عبر وزير الخارجية الدكتور إبراهيم بن
عبدالعزيز العساف عن شكره لوزراء الخارجية العرب، ومعالي الأمين العام لجامعة
الدول العربية، ومنسوبي الأمانة العامة، لدعمهم وتعاونهم خلال فترة رئاسة المملكة
العربية السعودية للدورة (التاسعة والعشرين) لمجلس الجامعة العربية على مستوى
القمة التي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ
حفظه الله ـ "قمة القدس".
جاء ذلك في كلمة المملكة العربية السعودية
التي ألقاها العساف في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري لمجلس
الجامعة العربية على مستوى القمة في دورته الـ (30) بالعاصمة التونسية.
وأكد وزير الخارجية، رفض المملكة القاطع
لاعتراف الولايات المتحدة ودول أخرى بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقال:"أجدد رفض
بلادي التام واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأمريكية بالاعتراف بسيادة
إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة.
كما أكد، حرص المملكة خلال فترة رئاستها
للمجلس وانطلاقاً من إدراكها لمسؤوليتها تجاه متطلبات الأمن القومي العربي، على
توظيف علاقاتها المتوازية وتحركاتها النشطة على الساحة الدولية، وتنسيق المواقف مع
الدول العربية الشقيقة بهدف التأثير إيجاباً في التناول الدولي لقضايا عالمنا
العربي، والإسهام في توحيد الرؤى والمواقف العربية تجاه القضايا والمستجدات ذات
المساس بالمصالح العربية.
وأعرب وزير الخارجية عن خالص التعازي وصادق
المواساة لأسر ضحايا العمل الإرهابي الشنيع الذي استهدف مصلين آمنين في مسجدين في
نيوزيلاندا مؤخراً، مبيناً أن هذا العمل الإرهابي الشنيع يترجم جانباً من تقصير
المجتمع الدولي في القيام بمسؤولياته في مواجهة خطابات الكراهية التي لا تقرها
الأديان ولا قيم التسامح والتعايش بين الشعوب.
وأكد الوزير العساف أن المملكة لم تأل
جهداً في مكافحة الإرهاب وتقديم كافة أنواع الدعم بالتعاون مع المجتمع الدولي
للقضاء عليه، مشيراً إلى أن من أخطر أشكال الإرهاب والتطرف هو ما تمارسه إيران من
خلال تدخلاتها السافرة في شؤوننا العربية وميليشياتها من الحرس الثوري الإيراني في
العراق وسوريا ولبنان واليمن الذي يحتاج منا التعاون لمواجهته.
كما ذكر أن المملكة العربية
السعودية ملتزمة بوحدة اليمن وسيادته واستقراره وأمنه وسلامة أراضيه من خلال دعمها
للحكومة الشرعية، وترحيبها بالجهود المبذولة من كافة الأطراف لتحقيق ذلك.
وأوضح أن المملكة العربية السعودية تعمل
على توحيد موقف المعارضة السورية ليتسنى لها الجلوس على طاولة المفاوضات أمام
النظام للتوصل إلى الحل السياسي الذي يضمن أمنها واستقرارها ومنع التدخل الأجنبي
فيها أو أي محاولات لتقسيمها، مؤكداً في الوقت ذاته الالتزام بإعلان جنيف (1)
وقرار مجلس الأمن الدولي (2254(.
وقال الدكتور العساف إن المملكة العربية
السعودية تدعم مؤسسات الدولة الشرعية في ليبيا، والتمسك باتفاق الصخيرات الذي يمثل
خارطة طريق للحل السياسي فيها، ويحافظ على وحدتها وتحصينها من التدخل الأجنبي ونبذ
العنف والإرهاب فيها.
وأشار وزير الخارجية في ختام الكلمة إلى أن
هناك حاجة لإصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك بما يكفل دعم أمانة الجامعة
العربية ومساندتها وتمكينها من أداء المهام الموكلة إليها بكل كفاءة واقتدار
للتكيف مع التطورات ومواجهة تلك التحديات.