الخميس 23 مايو 2024

الرئيس يؤكد ضرورة الحل السلمي الشامل والعادل للصراع العربي الإسرائيلي.. وخبراء: الكلمة مركزة وعرضت كل التحديات الراهنة ورؤية مصر لحل الأزمات.. والسيسي أعاد تأكيد المواقف المصرية

تحقيقات31-3-2019 | 16:52

قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي رؤية مصر لحل الأزمات العربية الراهنة أمام القمة الثلاثين للقادة العربي المنعقدة اليوم في تونس، حيث وصف خبراء كلمة الرئيس بأنها كانت شاملة ومركزة ووضعت أطرا لحل الأزمات الراهنة كما أعادت تأكيد المواقف المصرية تجاه أزمات المنطقة، موضحين أن الرئيس تطرف إلى 3 محاور في كلمته هي التهديدات الموروثة والجديدة وأطر حل الأزمات.

حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن القمة العربية تأتي في منعطف خطير في تاريخ أمتنا العربية وفي وقت ازدادت فيه التحديات وتعددت الأزمات وبعض هذه التحديات متراكم وهو جزء من إرث من مرحلة التحرر الوطني وتأسيس الجامعة العربية، مضيفا إن أبرز هذه التحديات الصراع العربي الإسرائيلي ونتفق على أنه لا مخرج نهائي منه إلا بحل سلمي شامل وعادل يعيد الحقوق لأصحابها، قائلا "نأمل أن تصل هذه الحلول إلى أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في الدولة المستقلة وتعود الجولان لسوريا لتتحرر جميع الأراضي العربية المحتلة".

وأضاف إن استمرار الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني، سيبقى وصمة عار حقيقية على جبين المجتمع الدولي، طالما استمر ضرب عرض الحائط بقرارات الشرعية الدولية، وبقيت محاولات الالتفاف على مرجعيات السلام ومحدداتها.

وقال الرئيس إن "لقد اختار العرب السلام، وقدموا مبادرة شاملة تمد اليد بالسلام العادل، مقابل تحرير الأراضي العربية المحتلة كافة وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. ولازالت اليد العربية ممدودة بالسلام العادل والشامل، القائم على التمسك الكامل بكافة الحقوق المشروعة، وبمقررات الشرعية الدولية، ورفض أية محاولة للالتفاف عليها".

وأشار إلى أن مواجهة خطر الإرهاب، الذي بات يهدد وجود الدولة الوطنية في المنطقة العربية، تقتضي التحرك بشكل سريع وبدون مماطلة، لتطبيق جميع عناصر المقاربة الشاملة لمكافحة الإرهاب، التي تضمنتها قرارات جامعة الدول العربية ذات الصلة، وعلى رأسها قرار "تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب"، الذي اعتمد في القمة العربية الأخيرة في الظهران.

عرض كل التحديات الراهنة

طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، قال إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام القمة العربية في دورتها الـ30 بتونس جاءت شاملة وعرضت لكل التحديات الكبيرة والمهام المعقدة التي تزيد من الأعباء الملقاة على القمة والقادة العرب، مضيفا إن الرئيس أكد أن العرب ما زالت أيديهم ممدودة بالسلام الشامل والعادل بما يضمن الحقوق العربية المشروعة.

 

وأوضح البرديسي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس أكد ضرورة الالتزام بالقرارات الدولية ذات الصلة بشأن الأراضي المحتلة كالقدس والجولان السورية، مضيفا إن الرئيس أكد أيضا السيادة السورية على الجولان وضرورة عودتها لسوريا وحل الدولتين للقضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

 

وأكد أن الرئيس أعاد التأكيد على المبادرة العربية للسلام التي قدمتها المملكة العربية السعودية في بيروت 2002 وأن أيدي العرب ما زالت ممدودة، مشيرا إلى كلمة الرئيس عرضت أيضا للمنظومة العربية لمكافحة الإرهاب وضرورة تضافر الجهود للتصدي للإرهاب ومواجهة التدخل الإيراني الذي زاد من التحديات التي تواجه المنطقة.

 

وأشار إلى أن الرئيس السيسي أعاد التأكيد على المواقف المصرية تجاه القضايا العربية الراهنة كالأزمات في سوريا وليبيا واليمن ودعم الدولة الوطنية والمؤسسات الشرعية، والموقف المصري الثابت باحترام الشرعية الدولية ودعم الجيش الوطني لمواجهة الميليشيات المسلحة التي تسبب كوارث.

 

ولفت إلى أن الرئيس أعاد تأكيد المواقف بدعم مصر للجيش الليبي والجهود الأممية في ليبيا وضرورة الحل السياسي للأزمة السورية وتنفيذ اتفاق ستوكهولم للأزمة اليمنية.

 

كلمة مركزة في 3 محاور

وقال اللواء طيار هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أمام القمة العربية بتونس جاءت مركزة ولخصت الوضع العربي الراهن في ثلاثة محاور أساسية، مضيفا أن أول هذه المحاور هو التهديدات الموروثة التي تواجه المنطقة كالصراع العربي الإسرائيلي.

 

وأضاف الحلبي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الحل السلمي والشامل ضرورة لحل هذا الصراع لرفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني والضغوط المستمرة عليه وإقامة دولته المستقلة، وعودة الجولان للسيادة السورية، مضيفا أن المحور الثاني لكلمة الرئيس تطرق للتهديدات الحالية والتي تتمثل في انهيار الدولة الوطنية في بعض الدول كسوريا وليبيا واليمن.

 

وأشار إلى أن هذين النوعين من التهديدات مشكلة كبيرة وأكبر من قدرة أية دولة على مواجهتهما منفردة، مضيفا أن المحور الثالث الذي تطرق له الرئيس هو وضع إطار لحلول الأزمات، وخاصة أن الحلول واضحة وتحتاج إلى قرارات تفعلها، وخاصة لمواجهة التهديدات الموروثة والعودة لقرارات الشرعية الدولية للحل.

 

وأكد أن الرئيس تطرق للمنظومة العربية لمكافحة الإرهاب وتجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف ووجود إرادة دولية لحل المشكلات، مضيفا أن "السيسي" أكد أهمية اللحاق بركب الاقتصاد العالمي كملف حاسم في الكثير من المشكلات ليشعر المواطن العربي بحياة كريمة وكذلك وضع اقتصادي مقبول.

 

 

أعاد تأكيد المواقف المصرية

ومن جانبه، قال السفير إبراهيم الشويمي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعاد تأكيد المواقف المصرية تجاه القضايا العربية الراهنة خلال كلمته في القمة العربية بتونس اليوم، موضحا أن كلمته ركزت على ضرورة علاج الأزمات العربية ووقف نزيف الدماء وإيجاد تسوية سياسية للقضايا.

 

وأوضح الشويمي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن حل أزمات الدول العربية بأيدي شعوبها هو المطلوب فلابد أن يكون حل الأزمة السورية نابع من الداخل وكذلك اليمنية والليبية إلى جانب الجهود الجماعية والدولية، مشيرا إلى أن حروب الجيل الرابع والخامس تستهدف تزكية الانقسام المجتمعي ولابد للشعوب أن تتحد وتفسد هذه المخططات.

 

وأضاف أن القمة العربية تعقد اليوم في ظل آمال بأن تنجح في علاج المشاكل المزمنة للدول العربية، موضحا أنه متوقع أن تخرج بقرار واضح لإدانة الإرهاب ورفض التدخلات في الشئون الداخلية للمنطقة والتوصل لأفكار تساعد المنطقة على الخروج من مأزقها الذي تعانيه من عقود.