ذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية أن رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، عرضت إجراء محادثات مع زعيم حزب العمال، جيريمي كوربين، لكسر حالة الجمود حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، والسماح للبرلمان بتحديد طريقة إلزامية للمضي قدما حال إخفاق الطرفين في التوصل لحل وسط.
وفي تغير كبير لموقفها، قالت ماي إنها ستطلب تمديد أمد الخروج، معربة عن استعدادها لتقبل بريكست أكثر سلاسة، مع عدم استبعاد الحكومة قبول البقاء في الاتحاد الجمركي أو إجراء استفتاء ثانٍ، بحسب الصحيفة.
ويتضمن إجراء بريكست سلس بقاء بريطانيا داخل السوق الأوروبية الموحدة من خلال الحصول على عضوية المنطقة الاقتصادية الأوروبية (مثل النرويج) أو البقاء في الاتحاد الجمركي الأوروبي أو الاحتفاظ بالاثنتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ماي طرحت عرضها للاجتماع مع كوربين في بيان متلفز من مقر رئاسة الوزراء بشارع داونينج ستريت عقب اجتماع وزاري استغرق سبع ساعات قائلة: "نستطيع وعلينا أن نجد حلولا وسط لتحقيق ما صوت عليه الشعب البريطاني".
وأضافت ماي أنه سيتم التوصل لاتفاق مع حزب العمال أو سيصدر البرلمان قرارا أمام الاتحاد الأوروبي الأربعاء المقبل من أجل السماح لبريطانيا بالخروج في 22 مايو المقبل وتجنب الانتخابات البرلمانية الأوروبية.
وأوضحت الصحيفة أن سعي ماي إلى إجراء محادثات مع كوربين أثار رد فعل عنيف من المحافظين المتشككين في أوروبا، من بينهم وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، والسياسي البارز في حزب المحافظين، جاكوب ريس موج، كما دعا بعض نواب البرلمان إلى إقالة ماي إذا توصلت لاتفاق مع العمال.
ومن جهته، أعرب كوربين عن سروره الكبير للمشاركة في هذه المحادثات ووافق على ضرورة الدخول في المحادثات بروح من التعاون بين الحزبين العمال والمحافظين.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في حالة إخفاق ماي وكوربين في التوصل لاتفاق، ستقوم ماي بالسماح للبرلمان بالتصويت على بدائل مختلفة لبريكست بموجب عملية سيتم الاتفاق عليها مع زعيم حزب العمال، وعلى الأرجح سيتضمن ذلك اتفاقها بشأن بريكست ومقترحات العمال بما فيها البقاء في الاتحاد الجمركي وتوفير حماية أقوى للبيئة والعاملين والمستهلكين على الأرجح من خلال إجراء استفتاء تأكيدي.