نظم جناح الأزهر الشريف، بمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب، اليوم الخميس، ندوة عن "الإلحاد"، حاضر فيها الدكتور بكر زكي عوض، أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر، وعميد كلية أصول الدين سابقًا، وذلك ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية والفكرية التي ينظمها الجناح.
وأوضح "عوض" أن الإلحاد هو العدول عن الشيء الصحيح إلى غيره بعد أن اتضحت معالمه، فكل إنسان يعلم أن هناك خالقا، وعندما خلق الله الإنسان ركّب فيه أسبابًا داخليةً تدعوه للإيمان مثل الفطرة والعقل والحواس، لكن هناك عوامل عديدة تؤثر في تلك الفطرة مثل البيئة والأسرة والمجتمع.
ولفت أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر إلى أنه إذا أساء الإنسان استخدام الحواس من ناحية والعقل من ناحية أخرى دون ضابط من القرآن والسنة؛ فالنتائج ستكون سلبية وتؤدي إلى خلل عقلي، فالله سبحانه وتعالى وضع بديهيات عقلية لا ينكرها إلا مكابر، وإذا أدخل الإنسان مقدمات فاسدة لعقله ستكون النتائج فاسدة.
وتناول عميد كلية أصول الدين السابق كيفية نشأة الإلحاد ومراحله المختلفة، مؤكدًا أن الإلحاد يمثل ظاهرةً محدودةً للغاية، لكن مؤيديها يحاولون نشرها وإنشاء مواقع لها بأسماء مختلفة ومتعددة من أجل الإيهام بأن الإلحاد منتشر.
وفي ختام الندوة قدم عددًا من المقترحات والحلول التي يمكن من خلالها تجنب وعلاج ظاهرة الإلحاد، منها: المعرفة الدينية الهادئة، وتدريس مادة الثقافة الإسلامية خاصة لمراحل الثانوية والجامعة، حيث تعد هذه المرحلة العمرية هي الأكثر خطورة، لإمكانية تقبل الشباب أي معلومات قد يتعرضون لها.
وأشار أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الأزهر، إلى دور الإعلام الهام في مواجهة الإلحاد، كما أن للتعليم دورًا محوريًا في تحصين الشباب وهو ما يستدعي توظيف العلوم وما فيها من براهين على وجود الله، مع تقديمها بشكل جذاب، هذا فضلًا عن دور الأسرة في تشجيع الأبناء منذ صغرهم على قراءة الكتب الدينية والقصص القرآنية التى تتناول الإعجاز العلمي، وأخيرًا طرح شبهات الملاحدة والرد عليها من خلال لجان علمية متخصصة.
ويُشارِك الأزهر الشريف – للعام الثاني على التوالي ــ بجناحٍ خاصٍّ، في معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، ويشمل الجناح عِدّة أركان، هي: ركن مجمع البحوث الإسلامية، وركن الفتوى، وركن قطاع المعاهد الأزهرية، وركن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، وركن لمركز الأزهر للترجمة، وركن مكتبة الأزهر، وركن هيئة كبار العلماء، وركن الرواق الأزهري، ويقع الجناح بجانب القبة السماوية، بمكتبة الإسكندرية.