"جبار في رقته جبار في قسوته جبـار، خدعتني ضحكتـه وخانتني دمعتـه"، بهذه الكلمات تغني بها الفنان عبدالحليم حافظ ، الذي أحبه الجميع الكبار قبل الصغار والسيدات قبل الفتيات، فبمجرد أن تسمع صوته تجد نفسك في عالم من البهجة والسرور، ذلك الفتي أسمر الملامح الذي تغزلت فيه فتيات جيلة في أعماله الفنية منهم شادية وزبيدة ثروت وسعاد حسني، لدرجة أن معظم الفتيات تمنت الزواج منه حتى لو ساعات قليلة، أخلص في فنة وحبه للجمهور بشكل كبير، لم يتعالى على أحد في يوم من الأيام بشهادة كل من تعاملوا معه خلف الكواليس.
نور الشناوي حفيد السيدة "علية"، شقيقة العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، كشف لـ "الهلال اليوم" العديد من الأسرار الشخصية والفنية في حياة الراحل عبدالحليم حافظ وإلى نص الحوار:
في البداية حدثنا كيف كان يقضي الفنان عبدالحليم حافظ أخر أيام حياته؟
غلبه المرض في أواخر حياتة، لدرجة أنه لا يستطيع التحدث في وقت من الأوقات، وكان يدرك أن حالتة خطيرة بدرجة كبيرة وسيقابل الله بعد وقت قصير، وكانت العائلة تلازمه في المستشفي.
ومن هم الأصدقاء الذين زارو عبدالحليم حافظ في أواخر حياته؟
كانت معه العائلة وأسرته في المستشفى، وشقيقيته "علية" ومدير أعماله مجدي العمروسي وهو أقرب الأصدقاء له في تلك الفترة، وأسرة الموسيقار محمد الموجي، والفنانة الراحلة سعاد حسني.
وهل تزوج الفنان عبدالحليم حافظ في السر من سعاد حسني؟
إطلاقا، لم يتزوج الفنان عبدالحليم من الفنانة سعاد حسني بل مجرد شائعة ليس لها أي أساس من الصحة، متسائلا: ولماذا يُخفي عبدالحليم زواجة منها عن عائلتة هل سعاد حسني بها عيب يمنع الزواج منها.
ولكن شقيقتها جنجاة نشرت وثيقة الزواج في كتابها الذي أصرته من عامين والكاتب مفيد فوزي أكد ذلك في أحد البرامج؟
جنجاة عرضت ورقة الزواج من دون توقيع الشهود، وهل يُعقل أن يتم زواج بدون توقيع شهود، وفي نفس الوقت قالت أن شيخ الأزهر هو الذي شهد عقد قرأنهما، ولكنه كان مفتى الديار المصرية ولم يحضر من الأساس عقد الزواج، وحتى توقيع الفنان عبدالحليم حافظ لم تكن صحيحة، وهذا غير منطقي ولا يوجد بينهما زواج.
ولماذا لم يتزوج الفنان عبدالحليم حافظ طيلة حياته.
كل شخص ولدية ظروفه الخاصة، وعبدالحليم كان يدرك أن المرض قد قُضي عليه، ولا تستطيع أي امرأة أن تتحمل العيش مع رجل طيلة حياته مصاب بمرض خطير من الصعب أن يتعافى منه في يوم وليلة، ولكنه تمنى أن يتزوج من أي سيدة يحبها ولكن القدر أختاره دون زواج.
وهل عبد الحليم حافظ يحب سيدة أخرى؟
بالفعل أحب فتاة من عائلة كبيرة وعلى خلق جيد، وكانت مصابة بمرض خطير ورحلت قبل وفاتة، وقبل رحيلها تقدم إليها عبدالحليم ولكن جدها رفضه بسبب مرضها الخطير، وفي يوم من الأيام اتصل جدها بـ«حليم» وطلب منه أن ياتى لرؤيتها طبقًا لرغبتها، فذهب إليها وطلبت منه أن يتزوج من غيرها قبل أن تموت، لكنه قال لها: «إن لم أتزوجك فلن أتزوج غيرك»، ثم توفيت بعد ذلك.
وكيف كان يقضي عيد ميلاده؟
كان يقضية وسط العائلة بعيدا عن الوسط الفني والموسيقي الصاخبة، وكانت تلك المناسبة حزينة عليه لأن والدته توفت أثناء ولادته، لذلك كان يقضية مع أسرتة وهو حزين بسبب ذلك الموقف.
ولماذا لم تُوضع مقتنياته في متحف عام مثل أم كلثوم والموسيقارمحمد عبدالوهاب؟
أبدا لم نفكر في تلك الفكرة، لأن العائلة هي أفضل من أي مكان أن تحافظ علي مقتنياته، وفي كل عام يأتي الزوار لمشاهداتها وما تزال موجودة حتى الآن في منزله، لأن مقتنيات الفنانة أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب موجودة في المعهد الموسيقي، تُعرض بطريقة سيئة للغاية وإهمال بشكل كبير من المسئولين عن هذه الأشياء، لذلك قررنا عدم وضع مقتنيات عبدالحليم حافظ في أي متحف.
الأجور التي كانت يحصل عليها عبدالحليم حافظ في أي شئ كان ينفقها؟
عبدالحليم حافظ من أفضل الفنانين في الوسط الفني الذي يحافظ على أسرتة، كان يشتري لهم الهدايا في المناسبات من مصروفة الشخصي الذي يتقاضية عن أجره في أفلامة السينمائية، وكان رب الأسرة وينفق على مدارس أقاربة ويشترى لهم جميع المستلزمات التي يحتاجونها..
من هو الشخص المقرب من عبد الحليم حافظ عندما يبُوح له بأسراره؟
شقيقته "علية"، دائما كان يتحدث معها في كل كبيرة وصغيرة سواء عن أسراره الشخصية أو العملية.
أحكي لنا موقف مؤثر في حياة الفنان الراحل عبدالحليم حافظ؟
أفتقد عبدالحليم في حياتة في الفترة الخيرة الصحة والراحة النفسية، وعدم القدرة على تناول وجبة مفضلة يريدها، وهو الشئ الذي كان يؤثر دائما على نفسة، ولكنه شاهد نجاحة بين زملائة في الوسط الفني، وحب الجمهور بشكل كبيرة له ومكانته بين هؤلاء الأشخاص.
وكيف كان يتعامل مع الجمهور؟
الجمهور كان له جانب مهم في حياتة، لدرجة أنه خصص لهم سكرتيرة تعمل على الرد عن أسئلتهم التي يرسلونها، ويبعث لهم صورة خاصة به في الجوابات.
هل كان يستشير أقاربة في أعماله السينمائية؟
تلك المسألة كانت متروكة له، وعندما أختار المخرج حسين كمال لكي يقوم بإخراج فيلم "أبي فوق الشجرة"، وعارضة الموسيقار محمد عبدالوهاب، ومدير أعمالة مجدي العمروسي،على إختيارة للمخرج لكنة صمم على فكرتة، وقال هذا الفيلم لو نجح فأنا السبب في نجاحة، ولو فشل فأنا السبب في فشلة.
ومن هو مثله الأعلى في الوسط الفني؟
محمد عبدالوهاب، هو مثله الأعلى، واتخذ من أسلوبة وابداعة طريقا له.
وما هو الشئ الذي يكره عبدالحليم حافظ؟
كان يكره الخيانة والكذب، أو يساعد الآخرين فيرد إلية بكراهية وحقد.
وفي النهاية من أصدقائة في الوسط الفني كان يتردد على زيارته؟
مطلقا لم يأت أحد من الوسط الفني لزيارتة، إلا أسرة محمد الموجي