخية ولا يمكن أن تنسى مصر أنه في الثمانينيات من القرن الماضي كان هناك نحو 6 ملايين مصري يساهمون في بناء العراق، وكذلك العلاقات المصرية الأردنية والتواصل المستمر بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وأشار إلى أن زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى مصر تأتي في سبيل إحياء العلاقات والتعاون الاقتصادي خاصة بين البلدين، فالعراق في حاجة إلى إعادة البناء ومصر لديها من الإمكانيات والتجارب في تطوير وتنمية البنية التحتية ما يؤهلها للمساهمة في إعادة الإعمار لذلك قد تشهد الزيارة اتفاقيات تصب في صالح اقتصاديات العراق ومصر.

    الاكثر قراءة